همتك نعدل الكفة
238   مشاهدة  

حيلة أهل غزة .. كي لا تموت مرتين يا ابن أمي

أهل غزة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



والوضع في غزة أصبح كارثيًا، بعد أن قصفت عصابات الكيان الصهيوني مستشفى المعمداني، وتطايرت أجساد الأطفال واحدًا تلو الآخر فارتقوا إلى السماء محلقين بجناحي الملائكة، حاملين رسالة إلى فوق مفادها أن هذا المحتل الغاصب سوف يرحل إن عاجلًا أم آجلًا وأن أجسادنا وأرواحنا ما هي إلا ضريبة ضئيلة للغاية أمام الهدف السامي، وهو تخليص الجسد العربي من السرطان الساكن فيه منذ قرابة الثمانية عقود، هذا الورم الذي نهش العقل والقلب العربي، حتى إنه أصبح جاذبًا لبعض المطبيعن فركبوا سفينته التي تبدو بالقوة التي لا تسقط أبدًا .. لكن الحق أعلى من القوة، والحب أقوى من البنادق، وأزهار شجرة الزيتون أكثر جمالًا من صواريخ الفانتوم.

 

قصف مستشفى المعمداني
قصف مستشفى المعمداني

وأهل قطاع غزة الأبي، والذي يُسطّر ملحمة هي إحدى أقوى حلقات الصراع العربي الطويل ضد الصهيونية .. يعيشون في حالة من الطوارئ أربعة وعشرون ساعة، ناهيك طبعًا عن الممارسات الإرهابية التي تمارسها عصابات الاحتلال الصهيوني، وكذا قطع المياة والكهرباء والإنترنت عن القطاع .. وصوت قصف الطائرات على البيوت المسالمة، والمنطاق الآمنة، والخراب والدموية والإنذار الدائم بالتدمير عبر فححيح إذاعات عصابات الكيان الصهيوني .. تلك البيانات بالتهديد التي تأتيهم عبر الراديو وتسقطت عليهم مكتوبة من السماء عبر طائرات عصابات الكيان الصهيوني، والتي لا تنازل من عزيمة أصغر أطفال غزة حتى أكبر شيوخها ومقاتليها الشرفاء في المقاومة.

 

والحروب تخلق شاعريتها كما تخلق المأساة .. ولغزة وأهلها لغتهم الخاصة حتى في الوداع، ويمكن تسطير ما يفعله أهل غزة في كتاب الأحداث الأكثر حزنًا ونبلًا على مدار التاريخ ..  وكان أهل قطاع غزة قد ابتكروا طريقة جديدة للوداع، وذلك أثناء القصف، فإذا تأكدوا بأن لا سبيل إلا الشهادة وأن ضربات عصابات الكيان الصهيوني قد اشتد سعارها عن طريق الجو، جلس جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة من غرف المنزل كي يموتون جميعًا وفي وقت واحد، فلا يعيش منهم أحدًا يعاني فقد الآخر .. في مشهد لو جاءنا عبر فيلمًا دراميًا لقُلنا أن المؤلف شديد المبالغة.

العدوان على غزة
العدوان على غزة

والناس في قطاع غزة لن يتركوا أراضيهم ، وفضلوا الموت هناك على النزوح – كما تخطط عصابات الكيان- إلى سيناء، وإصرار أهل غزة في الاستمساك بالأرض لا يقل عن إصرار مصر – شعبًا وقيادة- على ألا تضع جنسية غير مصرية موضع قدم هذه تلك الأراضي المصرية .. والموت في المكان هو الخيار الذي اختاره أهل غزة مدركين تمامًا حجم الاختيار، وراضين به كما قرروا بتحمل عقبات الوقوف ضد عصابات الكيان الصهيوني وسيتحملونها حتى يأتي يوم تكون الغَلبَة فيه للأشجار والأمطار والأخيار على الأشرار .. وأصبح الموت بالنسبة لأهل غزة لعبة يتفننون في أشكالها، يشكلونها كما يريدون، يختارون ألوانها ورائحتها ومقساها .. واقفين في الأرض، قابضين على الجمر، مقررين ألا تراجع، منتظرين يوم نصر عظيم أصبح يلوح في الأفق أقرب من أي وقت مضى.

إقرأ أيضا
حساسية الماء

 

الكاتب

  • أهل غزة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان