625 مشاهدة
“خاطبوهم بالقرآن” كيف حاولت إنجلترا هز ثقة شعب بورسعيد في النظام وقت العدوان الثلاثي
كان شعب بورسعيد عقبة كؤود أمام قوات إنجلترا وقت العدوان الثلاثي، فالمقاومة الشعبية تذيقهم صنوف القتال من تفجيرات وخطف واغتيالات ونحو ذلك، وكان يقابل هذا بالقصف الجوي، لكن هناك تطورًا في أسلوب الإنجليز تم تنفيذه وهو أسلوب الحرب النفسية.
عن منشور هز ثقة شعب بورسعيد في النظام
وزعت قوات الاحتلال البريطاني منشورًا من 221 كلمة عقب حصار بورسعيد الغذائي، واتسمت صيغة المنشور ببعض الركاكة اللغوية لكن أسلوب النداء نفسه بُنِيَ على قاعدة وهي أن الشعب البورسعيدي شيء والنظام الحاكم شيء آخر.
اقرأ أيضًا
تاريخ زينب الكفراوي “مناضلة تغيرت حياتها بسبب الشفخانة والبرتقالة”
تعمد المنشور الموجه إلى شعب بورسعيد أن لا يذكر اسم جمال عبدالناصر أو اسم النظام وإنما وصفوه بجملتين «شرذمة» و «جماعة القاهرة» في إطار أن «عصابة تحكم البلد»، وذلك من بداية المنشور الذي قال «يا شعب بورسعيد .. من الممكن أن تزداد الحالة الغذائية ببورسعيد وبورفؤاد صعوبًا وخطورًا وأن تتطور إلى ما تحمد عقباه رغم مجهودات الحلفاء في سبيل إبعاد شبح الجوع عنكم؛ إن جماعة القاهرة تتفنن في المماطلة وخلق الشروط وضرب الآجال على رجوع الأمور إلى نصابها الطبيعي بدون مراعاة لمستقبل الشعوب التي أصبح اليوم بين الحياة والموت».
ولم تفوت آلة الحرب الإعلامية النفسية أن تركز على أن خطب جمال عبدالناصر مجرد شعارات رنانة على حساب الشعب حيث قال المنشور «إن رجال القاهرة الذين يحسنون استعمال الألفاظ الوطنية الرنانة وضرب على طبل الحرية والكرامة والحياة لا يريدون أن تتوفر الحرية والكرامة والحياة عند سكان بورسعيد وبورفؤاد بل مقصودهم الوحيد هو كسب فوائد غامضة على حساب الشعب بعد أن فشلوا في الدفاع عنه؛ والآن قد وصلت جيوش الأمم المتحدة بمدينتكم ورابطت بها رغم العراقيل التي أقامها رجال القاهرة، ولا شك أن شعب بورسعيد وبورفؤاد يعتبر ذلك الوصول مثل ما نعتبره نحن كالخطوة الأولى نحو انفراج الأزمة التي يتخبط فيها الشعب هنا بينما يقيم رجال القاهرة مبارات رياضية غير أنه يجيب أن تكون خطوة تتولها خطوات أخرى جريئة حازمة».
اقرأ أيضًا
جمال عبدالناصر في فيلم بورسعيد “خطأ فني من المخرج بمحتوى تاريخي”
ولعب المنشور على وتر الدين وإقحامه في السياسة لدرجة جعلت بريطانيا تستدل بآية قرآنية وفي هذا قال المنشور «لقد أتى العالم بما يدل على حسن استعداده لحل المشاكل فعلى شعب بورسعيد وبورفؤاد أن يبرهن هو أيضًا على حسن استعداده وذلك باستئناف العمل ورفض الامتثال لأوامر شرذمة ضئيلة العدد فاقدة الرشد تسلط عليه العبودية والجوع بالتهديد والوعيد كأنه لا يعرف أين المصلحة وأين الواجب وكأن تلك الشرذمة تنسى أو تتناسى قول الله تعالى «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا شديدًا»، لكن كان بها خطأ فالصحيح «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»
الكاتب
ما هو انطباعك؟
