همتك نعدل الكفة
3٬518   مشاهدة  

حلمي بكر : مرة أنا وصديقي عبد الحليم حافظ

حلمي بكر
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



من حين لأخر يطل علينا الموسيقار حلمي بكر في برامج حوارية، معتمدًا على تاريخه الفني الذي يحمله أكثر مما يحتمل، لا يتحدث في الغالب عن مسيرته الفنية بقدر ما يكون حضوره بغرض أرائه المثيرة للجدل، ثم يخصص جزء من حواره ليحكي لنا قصصًا مستهلكة عن علاقاته بكبار نجوم الطرب والموسيقى، أغلبها يفتقد للموضوعية والصدق” هو حد هيتفش وراه يعني” متسلحًا بكونه عايش تلك الفترة، رغم أن تاريخ حلمي بكر الفني يمكن تلخيصه في عشر أغنيات على الأكثر من ضمن أكثر من ألف أغنية لحنها حسبما ذكر في أحد الحوارات.

زمن الوهم الجميل.

رغم ابتذال مقولة زمن الفن الجميل وثبوت عدم صحتها فلكل زمن فنه الجميل والقبيح أيضًا، إلا أن الإعلام يتعامل مع حلمي بكر كأحد فرسان هذا الزمن، والعجيب أن الحوارات كلها أصبحت متاجرة رخيصة بقصص وذكريات وزيجات متعددة، وبكر نفسه لا يخجل أن تكون حياته الشخصية هي محور الحوار يتحدث بفخر عن مشاكله الشخصية مع بعض طليقاته، أو خلافه مع المطربات مثل “لطيفة” و”أصالة”  وكأن فن التلحين الذي يمتهنه أصبح على هامش حياته، ولما لا فخياله نضب منذ فترة طويلة وتوقف عن التلحين  حتى أن الجمهور لا يعرف أنه له ألحانًا جديدة مع على الحجار وغادة رجب في ظل تفرغه للحديث في مناحي أخرى بعيدة عن الفن.

اقرأ أيضًا 

حول مسلسل ليه لاء ….. ليه اه؟

مرة أنا وصديقي عبد الحليم.

يأتي عبد الحليم حافظ على رأس الفنانين الذي يقتات بكر على علاقته به، لن تجد أي حوار سواء مكتوب أو متلفز معه دون أن تأتي سيرة عبد الحليم حافظ ومحاولة تعظيم علاقته به ويتحدث وكأنهم توائم لا يتركان بعضهما البعض إلا وقت النوم.

عندما استضافت قناة DMC حلمي بكر في برنامج صباحي للحديث عن عبد الحليم حافظ في ذكراه، ذكر بكر أنه لحن ستة ألحان لعبد الحليم حافظ، وبدأ حديثه بقصة المنور الشهيرة ، والمنور هو شقة بكر الصغيرة الذي تبعد بمسافة قليلة عن شقة عبد الحليم حافظ في الزمالك، ثم قال أن عبد الحليم بدأ يكرر زيارته له في المنور بعد أغنية “مادرتوش” للسيدة وردة وهي الأغنية التى حمل لحنها ما لا يحتمل وكأنه فتح موسيقي جديد، رغم أن فواصلها الموسيقية شبيهة ببعض فواصل أغاني ” بليغ حمدي” و”سيد مكاوي”، ثم تفاجئ بانبهار عبد الحليم حافظ بهذا اللحن الأندلسي كما اسماه لدرجة أن عبد الحليم كان يضع الاسطوانة ويدندن اللحن كثيرًا، هذا اللحن الذي جعله  يعرض عليه التعاون معه.

استكمل بكر حواره بمواقف عامة عن عبد الحليم سمعناها مئات المرات من غيره ، منها مثلا خلافه الشهير مع أم كلثوم، وكيف لمع نجمه مع ثورة يوليو 1952 وأصداء مرضه، وسقوطه من الإعياء بعد أحدى الحفلات، وكلها أشياء تثبت أن حلمي بكر كان كومبارسًا في حياة عبد الحليم حافظ لم ترتقي العلاقة بينهما، كما يحاول أن يصور لنا أو كما كانت بطبيعة الحال مع أصدقاء عبد الحليم الحقيقيين مثل “بليغ حمدي” “كمال الطويل” “الموجي” و الاذاعي “وجدي الحكيم”.

ما لا لم يرويه رائد شرطة الأخلاق.

لا نتهم حلمي بكر بتأليف وتزييف القصص، لكن بالعودة إلي ما قاله ومستمر في تصديره للناس عن بداية التعاون مع عبد الحليم بعد أغنية وردة “مدريتوش” والتي بحسب شركة صوت الحب فهي تحمل تصريح رقابة رقم 225 ورقم إيداع 1154 عام 1974.

حلمي بكر
غلاف اسطوانة اغنية مادريتوش مزيل تحتها تصريح الرقابة ورقم الايداع

ما لم يرويه بكر في القصة أنه صنع ثلاثة ألحانًا لعبد الحليم قبل لحن مادريتوش لوردة لكن كلها كانت ألحانًا خاصة بمناسبات لبعض أمراء وحكام الدول العربية، منها على سبيل المثال “ليلة قمر حلوة” والتي صنعها عبد الحليم بمناسبة مولد الرشيد أصغر أبناء الملك الحسن الثاني و المولود  في 20 يونيو عام 1970، ثم دعوة عبد الحليم للغناء في احتفالات المغرب  بعيد الشباب وعيد ميلاد الملك في 24 يوليو عام 1971 والتي غنى فيها من ألحان بكر “بلد الحبايب”، ثم الكارثة الفنية في لحن أغنية “ليلة فرح” والتي صنعها عبد الحليم لأحد الأثرياء العرب بمناسبة زواج ابنه وسجلها في مصر وارسلها إليهم في السعودية دون أن يضطر إلى الذهاب والغناء في العرس.

إقرأ أيضا
فيلم إلى ريما
YouTube player

تعاون حقيقي أم نحتاية ع السريع.

بالنظر إلى التواريخ الفنية ومقارنتها بتصريحات بكر سنجد أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن حلمي بكر خانته الذاكرة في التواريخ الفنية، وهذا مستبعد لأن نفس الذاكرة لم تخونه في سرد  أحداث ومواقف حدثت مع آخرون، أو أن تعاونه مع عبد الحليم لم يعطيه الفرصة  للفخر أو التباهي؛ حيث اقتصرت الألحان على المناسبات الخاصة والتي صنعها عبد الحليم نظير مقابل مادي ضخم دفعه له الحكام والأثرياء العرب، ولم يهتم بنشرها في حياته أو احتسبها أحد من تراث عبد الحليم الغنائي بعد مماته، ولم يفسر لنا بكر عدم إسناد عبد الحليم أي لحن له مثلما فعل مع محمد الموجي في “قارئة الفنجان” و”رسالة من تحت الماء” ، أو بليغ في “مداح القمر” أو محمد عبدالوهاب “نبتدي منين الحكاية” وهي الأغاني التي صدرت وقت علاقته بعبد الحليم حافظ.

 بكر الذي ترك العمل الفني وتفرغ للهجوم على كل الفنانين متهمًا بعضهم بالسعي وراء المال على حساب الفن، لم يقف ولو لمرة ليتصالح مع نفسه ويعترف لنا أنه فعل ذلك في شبابه مع عبد الحليم حافظ في عدة أغنيات لا يهم عددها بقدر ما يهمنا اعترافه أنها أغاني صنعت لغرض السبوبة أو النحتاية السريعة ذات المبالغ الضخمة الملونة.

شكر خاص للصديق الشاعر “صلاح عطية” لفتح النقاش حول الموضوع على صفحته الشخصية على الفيس بوك

الكاتب

  • حلمي بكر محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
12
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
3
هاهاها
4
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • حلمي بكر هو من آخر جبل العالقة و الفن الراقي . هناك كائنات تحاول أن تتسلق و تلفت لها الأنظار ,علي أكتاف العظماء .إنها نوع من الغيرة و الحسد و هذا قدر الكبار .كان الأستاذ هيكل لا يعر مهاجميه أي اعتبار و الموسيقار محمد عبد الوهاب من نفس المدرسة . لا يقذف بالطوب إلا خبار الثمر .

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان