91 مشاهدة
خارطة إصلاح الإعلام الرياضي.. خطوة طال انتظارها

في خطوة طال انتظرتها طويلا، كشف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر استراتيجية طموحة لضبط وتطوير الأداء الإعلامي الرياضي، تشمل الإعلام التقليدي والرقمي، وتركز على تأسيس بيئة إعلامية رياضية مسؤولة، تواكب المعايير الدولية وتراعي الخصوصية الوطنية.
الاستراتيجية التي أعدّتها لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي تنقسم إلى ستة محاور متكاملة، تُمثّل ركيزة الإصلاح الإعلامي الرياضي حتى 2026. وهي ربما أول خارطة طريق بهذا المستوى من الشمولية والتخصص في تاريخ الإعلام الرياضي المصري.
المحور الأول: كود إعلامي رياضي محدث
الميثاق المنتظر لا يكتفي بوضع قواعد عامة، بل من المفترض أن يشمل معايير صارمة للسلوك المهني، والحياد، والموضوعية، ويُلزم كافة الإعلاميين والمؤسسات بالتوقيع عليه كشرط لمزاولة النشاط.
المحور الثاني: تقييم ورصد مستمر
تُطلق اللجنة تقارير دورية لتقييم البرامج والقنوات وفق مؤشرات مهنية دقيقة، مع تصنيف علني لتحفيز المنافسة المهنية. كما يُطبَّق نظام “الإنذار” تدريجيًا ضد المخالفات، وصولًا إلى الإيقاف المؤقت للمخالفين.
المحور الثالث: المرصد الإلكتروني
المرصد يُعد بمثابة “العين المراقبة” للمشهد الرياضي، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى جانب فريق بشري متخصص، مع منصة لتلقي شكاوى الجمهور، وإصدار تقارير موثقة قانونيًا تمهيدًا لاتخاذ إجراءات تأديبية.
المحور الرابع: التدريب والترخيص المهني
لأول مرة، تُطلق اللجنة رخصة مزاولة مهنية للإعلاميين الرياضيين، تُمنح بعد اجتياز اختبارات كفاءة، وترتبط بسجل مهني وتجدد سنويا. كما سيتم التعاون مع مؤسسات أكاديمية لإعداد برامج تدريبية معتمدة.
المحور الخامس: ضبط منصات التواصل الاجتماعي
في ظل تأثيرها على الرأي العام والذي تجاوز 65% وفق دراسات محلية أشير إليها في الخطة، تسعى اللجنة لوضع ضوابط صارمة على المحتوى الرياضي المنشور رقميًا، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والمنصات العالمية، مع إلزام المؤثرين بالتوقيع على ميثاق الشرف الإعلامي.
المحور السادس: عقوبات وتحفيز
يعتمد النظام على التدرج والشفافية، مع إمكانية التظلم والتصحيح قبل توقيع العقوبات القصوى. في المقابل، تطلق اللجنة جائزة سنوية للإعلام الرياضي المحترف، وشهادات اعتماد، وحوافز إعلانية للملتزمين.
محلل المباراة.. مهنة لها شروط
الاستراتيجية تتطرق بتفصيل نادر لمواصفات المحلل الرياضي المحترف، بدءًا من المعرفة الفنية العميقة، والحياد، والقدرة على استخدام أدوات التحليل الحديثة، وحتى إجادة اللغة الإنجليزية لمتابعة المصادر العالمية، في خطوة تهدف لإعادة تعريف دور المحلل المصري ليضاهي نظراءه في Sky Sports وESPN.
خطة التنفيذ المرحلية:
يوليو – سبتمبر 2025: إطلاق الكود وتأسيس المرصد وتطوير لائحة العقوبات.
أكتوبر – ديسمبر 2025: بدء إصدار الرخص وتنفيذ ورش العمل والتنسيق مع المنصات الرقمية.
يناير – مارس 2026: إطلاق الجائزة والتقارير الدورية والتصنيفات العلنية.
أرى أن هذه الخطة تشكل لحظة فاصلة في تاريخ الإعلام الرياضي المصري، وتضع الجميع أمام مسؤولية جماعية للتغيير. فالإعلامي الرياضي لم يعد مجرد ناقل، بل هو شريك في صناعة الوعي والارتقاء بالرياضة كقيمة وطنية.
أرجو أن تشاركوني رؤيتكم في التعليقات: ما رأيكم في هذه الخطوة؟ وهل نحن مستعدون لهذا التحول؟
اقرأ أيضًا: السماسرة .. الوجه القبيح لكرة القدم
الكاتب
ما هو انطباعك؟









