حليم الرومي .. خليفة أم كلثوم ومكتشف جارة القمر
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
وقال قائل ذات يوم ” ياما في الفن مغامير” والمغمور هنا، هو الشخص عظيم الفن الذي لا يعرف عنه الجمهور شيء ولا يعرفه إلا القليل من العامة والكثير من المتخصصين، ورغم انه قدم ما يقرب من 2000 لحن والعديد من الجواهر الفنية إلا أنه غير معروف للعامة، رغم ان ابنته واكتشافه ملء السمع والبصر في كل مكان وزمان، الموسيقار حليم الرومي.
ولد حليم الرومي في الناصرة بفلسطين عام 1919، وألتحق بالمعهد الموسيقى في حيفا هو صغير، ومنذ بدايته أبدي نبوغا شديدا في الموسيقى وشارك في العديد من المهرجانات الموسيقية والحفلات الغنائية وفي الثلاثينات رحل حليم الرومي إلى مصر حيث ظل يتنقل بين مصر والشام.
ألتحق حليم الرومي بمعهد فؤاد الأول للموسيقى في مصر، وأنهى الدراسة فيه في سنتين بدلا من 6 سنوات وأظهر نبوغا كبيرا، وقدم بعد تخرجه في منتصف الثلاثينات أولى حفلاته في الإذاعة المصرية، وقدم العديد من الوصلات الغنائية على المسارح كما عمل بالعديد من الفرق المسرحية، ومن عذوبة وجمال صوته أطلق عليه لقب ” خليفة أم كلثوم”.
في منتصف الاربعينات بدأ حليم الرومي رحلته القصيرة للغاية مع السينما حيث تعرف على منتج سينمائي يدعى إبراهيم ورده وشارك في فيلمين هما أول الشهر وقمر 14، وبعدها عاد حليم الرومي إلى الشام تحديدا إلى بيروت وفي عام 1950 عيّن رئيسا لقسم الموسيقى في إذاعة لبنان.
واثناء عمله بإذاعة لبنان التقي حليم الرومي بفتاة ذات صوت قوي وعذب وجميل ولحن لها أول أغنياتها بعنوان ” تركت قلبي وطاوعت حبك” وذلك عام 1950، وبعدها لحن لها اغنية ” في جو سحر وجمال” ثم لحن لها وشاركها الغناء في اغنية ” عاشق الورد” وكانت تلك الفتاة تدعى نهاد حداد ولكنه وجد لها اسم أكثر جمالا فأسماها فيروز لنعرفها اليوم بهذا الاسم أو بلقبها الأشهر جارة القمر.
بعد الاغنية الثالثة قدم الرومي فيروز للأخوين رحباني والغريب أن عاصر رحباني كان غير مقتنع بفيروز في البداية حيث ظن انها لن تستطيع غناء الأغنيات المعاصرة أو الحديثة ولكن الرومي أقنعه بقدرات فيروز الفنية لتبدأ رحلة فيروز والرحبانية التي امتدت من الأخوين إلى الأبناء حاليا.
قدم أيضا لعالم الغناء العديد من الأصوات لعل أهمهم وأشهرهم فايزة أحمد ونصري شمس وسعاد محمد إضافة لابنته ماجدة الرومي، الغريب أن حليم الرومي كان رافضا في البداية أن تمتهن ابنته الطرب ولكنه عدل عن قناعته ولحن لها العديد من الأغنيات منها لبنان قلبي والعيد عيد العالم.
كما ساهم في إعادة إحياء الموشح الأندلسي مرة أخرى، وهذا اللون من الغناء الذي اعاده للساحة الموسيقار محمد عثمان في منتصف القرن التاسع عشر وبعدها اداه سلامة حجازي وسيد درويش وصالح عبدالحي قبل أن يختفي أو يندر تواجده على الساحة، وقدم الرومي العديد من الموشحات الأندلسية وبرع في تلحين هذا النوع من الموسيقى وقدم موشحات مثل يا أهيل الحي ووجب الشكر علينا ويرنو بطرف وفاز بالجائزة الأولى في مسابقة تلحين الموشحات الأندلسية عام 1972 والتي نظمها مجمع الموسيقى العربية في تونس.
أكثر من 2000 لحن والعديد من الأسماء قدمهم للموسيقى العربية قبل أن يغادر دنيانا في أواخر عام 1983، ولكن للأسف لم يعد يذكر اسم حليم الرومي إلا على لسان المتخصصين في الموسيقى أو “السميعة” كما يطلق عليهم وهو المهتمون بالطرب وبالتاريخ الموسيقى.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال