حلمي بكر مختلف

في عام 2019 قدمت إسعاد يونس حلقة من برنامجها صاحبة السعادة مع الملحن حلمي بكر، نعم الملحن وليس ذلك الشخص الذي نراه ويطل علينا في الفضائيات، حلمي بكر الذي لا تعرفه أجيال كاملة.

فنحن لا نعرف إلا حلمي بكر الشتام، الكاره لكل الموجودين على ساحة الفن، المهاجم لكل العاملين في الحقل الموسيقي ولكل الأجيال الموجودة، او حلمي بكر زير النساء المزواج صاحب العلاقات النسائية غير المنتهية.

ولكن استطاعت إسعاد يونس أن تعرفنا على فنان حقيقي قدم فن حقيقي وراقي عاش وسيعيش ويتمتع به أجيال دون أن يعرفوا أن صاحب هذه الكنوز هو ذلك الشخص الذي يطل علينا في كل البرامج لا لشيء سوى أن يهاجم ويسب زملاءه.

وفي الحلقة استطاعت إسعاد بونس أن تفتح شهية حلمي بكر للحكي واستعراض كنوزه وذكرياته التي يختزنها داخل قلبه، ويختزل نفسه في صورة عدو لكل الموجودين، ويختزل تاريخه في أن يصبح وجه واسم مرتبط بالمشكلات وصنع الأزمات.

فقدم البرنامج العديد من المفاجآت، فبالإضافة إلى الأعمال الغنائية والألحان التي قدمها له اكبر الأسماء في عالم الغناء مثل نجاة ووردة كانت لديه اغنية مجهزة لأم كلثوم لم يمهلها القدر أن تغنيها وقدمتها فيما بعد وردة وهي أغنية “معندكش فكرة”، وهو من قدم صوت عُليا التونسية والتي أصبحت زوجته فيما بعد، وأنه قدم العديد من الأعمال المسريحة الموسيقية وعلى رأسها مسرحية “سيدتي الجميلة” ذلك العمل الموسيقي الذي نفتخر بوجوده لدينا في تاريخ المسرح، ويفتح القوس ليخبرك  أنه له تاريخ طويل في المسرح المصري فهو ملحن العمل الرائع “موسيقى في الحي الشرقي”، “وجوليو وروميت”، “ومسرحية حواديت” للثلاثي والذين شاركهم في العديد من أعمالهم وكان شريك نجاح معهم.

ثم فتح بوابة الفوازير لنكتشف أنه قدم فوازير لم يسمع عنها أحد مثل فوازير مع الأخوات فيروز ومرفت ونيللي، ثم فوازير الخاطبة وعالم ورق وعروستي لنيللي ثم فوازير فطوطة لسمير غانم، وحول العالم لشريهان، وفوازير الفنون لمدحت صالح وشيرين رضا، وفوازير المناسبات ليحي الفخراني وصابرين وهالة فؤاد.

وحكى عن إبداعاته وكيف أنه جعل أمينة رزق تغني في فيلم أخواته البنات مع الفنان محمد عوض، وكيف جعل الفنان حسين رياض يغني في إحدى الاستعراضات على المسرح.

وعن الأفلام التي قدم لها ألحان تحدث عن اللحن التحذيري في تتر فيلم آخر الرجال المحترمين، ومشاركته للفنان فؤاد المهندس في العديد من الأفلام مثل فيلم فيفا زلاطة.

وحكى عن مشروعات وألحان سجلها ولكنها لازالت موجودة في منزله، وعن أصوات إكتشفها ومشروعات غنائية مُقدم عليها، فحثته إسعاد يونس على أن يكتب مذكراته مع عمالقة الموسيقى والشعر والغناء حيث كان يعيش وسط عظماء، وطلبت منه أن يطلق ألحانه وأعماله الحبيسة.

إقرأ أيضا

سيرة بيرلو (11).. دروس في مقام الكُرد والركلات الثابتة!

كان أهم ما في الحلقة أنها كانت حريصة على ألا تتحول لحلبة صراع وسجال وتوجيه لكمات للغير كما تعود، ولكنها كانت ترغب في أن تقدم وجه آخر للأستاذ حلمي بكر وأن يقدم نفسه صورة مختلفة لم يراها أحد من الأجيال الموجودة، وبعيدًا عن أخبار زيجاته وعلاقته النسائية، وبالفعل نجحت إسعاد يونس في أن تقدم حلقة للتاريخ ومختلفة عمن يبحثون على التريند.

وكانت من أنجح وأهدأ الحلقات التي ظهر فيها الأستاذ حلمي بكر، أتمنى أن يكررها الأستاذ ويحترم تاريخه ويتركنا نستمتع بأعماله دون ضجيج, وإذا كان بالفعل لديه أعمال وألحان جيدة وأصوات جديدة فليعرضها وليمتعنا بإبداعاته.