همتك نعدل الكفة
68   مشاهدة  

حوار من داخل دمشق: نظرة قريبة في ضوء صعود “الجولاني” والصراع الإقليمي (2-2)

داخل دمشق
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال

  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حاور “الميزان” مواطنة سورية تعيش داخل دمشق (تحفظت على ذكر أي معلومة تساعد في الوصول لها)، لنحاول من خلال هذا الحوار تسليط الضوء على الواقع السوري الراهن والأحداث المتلاحقة التي تعصف بالبلاد، وقدمنا الجزء الأول منه هنا، ونقدم لكم في السطور القادمة الجزء الثاني والأخير من هذا الحوار.

س: ما هي “الحوادث الفردية” وكيف تؤثر على السلم الأهلي؟

ما يسمى بـ “الحوادث الفردية” ليست في الواقع كذلك بل هي حوادث ممنهجة، بدليل أنها تحدث فقط لطائفة معينة.. هي الطائفة العلوية، لكن يدعون إنها مجرد حالات فردية.. وهذا كذب تمامًا فما يحدث متكرر وبنفس السيناريو إن كان داخل دمشق أو خارجها.

“العلويون” هم أول من سارع لاجراء تسويات مع “سلطة الأمر الواقع” وسلم غالبيتهم أسلحتهم، هل يمكن أن تعطي الأمان لهم ثم تقتلهم بدم بارد؟؟ وأنصح من يريد متابعت ما يحدث من انتهاكت بشكل واضح أن يتابع ما يوثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان بهذا الخصوص.

داخل دمشق
شعار المرصد السوري لحقوق الإنسان

ما تقوم به “سلطة الأمر الواقع” هو أنها تفتش بيوت المدنيين في الأرياف العلوية لحمص والساحل ويأخذوا الأسلحة من السكان -الذين يسلمونها طوعًا- ثم ينسحبوا، بعدها يصل لهذه الأرياف -التي أصبحت منزوعة السلاح- فصائل متشددة عناصرها من “الأوزبك” و”التركستان” وجنسيات أجنبية أخرى فيقومون باقتحام البيوت وقتل وترويع وإذلال المدنيين.. هل هذه حالات فردية؟

وانتشر منذ أسابيع مقطع صوتي لأحد قيادات “سلطة الأمر الواقع” يوعز بعدم تصوير ما يقومون به من جرائم ضد العلويين ويقول لهم: (فشيتو خلئنا وانتقمتوا لنا مشكورين.. لكن رجاء عدم التصوير).

س: كيف تأثر الوضع العسكري في سورية خاصة مع سقوط نظام بشار؟

الوضع العسكري في سورية في حالة انهيار منذ بداية الحرب في غزة ثم لبنان؛ حيث دمرت إسرائيل كثير من البُنى التحتية التي استخدمتها إيران و”حزب اللّٰه”، ثم بعد سقوط النظام وخشية سقوط مقدرات الجيش السوري بيد إرهابيين دمرت إسرائيل ما تبقى من هذه المقدرات جوية أو برية أو بحرية، وانحل الجيش السوري وهرب جزء كبير من قياداته إلى خارج البلاد.

س: ما هو الموقف على الأرض بين الفصائل المسلحة؟

الفصائل المسلحة في سورية اتخذت مواقف متباينة بعد سقوط النظام.. فالجيش الوطني وضع نفسه في خدمة تركيا تماما، ولا يزال حتى كتابة هذه السطور يحارب الكُرد في مناطق “منبج” و”سد شرين” ومشارف “كوباني” وكأنه جزء من الجيش التركي.. حتى إنه يرفع علم تركيا.

الفصائل المتفقة مع “هيئة تحرير الشام” على درجات متفاوتة من التشدد والأصولية وجميعها الآن في مشاورات تتعلق بتوزيع الكعكة السورية والمناصب، الفصائل في “درعا” معظمها لم تقبل بتسليم السلاح بعد.

جيش سورية الحرة” في منطقة التنف المدعوم من أمريكا أيضا لم يقبل تسليم سلاحه، والدروز موقفهم واضح.. لا تسليم للسلاح إلا بعد كتابة الدستور ومعرفة شكل الدولة ومكانهم فيها؛ بمعني ضمان مشاركتهم وأطياف الشعب السوري في الدولة الجديدة ورضاهم عن الدستور المنشود.

كذلك “قسد” وفي قلبها قوات حماية الشعبYPG” في شمال شرق سورية؛ لا حوار عن تسليم السلاح إلا بعد كتابة الدستور وضمان وضع يحمي خصوصيتهم الثقافية.

YouTube player

وكذلك مصير “داعش” التي تهدد مناطقهم لحد اللحظة وكذلك يشترطون الانضمام دون تسليم السلاح، والجميع متخوف من أعداد المقاتلين الأجانب الذين دخلو مع “هيئة تحرير الشام” ويمارسون العنف والقتل ضد الأقليات؛ وجزء كبير منهم -إضافة لكونه على قوائم الإرهاب- فهو أيضا مطلوب لدول عربية أو أقليمية، ورغم ذلك قام “الشرع” بمنحهم رتب عسكرية رفيعة وهذا بات مؤشر مخيف للجميع على حد سواء.

هذا وتجدر الإشارة أنه ليس من صلاحية “حكومة الأمر الواقع”، التي تعتبر ناقصة الشرعية في الداخل وغير معترف بها دوليا، أن تقوم بتأسيس جيش وطني. فتأسيس الجيش يتطلب أبتداءً بيان عقيدته القتالية وجعل ولائه للوطن وحده، ثم بعد ذلك يتم بنائه من قبل خبراء عسكريين أكاديميين، وليس بهذا الشكل الاعتباطي عن طريق دمج فصائل مختلفة الايديولوجيات والولاءات والجنسيات.

YouTube player

ما هو دور القوى الدولية والإقليمية في الأزمة السورية؟

بعد هروب بشار وسقوط نظامه انحسر النفوذ الإيراني والروسي بشكل شبه تام، وأصبحت تركيا هي المرشحة الأولى لملأ هذا الفراغ السياسي والعسكري.

كذلك ومع محاولة “داعش” استعادة قوتها في “البادية السورية” توجهت الولايات المتحدة لتعزيز وجودها في “روج آفا” بشمال شرق سورية؛ خاصة مع التهديد التركي المستمر وهجمات الفصائل التابعة لها على مناطق الكُرد، حيث بدأت الولايات المتحدة بناء قاعدة جديدة لها في “كوباني”.

دول الخليج وعلى رأسهم السعودية سارعوا للعمل على مساعدة سورية ووضعها على الطريق الصحيح ومنع انفراد تركيا بالمشهد السوري. ودورهم واعد في إعادة الإعمار إذا ما التزمت “حكومة الشَرع” بالشروط التي وضعتها الدول العربية؛ والتي تتقاطع وتتكامل مع شروط وضعتها أوروبا وأمريكا لرفع العقوبات تدريجيا والبدء بإعادة الإعمار.

مصر متحفظة فيما يتعلق بالانفتاح على “حكومة الأمر الواقع” في سورية؛ فهي من أكثر الدول التي عانت من إرهاب الجماعات الإسلامية، لذلك فمخاوفها مضاعفة من أن تحول سورية إلى مركز لمثل هذه الجماعات، من ثم تعمل على تصدير الإرهابيين إلى دول الجوار.

خاصة أن كثير من الإساءات سرعان ما خرجت -من دمشق- على لسان أشخاص مطلوبيين للقضاء المصري، وهذا بشكل شخصي يؤلمني بشدة ويشعرني بالأسف أن يتم رد الجميل لمصر بمثل هذه البذاءات، فنحن كشعب سوري نشاطر مصر مخاوفها من التطرف.

س: كيف تؤثر القضية الفلسطينية على الوضع في سورية؟

على ما أعتقد لا تأثير حاليا للقضية الفلسطينية في سورية وسياستها على المدى القريب والمتوسط؛ فمشاكل سورية الاقتصادية الجسيمة وانهيار البني التحتية وحاجتها لإعادة الإعمار.. فضلًا عن الوضع السياسي والعسكري المنهار والاحتمالات مفتوحة علي كثير من السيناريوهات، كل ذلك يجعل سورية منكفئة تماما على نفسها وعلى مشاكلها.

إقرأ أيضا
اللحوم

الأولوية سورية بحتة وليس لدنيا ترف التدخل في شؤون دول أخرى، اللهم إلا ضمن جامعة الدول العربية وبالاتساق مع الاجماع العربي بشأن مثل هذه القضايا، خاصة ونحن من رأينا بأعيننا ولمسنا بأيدينا نتيجة سياسة “الأسد الهارب” الذي أقحمنا في صراعات عابرة للحدود.

س: هل هناك أمل في الوصول سريعًا إلى تسوية حقيقية في سورية؟

من غير المرجح أن يتم الوصول إلى تسوية حقيقية في سورية في الوقت الحالي، لأن الوضع ما زال معقدا للغاية خاصة بعد تنصيب أحمد الشرع “الجولاني” لنفسه رئيسا مؤقتا للبلاد بلا دستور ولا قانون ولا انتخابات ولا أي شئ.

هذا بالإضافة لوجود العديد من الأطراف المحلية والدولية التي تؤثر في سير الأحداث، وتستمر الانقسامات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

في ظل هذا الوضع المعقد، لا يبدو أن هناك أملًا قريبًا في الوصول إلى استقرار حقيقي. بل أن السؤَّال هنا: كيف يمكن إلزام “سلطة الأمر الواقع” بوعودها للمجتمع الدولي فيما يخص نقل السلطة لحكومة انتقالية ممثلة للشعب السوري بمختلف أطيافه؟ والالتزام بمخرجات مؤتمري “العقبة” و”الرياض”؟

الكاتب

  • داخل دمشق رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال

  • داخل دمشق مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان