حلم الجنوبي ..رشدان والصغير وعالم مختلف على هامش حياة الكبار

وسط صراعات كثيرة يتابعها المشاهد عند مشاهدته لمسلسل حلم الجنوبي ، هناك ضمن الخيوط الفرعية صداقة حقيقية  يتوقف عندها المشاهد تجمع بين رشدان الذي قام بدوره الفنان محمود البزاوي والصغير الذي قام بدوره الفنان علاء مرسي.

ورشدان هو خادم سيادة  المستشار (عبد الله فرغلي) الذي نشأ بالأقصر ولا يعرف بحياته سوى هذا المستشار الطيب ذو الصيت الذي يخدمه بمنتهى الإخلاص بل يخدم أيضا صديقه ناصر وهدان القط (صلاح السعدني) ويقوم بالتخطيط لحمياته كما لو كان من أهله.

من خلال الأحداث ورغم صغر مساحة الدور تتعرف على طبيعة رشدان الطيبة (صاحب صاحبه) الذي يبدو أحيانا منعدم التركيز وينفذ فقط أوامر سيادة المستشار فيما هو على استعداد لـــ(تشغيل دماغه) من أجل التخطيط للحفاظ على حياة صديق.

وبعد بعض الأحداث وتطورها يلتقي رشدان بالصغير في مدينة الإسكندرية وهو من بلدياته ويعمل حارس لعقار للسيدة نوسة عنبر.

فتنشأ بين رشدان والصغير صداقة مميزة تجعلنا نرى هذا العالم البسيط ، فنحن نتعرف على حلم الجنوبي (نصر) من بداية العمل وهو اكتشاف مقبرة الاسكندر الأكبر.

اقرأ أيضا…شفت مسائي الحلقة التي يدور فيها جيل بأكمله

ونتتبع هذا الحلم وكيفية تحقيقه، بينما هناك عالم مختلف فيه الصغير ورشدان يتسكعون بشوارع الإسكندرية ويتعرف رشدان على بحري من خلال عيون الصغير وعلى (الجيلاطة) أي المثلجات بمنطقة بحري.

صديقان تنشأ بينهما صداقة بوقت قصير ولكن  بعمق صداقة من سنوات. تراقب الصغير وهو يعرف رشدان على الكابوريا ويدفع حقها من ماله الخاص فتتيقن من حقيقية بساطة حياتهما التي تنحصر أحلامها حول يوم عادي بسيط كله سلام متعته أكلة جديدة منعهم الفقر أو المساقات من التعرف عليها.

ورغم بساطتهما وعدم تمتعهما بعلم نصر وهدان أو المستشار وغيرهمها، إلا أنهما على وعي بأهمية حلم نصر أو على الأقل على وعي بأهمية المبدأ والإخلاص للصديق.

فيهب الصغير حياته كاملة ويتم قتله فقط من أجل الإخلاص، ويقول لعمران الجارحي أن نصر اعتبره صديقه ولا يبيع الصديق صديقه أبدا ويقتل من أجل حماية حياته.

عندما تشاهد الخيط الذي يجمع رشدان والصغير تتذكر مقولة الفنانة الكبيرة سناء جميل بفيلم اطلع الصورة تضحك حلوة، عندما أدركت حقيقية ما تواجهه  من مشكلة وقعت فيها حفيدتها مع ابن وزير وقالت “احنا صغيرين أوي يا سيد”

إقرأ أيضا

أماني في حالة خاصة..الصورة ليست كما تبدو في المرآة

فعلى الرغم من عالم رشدان والصغير الذي يمشي فيه صاحبه جنب الحائط ويتمنى يوما سالما بأقل الإمكانيات في حياة الفقر، إلا أن نهاية الصغير كانت مؤلمة للغاية.

وكما أوجعت هذه النهاية المشاهد فقد أوجعت رشدان صاحب القلب الأبيض الذي حزن على صديقه حزنا شديدًا كما لو كان صديق عمر.

حلم الجنوبي انتاج عام 1997 ومن تأليف محمد صفاء عامر وإخراج جمال عبد الحميد