خالتي بمبة| أحمد زكي حاول الانتحار عشان مش مسبسب ومات بعد ما حقق حلمه

مفيش حاجة بيتكلموا فيها الناس اليومين دول على الفيسبوك والحاجات اللي زيه على الانترنت بتاعكم ده، غير موضوع مسلسل “الإمبراطور”، يا ترى يا هل ترى محمد رمضان مناسب يقدم شخصية أحمد زكي ولا مينفعش، وعشان كده حبيت حكاية خالتكم بمبة المرة دي يكون “النمر الأسود” بطلها.

لما قابلت الفنان الكبير محمد ريحان، واللي كان شاهد على تفاصيل كتير في حياة أحمد زكي، حكالي عن الفترة اللي عرفه فيها، ساعتها مكنش مستوى أحمد المادي كويس، طبعا طالب يتيم الأب، أمه إتجوزت وعندها بيت وعيال تانيين، فمكنش بيلاقي متعته غير في إنه يقلد كل اللي بيشوفهم، ويمثل ويحلم بالنجاح والشهرة.

ريحان كان عضو في فرقة الشرقية المسرحية، وبيخرج مسرحيات المسرح المدرسي، وأحمد بيدرس في مدرسة الصنايع بس التمثيل واخد كل عقله، وبقى فيه صداقة بين الاتنين، وكل ما يعرف إن فيه بروفة للفرقة الشرقية يروح يحضرها.

ريحان قالي إن أحمد زكي مكنش هيعرف يبقى حاجة غير إنه يمثل، وعشان كده نزل القاهرة وقدم ورقه في معهد الفنون المسرحية بس للأسف سقط في الاختبارات اللي بيعملوها في الأول عشان يختاروا منها مين ينفع يدخل ومين لأ، وفي المرة التالتة اتقبل.

قعد في القاهرة عند واحد قريبه، بس فضل فيه مشكلة هيجيب منين مصاريف الدراسة وكمان المواصلات، حياة صعبة عاشها في الأول، لكن بدأت تتحل شوية بشوية، عرفت من صديقة ليه أيام المعهد إنه اشتغل لفترة مش طويلة جرسون في مطعم أو كافيه، لكن الدنيا اتظبطت معاه أكتر لما جاتله أدوار صغيرة أغلبها في مسلسلات ومسرحيات.

واحدة واحدة أحمد بدأ يبقى معروف في الوسط، والأدوار الصغيرة كبرت، وفجأة جاتله فرصة عمره، زي ما كان شايفها، بيحكيلي ريحان “أحمد اترشح لدور البطولة قدام سعاد حسني في فيلم (الكرنك)، بس الدور اتسحب منه قبل التصوير، بحاجات بسيطة، صدمة كبيرة مقدرش يستحملها، حلمه بيضيع من إيديه، عشان إيه عشان هو مش حلو ولا عينيه خضرا وسعره مسبسب، فإزاي يبقى البطل وكام يبوس سعاد حسني، دي انت وجهة نظر اللي سحبوا منه الدور يالا بقى الله يسامحهم الواد كان هيروح في شربة ماية بسبب الكلام الفاضي ده.

وكإن الدنيا مش عايزة تضحك في وش اليتيم، حاول الانتحار بس أنقذوه، عشان بعدها يصر أكتر على إن حلمه يبقى حقيقي، ويخللي كل اللي مكنش مؤمن بيه في يوم من الأيام يجري وراه، وده فعلًا حصل، وبدل ما يمثل فيلم واحد مع سعاد حسني مثل معاها أكتر من عمل، كان بينهم أخر فيلم عملته هي “الراعي والنساء”.

ريحان كان شايف إن التليفزيون قدر يعوض أحمد زكي شوية عن السينما، وحقق من خلاله مكاسب كتير وبقى وش السعد عليه، خاصة لما المخرج يحيى العلمي إداله دور طه حسين في مسلسل نكد كله عياط اسمه “الأيام”، والشهادة لله، هو كان مهتم أوي إن الفرصة دي متضعش من إيديه، ونجح فيها.

إقرأ أيضا

رأس الحسين في عسقلان “القصة كاملة”

النجومية والشهرة والقسوة اللي قابلهم في بداية حياته كانوا ممكن يخلوه إنسان متعجرف، بس ريحان قال إن ده محصلش نهائي، بالعكس كان يحب يساعد أي إنسان يتأكد إنه محتاج مساعدته، غير إنه كان بيبعت مدير أعماله وطني كل شهر بمبالغ مالية لناس بعينها، وفضلت عادة متقطعتش طول حياته.

أحمد زكي مات بعد ما حقق حلمه بتقدم شخصية عبدالحليم حافظ، ريحان وكل اللي كانوا معاصرين ليه كانوا عارفين رغبته الكبيرة في إنه يقدم قصة حياة جمال عبدالناصر والسادات وعبدالحليم حافظ، وفعلا قدم الأول والتاني، وفضل التالت حلم خايف يموت قبل ما يحققه، وكإن روحه يا حبة عيني متعلقة بالحلم ده، وفعلا عمل الشخصية في فيلم “حليم” بس حالته اتدهورت ومات قبل ما يشوف الفيلم.

يا ترى محمد رمضان والمؤلف بشير الديك واللي كان بالمناسبة صاحب أحمد زكي، واشتغلوا مع بعض أكتر من فيلم، منها “ضد الحكومة”، هيقدروا يقدموا لينا صورة حقيقية من حياته، ولا هيبقى واحد من الأعمال اللي هاجمها الجمهور لإنها خرجت بصورة أقل من اللي يستحقها نجوم مهمين، زي مثلًا مسلسل “الشحرورة” اللي اتكلم عن حياة الفنانة صباح، ومسلسل “أنا قلبي دليلي” إللى قدملنا حياة الفنانة ليلى مراد.

حكاية البحث عن أحمد زكي الذي استغله محمد رمضان بذكاء