“حي الفنانين في حدائق أكتوبر” أزمة من سميح ساويرس تهدد مشروعًا ناجحًا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مدة 15 سنة نجاح كفيلة بالاستمرارية والدعم والتشجيع، لكن يبدو للثروة حسابات أخرى، وهذا ما ينطبق على الأزمة التي نشبت بين قاطني حي الفنانين في حدائق أكتوبر وشركة أوراسكوم للإسكان التعاوني.
حي الفنانين .. تفاصيل المشروع
في العام 2008م أبرمت اتفاقية تعاون بين المهندس سميح ساويرس مالك شركة أوراسكوم للإسكان التعاوني، وبين وزارة الثقافة متمثلةً في قطاع الفنون التشكيلية، وكان الهدف من تلك الإتفاقية توفير عدد من المراسم لـ 100 فنان ومبدع بمقابل شهري رمزي في صيغة دعم لهم، على اعتبار أنه مشروع ثقافي بالتعاون مع المؤسسات الحكومية.
بمرور الزمن تحولت مدينة الفنانين الموجودة في منطقة B3 بمدينة هرم سيتي في حي حدائق أكتوبر إلى أحد أهم مراكز الإبداع، خاصةً وأنها كتجربة معمول بها في مدن عالمية.
بدأت النجاحات تظهر عندما شارك فنانون هرم سيتي بمعرضٍ لهم حمل عنوان الصالون الأول لفناني هرم سيتي والذي انعقد في 27 يناير سنة 2013م في قاعة قصر الفنون بالأوبرا المصرية، بعد عمل عامين ونصف للفنانين بمدينة هرم سيتي، وخلال هذا الصالون ظهر شعار شركة أوراسكوم.
بداية الأزمة وتطورها
اندلعت الأزمة لما قام المهندس أحمد زهران العضو المنتدب من أوراسكوم والمسئول عن ملف تلك الوحدات، بإبلاغ كل الفنانين أن أوراسكوم ترغب في تعديل الصيغة القانونية حول استفادتهم من تلك الوحدات سواءًا مراسم أو استديوهات، على أن يكون التعديل هو رفع قيمة الإيجار للوحدة أو طرحها للتمليك من يرغب أن يتملكها من الفنانين، أو الإخلاء في حال عدم تنفيذ أحد الأمرين؛ وتفاقمت الكارثة بأن إدارة مشروع هرم سيتي، وقعت عقودًا مع الفنانين دون أن تسلمهم نسخًا منها.
وبعد 5 سنوات من بدء المشروع كانت هناك مطالبات من الشركة برفع قيمة الخدمات ولم يكن الفنانين يمانعون في البداية، لكن وصل الأمر إلى الذروة في سنة 2024م عندما تحولت المسألة إلى جعل الموضوع وسيلة للربح وجلب الأموال لأوراسكوم، وهو ما يناقض البروتوكول الذي أبرم في سنة 2008م وتأسس الحي من أجله.
من ناحيتهم فإن الفنانين حددوا 7 نقاط، أولها الحفاظ على الصيغة الأساسية التي أقيم عليها المشروع الثقافي الفني، وثانيها هو تقنين أوضاعهم بصيغة تتسم بدوام استمراريتهم وعدم إيجاد قرارات بالإخلاء، وذلك من خلال توثيق المشروع كاستديوهات ممارسة للأعمال الفنية وليس كوحدات سكنية، أما المطلب الثالث هو ضرورة وجود تواصل دائم ومباشر بين إدارة أوراسكوم وفنانين الحي.
أما الطلب الرابع فقد راعى المسألة الربحية حيث قال الفنانين أنه يمكن التعاون في مشروعات فنية تفيد المدينة ومشروعات الشركة ذات العوائد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بينما جاء المطلب الخامس بضرورة الحفاظ على البيئة الخضراء في المنطقة المواجهة لحي الفنانين والتي خصصت في التخطيط السابق كمكان مفتوح للعرض والفاعليات الفنية وإقامة الورش.
أما النقطة السادسة التي أشاروا لها فهي أنه لا يجوز اخلاء أو إزالة مراسم الفنانين لما له من أثر تعسفي على المشروع الثقافي المبرم بين المهندس سميح ساويرس وبين وزارة الثقافة متمثلة في قطاع الفنون التشكيلية وأكاديمية الفنون والذي دعمه الفنانين على مدار 15 عاما وأكثر بكل ما استطاعوا من وقت وجهد ومال لضمان استمراره كمركز اشعاع فني وثقافي.
لكن مما يزيد الأمر تعقيدًا أن قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة سبق وأن أعلن أن القطاع ليس طرفًا في الأزمة وما بين الفنانين والشركة بروتوكول تعاون، فضلاً عن أن تلك الوحدات وإن كانت منحة فإن القطاع له دور وهو تنظيم التقدم لها وإجراء القرعة، لكن لا سلطة له حتى يتدخل في شيء، والحل لتلك الأزمة هي التفاوض؛ وبذلك بات حلم حي الفنانين بعد نجاحه مهددًا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال