همتك نعدل الكفة
781   مشاهدة  

حوار خاص مع الشاعر خليل عز الدين .. “فاضي شوية” انتصار لجيلي ولشعر العامية في مصر.

فاضي شوية
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



حمل نهاية العام المنصرم مفاجأة فنية مبهرة قدمها المطرب “حمزة نمرة” من خلال ألبومه “مولود سنة 80” في أغنية “فاضي شوية” التي حركت قليلًا ركود سوق الغناء المصري، ولازالت حتى الآن تحصد نجاحات ضخمة على مستوى الوطن العربي كله.

ننفرد في الميزان بحوار خاص جدًا مع الشاعر “خليل عز الدين” صاحب كلمات أغنية “فاضي شوية” يتحدث فيه عن تلك التجربة الفنية المدهشة التي أحدثت دوي في عالم الأغنية العربية وعن همومه وأحلامه وطموحاته في مجال الشعر العامي وفي مجال الشعر الغنائي أيضًا.

بدأ خليل عز الدين كتابة الشعر منذ عام 2005، في رصيده ديوانين الأول “نص عمر” الصادر   2009 عن دار مزيد  ،”الطبعة الشعبية” الصادر 2014 عن دار ممر الفائز ضمن أفضل عشرة دواوين في مسابقة “أحمد فؤاد نجم” لشعر العامية – جائزة “مؤسسة ساويرس” 2015، ويصدر له قريبًا ديوان “الحب في شارع الجيش”.

أقرأ أيضًا … ألبوم مولود سنة 80 كيف حرك حمزة نمرة ركود سوق الغناء المصري.

خلينا نبتدي من “فاضي شوية” والنجاح الكبير اللى حققته، كلمنا أكتر عنها وعن فكرتها؟

انا كتبتها في 2013 وطلعت في فترة كنت بعاني فيها من التغريب والاكتئاب وكنت بلاحظ أن الأعمال الشعرية المطروحة في الفترة دي كلها أعمال تقترب من الزجل و مكنش فيها شعر العامية بهمومه وصنعته اللى احنا اتعلمناه من أساتذتنا الكبار فابتديت اشوف ان اللى بيتصدر للناس شعراء بيقدموا نماذج سطحية جدًا من شعر العامية, اكتئبت شوية وتضايقت  وحسيت ان ماليش مكان لأني بقدم نوع معين من شعر العامية بيحمل هموم الناس وبيتكلم عنه ويقدم حمل ثقافي في القصيدة نفسها، وكان وصل الأمر لقرار التوقف عن الكتابة لحد ما زوجتي الروائية دعاء عبده أقنعتني أني لازم أكمل ، وقالتلي لازم تطلع اللى جواك بأسلوب سهل وقريب من الناس والحقيقة كلامها ساعدني جدًا في انجاز القصيدة بالشكل ده. 

هل توقعت نجاح فاضي شوية خصوصًا أنها أول تجربة تنجح جماهيريًا ليك في الغناء؟

لم أتوقع ابدًا نجاح الأغنية في الحقيقة، انا كنت عاوز اعرضها علي حمزة نمرة من 2013 وماجتش فرصة خالص، لحد ما اخدت جايزة نجيب ساويرس الثقافية في 2015 وفاز معايا الشاعر محمد السيد واحنا بنستلم الجايزة قلت له ايه رأيك انا حابب اعرض قصيدة على حمزة فقالي تمام لكن لو ما عجبتوش انا في حل من أي حرج وفعلا عرضها عليه في 2017 وعجبته وكان المفروض تنزل في ألبومه “هطير من تاني 2018” لكنه مالقاش سكة لتلحينها لحد ما حمزة  كلمني في أغسطس 2020 وقالي  انها هتنزل في ألبوم مولود سنة 80 والحمد لله ربنا كرمنا بالنجاح الكبير ده.

ايه اللى اختلف في فاضي شوية عن تجاربك السابقة في الغناء؟

انا معنديش تجارب سابقة في الغناء لكن لو هتكلم عن الأختلاف في فاضي شوية بينها وبين تجاربي في الشعر، مفيش حاجة اختلفت، فاضي شوية هي قصيدة زي كل القصايد اللى انا بكتبها، الفرق ان استاذ حمزة اخدها وقالي اننا هنعمل جملتين أو ثلاثة جمل موسيقية ومحتاجك تعيد كتابة القصيدة وتعمل معالجة غنائية في صورة اغنية والحمد لله انا كنت قد المسئولية، اشتغلت عليها اربع مرات كل مرة بعيد الصياغة لحد ما في المرة الرابعة استقرينا على الشكل النهائي اللي عجب الناس الحمد لله.

مش حاسس ان النجاح أتأخر شوية؟

 معاك حق أن النجاح أتأخر شوية، الحمد لله ربنا كان ليه حكمة أن النجاح يتأخر وأنا برضه حاسس انه جاي في وقته، انا بكتب بقالي 15 سنة في الفترة دي انا نضجت مش عارف يمكن لو كان النجاح جه قبل كده مكنتش اقدر اتعامل معاه بشكل ناضج.

دلوقتي أنا أفضل على كل المستويات إنسانيا وأدبيا، دلوقتي انا مستعد اكتر اني اشتغل وعندي حماس اكبر كمان من زمان وعندي نضج وده الأهم وعارف كويس أنا عايز إيه من الكتابة و عارف اتجاهي، و مين اللى انا بخاطبهم والاغنية نجحت نجاح كبير وكنت ممكن اقعد اكتب في السنين اللى فاتت كل سنة اغنيتنين تلاتة لكن ما يحققوش النجاح ده، كل حاجة ليها حكمة صحيح اتأخر لكن انا مؤمن بربنا جدًا ومؤمن بأختيار الأوقات

إلي أي مدي شايف تأثير نجاح فاضي شوية على حركة الشعر الغنائي في مصر اللي بتعاني من الجمود في الأفكار؟

انا شايف أن نجاح فاضي شوية على حركة الشعر الغنائي في مصر  له تأثير كبير ليه بقا، أتوقع انها تفتح مجال أن المطربين والملحنين يبتدوا  يبصوا على تجارب شعراء العامية اكتر من الشعراء الغنائيين ، طبعا الشعراء الغنائيين ليهم كل الاحترام عندنا شعراء غنائيين على أعلى مستوى في مصر، لكن برضه عندنا شعراء عامين اقوياء جدًا.

ويمكن اللي حببني أنا وجيلي في الشعر هما الاساتذة الكبار “سيد حجاب” “عبد الرحمن الأبنودي” عبد الرحيم منصور أحمد فؤاد نجم، دول عملوا تترات عظيمة كانت بتخلينا نقعد نتفرج على المسلسل ونطرب بالتتر ليه لأن دول في الأساس شعراء عامية بالأساس.

اعتقد انها هتفتح المجال أكثر لشعراء العامية من جيلي ومن الاجيال اللى بعدي أنهم يشتغلوا أغاني، أتوقع أنها هتعمل ده. 

كلمنا عن تجاربك السابقة مع المطربين و فرق الأندر جراوند؟

 وأين موقع الشعر الآن من مشهد الغناء المصري؟

تجاربي السابقة لا تذكر حاجات كلها كانت اجتهادات لا ترقي إلي المستوي الاحترافي مش بعتبرها تجارب بسيطة، مجرد محاولات مع أصدقائي لم ترقي إلي الشكل الاحترافي.

إنما التجربة الحقيقية هي تجربة فاضي شوية هي اللي كانت فتحة الخير عليا في الحقيقة، فتحتلي  المجال إن أسامي كبيرة في الوطن العربي أنا شخصيا من جمهورهم أنهم يعجبوا بكتاباتي و يدوني الفرصة اني اشتغل ويقولولي يالا عاوزين نعمل حاجات ناجحة وجميلة.

أما بالنسبة لموقع الشعر من مشهد الغناء المصري، أي حد يقدر يجاوب على السؤال ده الشعر في أضيق الحدود بيتقدم ، حتي لسه احنا كنا بنقول اننا نقدر نعمل حاجة بسبب فاضي شوية انما شعر العامية مش مطروح بقوة في مشهد الغناء المصري.

خلينا نرجع لبداياتك كشاعر كانت إزاي؟ كلمنا أكتر عنها وعن أول قصيدة كتبتها؟

بداياتي كشاعر وانا في ثالثة ثانوي قبل الجامعة وكانت تجارب بسيطة جدا لكن كانت بتنم ان في حاجة، وده كان رأيي كل المدرسين اللى بيقرولي أو حتى اصدقائي في سنة أولي جامعة اللي شجعوني وطرحوا عليا اني انضم إلي اللجنة الثقافية في كلية تجارة جامعة عين شمس وفي اللجنة الثقافية في الجامعة.

لحد ديواني الأولي “نص عمر” كان في مسابقة عاملها موقع مصراوي بالتعاون مع مؤسسة اسمها ورقم وقلم ، وكان المحكم فيها الشاعر الكبير سيد حجاب، قدمت فيها ديواني الأول سنة 2008 وفزت بالجايزة الأولى ، وأستاذ سيد حجاب رحمة الله عليه قال أن خليل عز الدين شاعر مبشر و هيبقي اسم مهم في شعر العامية المصرى.

من من  الشعراء كان له تأثير على تجربتك الشعرية؟

الأساتذة “عبد الرحمن الأبنودي” “أحمد فؤاد نجم” “عبد الرحيم منصور” “سيد حجاب”

بعد كده تيجي اسامي اخرى زي الأساتذة ” فؤاد حداد” “فؤاد قاعود” “زين العابدين فؤاد” “مدحت منير” دي اسامي انا اتأثرت بتجربتهم جدا واستوعبتهم بشكل كبير.

 وفي مجال الشعر الغنائي الأستاذ عبد الوهاب محمد والأستاذ حسين السيد، اسامي محترمة جدا انا هضمت تجربتهم و استوعبتها كمتلقي للغناء وانا بحب الغناء من وانا صغير وانا على العهد بحاول اقدم فن يحترم وعي الناس زي ماهما عملوا.

في رصيدك ديوانين “نص عمر” و”الطبعة الشعبية” كلمنا عنهم أكتر ؟

ديوان نص عمر انا كتبته كان عندي حوالي عشرين سنة وكان تجاربي الأولي كلها فيه وهو الديوان اللي عرف الناس عليا في الوسط الأدبي وادي فرصة أن الأستاذ سيد حجاب يحس بموهبتي ويدفع بيا للأمام، ديوان انا بحبه جدا.

ديوان الطبعة الشعبية قدمني بشكل أكبر و اخدت بيه جايزة سايروس اللي بتحمل اسم الشاعر الكبير “أحمد فؤاد نجم” كان ده بعد الثورة مباشرة وفي قصايد قريبة من قلبي زي “عقد الفل” وقصيدة “صورة يحيي” اللى كتبتها لأبني والقصايد دي متوفرة على صفحتي الشخصية على الفيس بوك.

إقرأ أيضا
تيك توك

كيف ترى مشهد الشعر العامي في مصر حاليًا؟

مشهد الشعر العامي في مصر بيعاني جدًا،  شعراء كتير موجودين مش مطروحين مش متقدمين لا في التليفزيون او من خلال أي منصة رسمية.

بس احنا بنحاول نودي صوتنا ونقدم فن حقيقي يحترم الناس ولما بناخد الفرصة نبقي موجودين سواء هنا في مصر أو عربيا كمان، ناس كتير جدا في العالم العربي، عجبهم فاضي شوية عجبهم الكلام وعجبهم المعالجة اللي انا قدمتها والبيئة اللي أنا كتبت منها، انا بتكلم عن مصطلحات مصرية صرف زي كلمة “غية” دي خلت العالم العربي يبدأوا  يسألوني عن معني كلمة “غية” ويسألوا على صفحة الأستاذ حمزة نمرة ويغنوا الأغنية كمان وده يساوي كتير لينا كقوة ناعمة في مصر سواء واخدين الفرصة أو مش واخدين لكن احنا بنحاول نقدم بلدنا في أي تريند عربي،  فاضي شوية واخدة مركزها ومحققة للأغنية المصرية تقلها وده الوضع الطبيعي اننا نكون في المقدمة.

كلمنا عن علاقتك بجيلك من الشعراء ؟

علاقة عظيمة ومحترمة وجميلة وكلهم أصدقائي وكلهم باركولي على الأغنية معتبرين ان الانتصار ده انتصار لينا كلنا، مفيش منافسات احنا مش في منافسة قد ما أحنا بنتنافس عشان نكتب نص كويس لأن في النهاية أي نجاح هيبقي لينا كلنا.

 كلهم اصدقائي وانا احييهم من خلال “الميزان” وبقولهم شكرًا انتوا اللى نجحتوا الأغنية مع الناس وانتوا اتكلمتوا عنها كتير واصدقائي كلهم بلا استثناء كانوا بينشروا الأغنية على صفحاتهم وبيقولوا احنا لازم ندعم خليل ودي حاجة انا لن أنساهم ليهم.

وميزة الجيل ده اننا بنحب بعض جدًا ومش شايلين مشاعر سلبية تجاه بعض. 

كلمنا أكتر عن تجربتك مع حمزة نمرة؟ وشايف تجربته الغنائية ازاي؟

التجربة كانت موفقة جدًا، انا كنت بتمنى اني اشتغل معاه والحمد لله ربنا حققلي امنيتي، وهو كان فوق مستوى التوقعات الجيدة اللى كنت حاططها عليه.

هو إنسان محترم جدًا جدًا، إنسان مخلص لشغله عنده مشروع مخلص ليه، فاهم كويس قوي في المزيكا، وفاهم في نفسية الشاعر اللى بيتعامل معاه، وبيعرف يحترم الناس كويس ويقدرهم على كل المستويات، إنسان عادل جدا وبيحب شغله، ومش بسهولة الحاجة بتعجبه بيشتغل كتير على النص عشان يطلع عمل جيد يقدر يواجه بيه الناس ويمكن انا بحب اشتغل بالطريقة دي، يعني لما كان يقولي اشتغل تاني كنت بشتغل واشتغل تالت كنت بشتغل وكان يقولي معلش متزعلش انا عارف اني ضاغط عليك كنت بقوله اوك انا بحب ده وبحب اشتغل وانطباعي عنه جميل جدًا.

وقبل حتى الأغنية ما تنزل وتنجح، كان بيقولي انا أحب اشتغل معاك تاني أنت موهوب ومبدع وريحتني في الشغل، وأنا كمان كان ده انطباعي عنه كده أنا كمان احب اشتغل معاه، هو راجل مخلص جدًا لشغله وعادل جدًا، بيقدر الناس كويس والحاجة الكويسة بيقول عليها كويسة وبياخدها مش بيبص على أسامي أو بيبص على شهرة الشاعر، خصوصًا أني مش جماهيري ومش معروف خالص.

 اتمنى اني اشتغل معاه مرة تانية واحنا فعلا متفقين أن في مشاريع بينا في المستقبل ان شاء الله و بحييه من خلال ” الميزان” طبعاً.

كلمنا عن ديوانك الجديد “الحب في شارع الجيش” وعن فكرته وأهم القصائد فيه؟

هو خلاص هينزل خلال فترة قريبة جدًا وده ديواني الثالث اشتغلت فيه حوالي ست سنين، ربنا يكرمني واقدر أن أنا أقدم حاجة الناس يستحسنوها وتعجبهم، بتكلم فيه عن قصة حب بين ولد وبنت مهمشين من منطقة قديمة جدًا في القاهرة منطقة شارع الجيش والموسكي والسيدة المنطقة دي انا اتربيت فيها وعشت فيها لحظات جميلة اتمني ان الناس تعجبهم الحكاية ويعجبهم الشعر وسايب الباقي مفاجأة للناس بأذن الله.

الكاتب

  • فاضي شوية محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان