همتك نعدل الكفة
547   مشاهدة  

“حوار” رحلة إلى عالم الأطفال مجهولي النسب (1) منسيون في الأرض ممزقون على قارعة الطريق

الأطفال مجهولي النسب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تعد ظاهرة الأطفال مجهولي النسب إحدى أهم القضايا الاجتماعية الغير مطروحة على الساحة المصرية والعربية، رغم وصولهم قرابة المليون على مستوى الوطن العربي.

اقرأ أيضًا 
“صور” رحلة إلى عالم الأطفال مجهولي النسب (2) حياة درامية حزينة تعاني منها الأمهات البديلات

واستكمالا لملف «الميزان» المطروح حول هذه القضية، كان هناك حوار مع سوسن سعودي مديرة رعاية دار الابتسام، وهي إحدى الدور المتخصصة في رعاية الأطفال المنسيون في الأرض، حتى نتوقف على أبرز النقاط التي تشغل المجتمع المصري بشكل صريح.

من هم مجهولي النسب أو الهوية؟!

سوسن سعودي
سوسن سعودي

الأطفال مجهولي النسب هم الأطفال الذين وجدوا على قارعة الطريق دون وجود أي أو أم بيولوجيين، ووجودهم في أي دار رعاية يكون تحت إشراف وزارة التضامن.

ماهي الأسباب التي تدفع الوالدين للتخلي عن رضيعهم بهذا الشكل المأساوي؟!

محررة الميزان مع سوسن سعودي
محررة الميزان مع سوسن سعودي

هناك أسباب كثيرة تتقاطع وتتداخل مع بعضها، ومنها الحمل والإنجاب خارج إطار الزواج وهذا موجود ويتزايد في المجتمع المصري، خاصة وأن القانون المصري يجرم الإجهاض في الشهور التسعة الأولى بالإضافة إلا تكاليف عمليات الإجهاض الكبيرة نسبيا، وأيضا الفقر وكثرة الإنجاب قد يدفع بعضهم للتخلي عن طفله معتقدين أنهم سينالوا حياة كريمة بعيدة عنهم .

في حال ولادة الطفل .. كيف يتم التخلص من الأطفال غير المرغوب فيهم؟

مديرة الدار مع الأطفال والأمهات البديلات
مديرة الدار مع الأطفال والأمهات البديلات

عملية التخلص من الطفل صعبة، وفي أغلب الأوقات تنسب للام، فإن كان الطفل نتاج علاقة جنسية غير شرعية أو اغتصاب ، فيتهرب الاب الحقيقي، وتتحمل الام المسؤولية وحدها، ولكونها امرأة في مجتمع شرقي قد تضطر إلى ترك الطفل في المستشفى والخروج بدونه، أو تأخذه وتتركه في الأماكن العامة، أو تحاول قتله في أكثر الحالات، فهي مجبرة، إضافة إلا حالتها النفسية واكتئاب ما بعد الولادة خاصة! وبالطبع هذا ليس مبررا .

وفي حال وجود الأب، فعملية التخلص من الطفل تكون ذات بعد درامي حيث يُشرف على التخلص منه بنفسه لضمان عدم الابتزاز به مرة أخرى، أما في حالة الزواج، فقد تدفع الأب للتخلص من الطفل أسباب عدة، منها أن يكون الطفل عبئاً مادياً على الأسرة، أو الغضب من جنس الجنين، وفي حالات أخرى، قد يتخلص الأب من الطفل بدافع الانتقام من الأم، أو عقابها.

كيف يتم العثور على هؤلاء الأطفال؟

أصبح العثور على هؤلاء الأطفال مجهولي النسب أمر اعتيادي بالنسبة لنا، حيث يتم العثور عليهم في أماكن كثيرة؛ منها المستشفيات، وصناديق القمامة المتواجدة في الطرق العامة، أو ناجين من محاولة قتلهم، أو في أفواه الكلاب الضالة،كما حدث مع الطفلة لقاء !

كيف تتسلم دور الرعاية هؤلاء الأطفال؟

بعد العثور على أي واحد من هؤلاء الأطفال، يتم أولاً إبلاغ قسم الشرطة التابع للحي أو المدينة التي تم العثور عليه فيها، ويُستخرج له شهادة ميلاد بأسماء رباعية غير واقعية حتى يتثنى التعامل معهم ، ثم بعد ذلك يُرسل الأمن العام بلاغا رسميا لـ وزارة التضامن الاجتماعي التي يحضر عنها مندوب لاستلام الطفل من قسم الشرطة وإيداعه دور الرعاية الحكومية، أو الدور الرعاية الخاصة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

كيف يتم انخراط هؤلاء الأطفال مع المجتمع؟

بعد استخراج شهادة ميلاد رسمية بأسماء رباعية، وإعطائهم ديانة، وهي بالمناسبة الديانة الإسلامية مدينة موحدة لكل العصور عليهم، يتم معاملتهم كأطفال عاديين، فشهادة الميلاد تعد أول خطوات التمكين لهم في المجتمع، إضافة إلى تلقى التطعيمات والرعاية الصحية المخصصة للأطفال ومعالجتها من كل ماتعرضو إليه في الشوارع من افتراس الحيوانات أو الأمراض المزمنة كما ذكرت .

هل تنتهي أزمة الاطفال مجهولي النسب بإيداعهم في دور الرعاية برغم العنف الذي يتعرضون إليه في بعض هذه الدور؟

بالطبع لا .. أزمة هؤلاء الأطفال لا تنتهي عند إيداعهم في إحدى دور الرعاية، فكما يوجد دور الرعاية الصالحة، هناك دور رعاية تتعامل معهم بكل قسوة منها على سبيل المثال دور الرعاية الخاصة بوزارة الصحة، وهناك دور أخرى تتعامل معهم بشكل سيء يصل أحيانا إلى التعذيب الجسماني والنفسي، والأمير خطورة من كل هؤلاء هم الاطفال الذين لم تتلقى عنهم الداخلية أي معلومة فينشئون على قارعة الطريق ويتعرضون للاغتصاب الجنسي، أو يقعون في أيدي عصابات تجارة الأعضاء، وفي افضل ظروف هؤلاء يعملون كمتسولين .

حدثيني عن نظام الأسر البديلة في ظل تحريم التبني في مصر ؟

محررة الميزان مع مديرة الدار
محررة الميزان مع مديرة الدار

تبني الأطفال محرم بمصر، طبقا لما نصت عليه الشريعة الإسلامية، لذلك قامت وزارة التضامن الاجتماعي باستحداث نظام « الأسرة البديلة» بموجب المادة “4” من قانون الطفل المعدل عام 2008، وينص القانون على أن تتكفل الأسرة الطفل الذي حُرم من أهله لأي سبب كان، وكفالة هؤلاء الأطفال تكون بعقد رسمي بين الأسرة البديلة ووزارة التضامن، تلتزم فيه الأسرة برعاية الطفل وعدم استخراج أي مستند رسمي دون الرجوع إلى الوزارة، كما أن وزارة التضامن تتابع الطفل رغم وجودة مع عائلته البديلة بإرسال مندوبها شهريا للاطمئنان على الطفل وأحواله النفسية والجسدية.

إقرأ أيضا
هدنة غزة

بموجب قانون الطفل فإنه يحق للأسر البديلة إعطاء الطفل اسم العائلة فقط لكن يظل الاسم الثلاثي الذي أعطته وزارة التضامن كما هو، وهو ما يسبب أزمات نفسية كبيرة لهؤلاء الأطفال عند الكبر، فهو يعني أن الطفل لايزال منبوذا اجتماعيا باعتباره طفلا غير شرعيا، لا يمكن دمجه في المجتمع بشكل كامل لكن يمكن التعاطف معه!

ماهي عيوب نظام الأسر البديلة كونك مديرة دار رعاية؟!

قد يكون نظام الأسر البديلة نظام جيد، وقد يكون أخطر ما يكون، فقد يتم إعادة الطفل مرة أخرى للرعاية، وهو ما يتسبب له في أزمات كبيرة، ويتم إرجاع الطفل للرعاية مرة أخرى لأسباب عدة؛ أهمها إنجاب الام البديلة مما يعني أنها لا حاجة التبني بعد اليوم ، أو يمكن إرجاعه نتيجة سلوكيات الطفل ، والتي بالمناسبة ليس له يد فيها، وإنما ناتج عن سلوكيات البيئة المحيطة به، وإلصاقها به على أنه مجهول النسب!

في حالة عدم التبني ما مصير هؤلاء الأطفال؟

محررة الميزان مع مديرة الدار والأمهات البديلات
محررة الميزان مع مديرة الدار والأمهات البديلات

يظل الطفل في دور الرعاية في حالة عدم وجود أسرة بديلة، حتى يبلغ سن الـ18، وأنا ضد هذا القانون لان الطفل في هذا العمر يكون غير ناضج فكريا، وهو ما يتسبب لهم بالانحراف والانفلات أو الانتحار في معظم الأحوال ، فلا منازل تأويهم ولا الدولة المصرية توفر لهم عمل خاص وإنما هم على قارعة الطريق كما وُجدوا اول مرة دون مأوى!

نظرة المجتمع لهؤلاء الأطفال نظرة صحيحة!

المجتمع الشرقي بشكل عام والمصري بشكل خاص له مفاهيم مغلوطة كثيرة، أبرزها أن الاطفال مجهولي النسب هم أطفال ناتجين عن علاقات جنسية غير شرعية، وتشمل الطفل بالطبع كونه خطيئة لأبويه!
ويتجاهل أصحاب تلك الفرضية كون الطفل من أسرة فقيرة غير قادرة على تحمل أعبائه أو لوفاة والديه في حادث ولم نصل لبقية اهله، وفي كل الأحوال يُعاقب الطفل على حرم ليس له يد فيه، ويتجاهلون كونه مواطنا عاديا شأنه شأن من لديه أبوين .

الكاتب

  • الأطفال مجهولي النسب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان