حول أزمة ربيع ياسين وطبيب منتخب الشباب “هل يوجد تعارض بين الطب والدين ؟”
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
جرت مناوشات كلامية بين المدير الفني لمنتخب مصر للشباب الكابتن ربيع ياسين وطبيب منتخب الشباب حيث كشف الأخير أنه طلب من الكابتن ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب أن تقوم اللعيبة بالصلاة في مكان مفتوح بدلاً من المسجد لكن الكابتن ربيع ياسين أصر على الصلاة في المسجد واستشهد بآية قرآنية قوله تعالى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ” وقال له أنه المسؤول عن هذا مما تسبب في زيادة أعداد الإصابات في صفوف اللاعبين.
ويذكر أن منتخب الشباب كان في تونس يشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للشباب وبعد كثرة الإصابات في صفوف اللاعبين اضطرت اللجنة المنظمة لاستبعاد منتخب الشباب من التصفيات .
حول موقف ربيع ياسين وطبيب منتخب الشباب
بعيدًا عن شخص كابتن ربيع ياسين المشلكة ليست فيه، المشكلة في عقليات تربت على الخلط بين الدين والتدين بين العلم والثقافة ، في مجتمع أفراده جهلة بأمور الفقه هم متدينون لكنهم ظنوا أن تدينهم قد أعطاهم حق إبداء الأراء في الدين بعقلهم وبما يظنونه هو الدين فتجدهم مثلا يقدمون صاحب اللحية للصلاة والوعظ بغض النظر عن إذا كان حافظاً للقرآن أم لا عالماً بأحكام وفقه الصلاة أم لا لذلك كانت تحدث المشادات في بيوت الله بسبب الجهل فأحدهم تجده يتعارك في المسجد بعد الصلاة لأن من يقف بجواره لا يضع يده ع صدره وهكذا من أمور الخبل التي تفرق ولا توحد والتي تعطي صورة مشوه للدين وأحكامه وشرائعه.
ولو رجعنا إلى كتب الفقهاء في هذه الأمور لوجدنا الحال مختلف ولوجدنا أنهم وضعوا شروطا خاصة للواعظ وللمفتي وللذي يؤم الناس في الصلاة الأمر ليس فيه كهنوت كما يدعي البعض لكنه إحترام للتخصص ووضع الشىء في نصابه.
ما فعله كابتن ربيع ياسين يفعله الكثيرون يوميًا في مواضيع أخرى لها علاقة بالدين فيفسدون من حيث أنهم يظنون أنهم بهذا يتقربون إلى الله ، فعدم سماع كابتن ربيع ياسين لكلام الطبيب المعالج مخالفة شرعية يأثم عليها.
هو اعتقد وقتها أنه سينال الأجر من الله وهذا لجهله بأمور الفقه والشريعة التي من مقاصدها هو حفظ النفس وذكرني هذا الموقف بحادثة حدثت أيام الرسول فعن جابر بن عبدالله قال خرَجْنا في سفَرٍ، فأصابَ رجُلًا منَّا حجَرٌ، فشَجَّه في رأسِه، ثمَّ احتَلمَ، فسأَل أصحابَه فقال: هل تجِدونَ لي رُخْصةً في التيَمُّمِ؟ فقالوا: ما نجِدُ لكَ رُخْصةً وأنتَ تقدِرُ على الماءِ. فاغتسَلَ فمات، فلمَّا قدِمْنا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُخبِرَ بذلكَ، فقال: قتَلوه، قتَلَهم اللهُ، ألَا سألوا إذ لم يَعْلَموا؛ فإنَّما شِفاءُ العِيِّ السؤالُ، إنَّما كان يَكْفيه أنْ يتيَمَّمَ ويَعْصِرَ أو يعصِبَ -شكَّ موسى- على جُرْحِه خِرْقةً، ثمَّ يمسَحَ عليها، ويغسِلَ سائرَ جسَدِه.
الفقهاء دائما ما يستعينوا بكلام الأطباء ويبنوا عليها أحكامهم الفقهية وتتغير بتغير رأي الطبيب ولك أن تعلم أن الشافعي الإمام العظيم قال بكراهة استخدام الماء المشمس أي الذي تم تسخينه في الشمس في الوضوء والاغتسال لأنه علم معلومة طبية في زمنه أن الماء المشمس يورث البرص فإذا تغيرت المعلومة الطبية وتم إثبات خطأها يرجع الحكم لأصله وهو الجواز بكل سهولة ويسر بدون تشنج وتعصب ، لأن القاعدة الأصولية تقول لا ضرر ولا ضرار.
اقرأ أيضًا
“فقه كوفيد 19” فتاوى كورونا في مصر بخط زمني منذ بداية الجائحة حتى عودة صلاة الجمعة
وفي زمان كورونا والخوف من المرض أمرنا رسول الله أن نلتزم البيوت حال تفشي الطاعون وقال صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها”، وقال أيضًا: الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف ، فالرسول الكريم أول من وضع قواعد الحجر الصحي عندما انتشر الوباء.
ويذكر لنا التاريخ ما فعله الصحابي الجليل عمر بن الخطاب أيام طاعون عمواس الذي أودى بحياة 30 ألف مسلم والذي كان كارثة حقيقية أراد خليفة المسلمين وقتها سيدنا عمر بن الخطاب زيارة الشام، والتقى مجموعة من الأمراء على حدود الحجاز والشام، وأخبروه بانتشار المرض بها، تشاور مع مَن معه، وآثر عدم دخولها.
ورفض الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملًا بما جاء في حديث الرسول بعدم الخروج من أرض الطاعون، واعتقادًا أن في ذلك فرارًا من قدر الله، وقال حينها مقولته الشهير: “إني في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم”
فهذا هو التطبيق العملي للنبي وأصحابه فهم لم يتركوا الأسباب ، فمتى نتعلم منهم ؟!
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد