حوار مع فريق عرض إصبع روج الحائز على جوائز بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي

تكذب أشياء كثيرة، يجامل البعض آخرين من أجل مصالح ما،  ولكن لا يكذب أبدًا تصفيق الجمهور، لا تكذب قشعريرة الجسد التي تصيب كل من يعشق المسرح والفن عندما يشاهد عرضًا متكاملًا على المستوى الفني، مشاكله نادرة والمجهود المبذول فيه مجهودًا عظيمًا.

إصبع روج عرض سلطة عمان الحائز على جائزة أفضل عرض المركز الثاني وحاز بطله وليد المغيزوي على جائزة أفضل ممثل دور أول مركز ثاني بمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي.  كان العرض الأقوى في نظري بالمهرجان لأكثر من سبب؛ أولها القضية التي يناقشها وحساسيتها وهي اضطراب الهوية الجنسية ، والسبب الثاني هو مجهود الفريق العظيم كاملًا من الممثلين والمخرج و المؤلف و مسؤولي شريط الصوت والموسيقى والإضاءة…إلخ.

لقد استمتعنا بعرض في رأيي لا يتكرر كثيرًا حتى لو كانت لدي بعض الملاحظات البسيطة التي كتبتها من قبل على العرض، إلا أنه كان من أفضل عروض المهرجان.

اقرأ أيضًا…إصبع روج يخيف المجتمع

وكان لابد للميزان أن يحاور جزء من هذا الفريق الهام الذي قدم لنا إصبع روج وجعل صالة مسرح الأنفوشي تهتز من التصفيق.

وبداية حواري كانت مع الممثل وليد المغيزوي الذي بذل مجهودًا رائعًا في أداء شخصية غاية في التعقيد. وأكثر ما استخدمه في هذا العرض ولعب عليه هو صوته، فكان أدائه الصوتي مميزًا للغاية ينتقل بين هرموان الذكورة والأنوثة بنقلات شديدة الصعوبة ولكن أداها بسلاسة ممثل . محترف متمكن مما يفعل. انتقل وليد أيضا من شخصية لأخرى وكأنه عفريت من الجن عابر بين الأرواح. وكان حواري معه كالتالي:

كيف حضرت لشخصية بكل هذا التعقيد؟

كنت متخوفا من الشخصية في البداية، ولكن اقتنعت بعد ذلك بالشخصية وخاصة أن هناك ممثلين كبار قاموا بمثل هذه الشخصية التي تعاني من اضطراب الهوية الجنسية وهي شخصية بها تنوع وتغير في الحالات وأردت أن أغامر وأعمل عليها، وأحببت العمل عليها وأتمنى أن أكون وصلت لما أردته من تقديم الشخصية للناس بشكل جيد.

هل كنت متخوفًا من ردة فعل الجمهورية حول هذه الشخصية؟

بالطبع كان هناك تخوف، ولكن المغامرة ما تدفعك للنجاح. وقد نسيت شخصيتي الأساسية تماما حتى أعمل على روح هذه الشخصية وخاصة أنها موجودة بمجتمعاتنا العربية ويجب أن نقدمها لأن المسرح يعبر عن أطروحات مختلفة، ويجب أن نوجه رسالة للمستقبل كي نحاكي قضايا معينة ونحاول إيجاد حلولًا لها.

ما هي الرؤية من العرض؟

رؤية العرض أن نحاول أن نستوعب أصحاب مرض اضطراب الهوية الجنسية ولا نتنمر عليهم ، فالمسرح سباق في تسليط الضوء على القضايا الهامة.

عروض الديو دراما التي تحتاج لفردين في التمثيل لها ظروف خاصة حتى لا تصبح مملة. احكِ لنا تجربتك مع الممثل إبراهيم المعشري بطل العرض أمامك.

الاختيار كان من قبل المخرج الصلت سعيد، وهو من اختار الممثلين الأكثر ترابطا فيما بينهما كي ينجح العرض ويقدمان أداءًا جيدًا.

هل هذه هي المرة الأولى لك بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي؟

نعم هذه هي المرة الأولى، ولكنني كنت أسمع عن هذا المهرجان من قبل وشاء الله أن أشارك فيه هذا العام.

اقرأ أيضًا….إصبع روج يخيف المجتمع

ثم وجهت أسئلة للمثل إبراهيم المعشري الذي قام  بالبطولة المشتركة مع وليد المغويزي . أداء يؤهله لجوائز في المستقبل، أقنعنا أنه هذا الشخص الحائر في جنسه، جعلنا نتعاطف معه عندما استنجد بأمه وكأن أمه هي درعه الوحيد بالحياة. مثل عدة شخصيات مستخدمًا هو الآخر ثياب بسيطة، فلم تكن الثياب هي ما أقنعتنا، ولم يكن هناك مكياجًا لهذه الشخصيات، بل أدائه فقط، وقد وجهت لإبراهيم بعض الأسئلة:

كيف حضرت لكل هذه الشخصيات المختلفة التي قدمتها بجانب الشخصية الرئيسة والتي كانت غاية في التعقيد؟

كلمة شكر قليلة بحق المخرج الصلت سعيد على اعطائنا هذه الفرصه للمشاركه في مسرحية (إصبع روج). إصبع روج كان اكثر من مجرد عرض، كان لعبه ممتعه استمتعنا فيها نحن وطاقم المسرحية بأكمله.

ما رأيك بردة فعل الجمهور وإعجابه الشديد بالعرض؟

في رأيي أن ما حدث من تشجيع الجمهور ودعمه حصاد وثمار شغفنا وحبنا للمسرح.

إقرأ أيضا

“تاريخ البصمات في مصر” تفاصيل عمل البحث الجنائي وأول الجرائم المكتشفة؟

ماذا تقول لإدارة مهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي؟

شكرا لمهرجان الاسكندرية على هذه الاستضافه وشكرا للمنظمين والقائمين على هذا المهرجان المميز والعرس الجميل.

اقرأ أيضا…لم ستحصد عمان جوائز مهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي

انتهى حواري مع أبطال العرض وتوجهت لحوار مع مخرج العرض المخرج الصلت سعيد، والذي قدم لنا هذا العرض الرائع برؤية إخراجية مميزة مستغلًا أدوات بسيطة من باروكة وعصا وكرسي وقبعة، وتويجهاته للممثلين الواضحة وكذلك توجيهاته في كل حركة محسوبة على المسرح بها رمز أو إسقاط أفاد رؤية العرض، وكان الحوار كالتالي:

احكِ لنا عن تعاونك مع المؤلف عباس الحايك بهذا العرض.

لقد عملت مع أستاذ عباس الحايك بأكثر من عرض، وتعاوني معه أكثر من رائع كما تربطني به علاقة وطيدة.  وأنا معجب جدا بما يقدمه من نصوص تحاكي قضايا المجتمع ككل وأتمنى المزيد من التعاون معه والتوفيق له.

هل كنت تتخوف من  عرض قضية اضطراب الهوية الجنسية بإصبع روج؟

لم يكن هناك تخوف من عرض هذه القضية ؛ لأن هذه القضية يجب أن تحل وتطرح لكافة الناس وليس بالهروب منها

بعض الجمهور خلط بين رؤية العرض والمثلية الجنسية فما تعليقك على هذا الأمر؟

القضية بطبيعة الحال تتحدث عن مرض عضال بالعالم ككل، وهو اضطراب الهوية الجندرية وليس المثلية الجنسية وهناك فرق بين هذا وذاك. نحن كفرقة لا ندعم المثلية الجنسية ولكن نتحدث عن هذا الاضطراب الذي يجب أن نتحدث عنه للعالم ككل، هذه القضايا يجب أن تطرح على صفيح ساخن سواء بالمسرح أو بالسينما حتى نجد لها حلًا