حلاق النحاس باشا ..حكايات الضحك بين “فتحي غانم” و”مصطفى أمين”
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يرفض الأديب فتحي غانم العمل الصحفي لكن محاولات مصطفى أمين لا تنتهي، ينتهز اقرب فرصة ليورط الاول في الكتابة للصحافة، ففي أحد ايام الجمعة جلس فتحي غانم في مكتب كامل الشناوي بالدور الأول بأخبار اليوم في الثالثة مساءً، ودق جرس التليفون، ليسأل أحد القضاة : هل صحيح أن النحاس باشا قرر أن يطلق زوجته زينب هانم وغادر بيته لينتقل الى مينا هاوس، فأنتم أخبار اليوم ولابد ان يكون لديكم اسرار الموضوع، فيرد غانم معتذرًا بأنه لايعرف شيئًا عن هذه الحكاية وتنتهي المكالمة.
امسك “غانم” السماعة أخرى وطلب مصطفى أمين، فقال له ما سمعه من القاضي، فطلب منه “أمين” ان يحضر لمكتبه، وقال له: اذهب مع ايزيس فهمي في سيارتها الى مينا هاوس واحضر معك كل ما تصل اليه من معلومات، ليجد فتحي غانم نفسه متورطًا في العمل الصحفي فلم يستطع العناد هذه المرة وذهب مع ايزيس الى مينا هاوس وليس لديه اى فكرة عن اي شىء، كما ذكر في أخبار اليوم 1997.
سأل فتحي غانم ايزيس فهمي عما ستفعله؟ اجابت: سأقابل خادمات الغرف والخدم واسألهم عن الموضوع، فيسأل نفسه: وماذا سأفعل انا؟
وجد فتحي غانم في ممر الفندق صالون للحلاقة، فدخل وجلس على المقعد وتركه الحلاق يفعل ما يشاء وقلب ان ينتهي من وضع الفوطة على صدره كان قد حكى كل التفاصيل عن النحاس باشا منذ دخوله الفندق في ساعة مبكرة والافطار الذي يتكون من جبن الروكفور، فعاد الى اخبار اليوم وكتب ما قاله الحلاق فكانت السطور الاولى بالبنط الكبير عما حكاه الحلاق ، وقال مصطفى أمين ضاحًا : اليس هذا افضل من حكاية الزوجة.
المباحث والمخابرات يسألون عنك
طلب مصطفى أمين من فتحي غانم أن يذهب الى بولاق ليكتب عن بيت المتهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصرفي المنشية، لكن الرقابة منعت نشر الصور، فخطر له ان يكتب وصف للبيت ليعوض القارىء عن الصور، ونُشر الوصف الذي كتبه في الصفحة الأولى تحت عنوان “رأيت بالأمس”، وفي اليوم الثاني كان مصطفى أمين واقفًا وعلى وجهه بوادر الإبتسامة فأقترب من “غانم”: المباحث والمخابرات سألوا عنك مئات الأسئلة، وهناك من يتهمك بأنك من الإخوان لأن الوصف الذي كتبته للبيت يساعد على الرثاء لحال المتهم.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال