حسين الشربيني .. أطيب وغد في التاريخ
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أحد عشر يوماً من العمل في السكة الحديد في مدينة أسيوط كتبوا نهاية علاقة حسين الشربيني بالوظيفة، قدم استقالته وعاد للقاهرة التي شهدته طالباً في ، كلية الأداب ومعهد الفنون المسرحية، أنهى رحلته مع الوظيفة ليبدأ رحلة طويلة مع الفن امتدت لـ٤٥ عاماً
لعب العديد من الأدوار إلا أنه لمع في دور “الوغد”، ورغم “زبيبة” الصلاة التي تحتل جبهته صدقناه، بل وأجبرنا أن نحب الوغد صاحب الدم الخفيف، ليكون أطيب وغد في التاريخ.
البداية
الطفل حسين الشربيني الذي يلفت نظر مدرس اللغة العربية وهو في الصف الثاني الإبتدائي لتميزه الشديد في الإلقاء، يعود مرة أخرى خلال فترة دراسته في كلية الأداب ليلفت نظر أستاذه الدكتور “رشاد رشدي”، الذي كان مشرفًا على الفرقة الفنية بكلية الآداب، لينصحه بضرورة الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية؛ لصقل موهبته الفنية بالدراسة.
رحلة العودة
لم يعمل حسين الشربيني بالفن بعد استقالته من السكة الحديد، بل عمل صحافياً في جريدة الجمهورية، ثم تركها بعد أيام قليلة مرة أخرى لأنه تمرد على الروتين، لم يملك روح الموظف فقرر المقامرة.
تقدم إلى مسابقة اختيار المذيعين بالتليفزيون المصري، ونجح في الاخبارات، ثم دخل دورة تدريبية لمدة ٣ شهور، فوجد أن العمل مجرد قراءة لأخبار مكتوبة، قائلًا في إحدى حواراته الصحفية: “شغلانة مملة ليست مثيرة ولا مستفزة”.
ثم تقدم لاختبارات فرقة مسرحية ليبدأ رحلته الحقيقية مع تقديم أول أفلامه “المارد” عام ١٩٦٤، وضع الوغد الجميل قدمه على سلم حلمه فارتاحت روحه.
المشوار
٩٠ فيلماً لم يلعب فيهم الشربيني دور البطولة إلا أنه دخل قلوب جمهوره عبر خفة دم عبقرية وأداء عفوي وتقمص مدهش لشخصياته، حصل على جائزة عن دور المحامي في فيلم جري الوحوش وهو أحد العلامات في تاريخ السينما التي يحفظ الجمهور حوارها حتى الأن، تخلى عن دور الوغد متعدد العلاقات الغرامية أو الفاسد الذي يقود عصابة أو يحصل على رشوة ليلعب دور المحامي المتدين الذي لا يؤمن بما يفعله أصدقائه.
ربما وكأن الدور كان رسالته للحادث الذي أنهى أنهى مسيرته الفنية، عندما كان يتوضأ داخل أحد المساجد استعدادًا لأداء صلاة العشاء، بعد أن أنهى تصوير إحدى حلقات برنامج “بين الناس”، ليختل توازنه ويسقط ، ويحدث له كسر في مفصل ساقه اليسرى، ليجري عملية عاجلة في أحد المستشفيات يكتشف بعدها أنه مصاب بجلطة في مراكز الاتزان بالمخ.
خلع صاحب القلب الطيب الوغد ذو القمصان زاهية الألوان أسفل البدل “اللميع” قناعه السينمائي وانتهت رحلته التي حارب من أجلها حتى هزمه المرض، ليرحل عنا في يوم ١٥ سبتمبر عام ٢٠٠٧.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال