حول جديد الفيرمونت .. تكاتف المواطنين مع النيابة سيجعلنا نصدق استطاعتنا قهر الجريمة والخوف
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قضية الفيرمونت شغلت مصر كلها ووضعت ملاباساتها علامات استفهام كثيرة، كما جعلت حدوثها بأحد الفنادق يرجعنا لأزمة تتجدد عند الحديث عن أي قضية اغتصاب أو تحرش؛ وهي عتاب الضحية.
إيه اللي وداها هناك، وماذا كانت ترتدي لحظة وقوع الحادثة، وأسئلة كثيرة لن نستطيع الخروج من دائرتها سوى بتطبيق القانون الذي يحقق العدل خارج حسابات المجتمع التي فرضها لسنوات وعاتب فيها الضحية وبالعتاب وكثرة الأسئلة كان يهرب كل جانِ ومجرم من فعلته أو يبرر لنفسه من خلال هذه الأسئلة.
ولعل التطور الذي يحدث الآن من قبل النيابة العامة يولد في قلوب السيدات بعض من الطمأنينة بعد أسئلة كثيرة فرضت نفسها حول هذه القضية بالتحديد وحول مرتكبيها.
وقد قررت النيابة العامة استدعاءالشهود لتقديم فيديوهات للحادثة التي تم فيها الاعتداء على فتاة بفندق الفيرمونت عام 2014 من شباب مترفين بحفلة من الحفلات، وقاموا بتصوير الفتاة في أوضاع سيئة وكتابة أول أحرف من أسمائهم على جسدها.
وأعلنت النيابة العامة أنها ستحمي شهود القضية وأي شخص يتقدم بمعلومات حول الحادثة بأدلة أو فيديوهات جديدة، وأنها ستلتزم بالسرية الكاملة لحماية المواطنين الذين سيساعدون في تحقيق العدالة في سير هذه القضية.
وإعلان النيابة العامة بهذا الشكل حمايتها للشهود واحتياجها لهذه الفيديوهات يؤكد على سير التحقيقات والقضية في الطريق الصحيح عكس مخاوف البعض الذين تخوفوا من نسيان الحادثة لأن مرتكبيها من طبقة مترفة أو ذات سلطة أو شهرة كما تناقل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل هذا الإعلان كان تم القبض على أربعة متهمين باغسطس الماضي عن طريق شرطة الانتربول كانوا قد فروا بلبنان، وأفرجت النيابة عن البعض الآخر خلال الشهور الماضية ولكن على ذمة التحقيقات.
حول قضية التحرش التي شغلت مصر كلها..شكرا لعباس أبو الحسن
وصرحت النيابة أن هناك أحد الأشخاص قد قام برفع الفيديو للحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار ثم أغلق الحساب خوفا من بطش المتهمين أو تهديداتهم.
منذ اتهام الطالب أحمد بسام زكي بالتحرش بعدة طالبات وأصبحت قضايا التحرش والاغتصاب مفتوحة دون خوف ، تصدمنا بالتأكيد ولكن شعورنا جميعا بالضحايا ووصول المعلومات إلينا بهذا الشكل من النيابة يميت الخوف في قلوب أي ضحية تتردد في التقدم ببلاغ للنيابة لأخذ حقها.
ربما لن ننتهي من أسلئة ايه وداها هناك بعد الوصول للحقيقة كاملة بقضية الفيرمونت، ولكن سيتفهم المجتمع مع الوقت أن عتاب الضحية لن يفيد القضية في شيء ولن يساعدها على التعافي، وأن شهادات الشهود وشجاعتهم من أهم المحاور التي تؤدي لتحقيق العدالة في أي قضية خاصة لو كانت قضية مثل هذه تشغل المجتمع كله.
هناك فرق بين توعية الناس من أجل حماية أنفسهم بوجه عام، وبين عتاب ضحايا أي جريمة دون الأخذ في الاعتبار بما يمرون به من صدمات وما يمرون به من أجل التعافي وبشعورهم بالآلم وهم يشاهدون المجرمين يعيشون حياتهم دون رد حقوقهم.
ساعدت قضية الفنان عباس أبو الحسن أيضا في نشر الوعي حول قضية التحرش وأن الخطر يطيل المجتمع أجمع رجاله ونسائه وأطفاله. وشجاعته في التقدم ببلاغ للنيابة حول ما تعرض له كان من أهم ما حدث بالفترة الماضية كي يستفيق المجتمع أن عتاب الضحايا ووضعهم تحت أسئلة لا معنى لها لن يجلب سوى تفشي الظاهرة.
وأن سكوت الضحايا جميعا سنوات لا يضعف من مصداقية الواقعة، وأكبر دليل على هذا سكوت الفنان الشجاع عباس أبو الحسن الذي سكت سنوات من أجل أسباب شرحها كخوفه على سمعة أسرة الطبيب الشهير، والقيود التي وضعها المجتمع وجعلت كثير من الرجال يخافون التحدث عن المسكوت عنه بأمر التحرش بهم.
قضية الفيرمونت صدمتنا تفاصيلها ومع كل حادثة تحرش أو اغتصاب يقشعر لها بدننا يتعافى المجتمع من هذه الجرائم، و حتى يتطهر المجتمع تماما من تبجح المتحرشين وغيرهم من المجرمين، وبالنهاية النيابة وحدها الهيئة التي ستظهر لنا الحقيقة كاملة ونحن في انتظار تفاصيل أخرى بالأيام القادمة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال