همتك نعدل الكفة
1٬763   مشاهدة  

كيف حوّل خالد عليش الراديو من “الونس” لـ “الضجيج” ؟

خالد عليش
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أولًا .. ما يفعله خالد عليش منذ سنوات على محطات الراديو لا شئ يوصفه إلا النجاح منقطع النظير .. وكاذب من يقول أن خالد غير ناجح، في زمن اختفى فيه التليفزيون نفسه ، ينتظر المستمعين حلقات خالد عليش ولا كأنها حلقات ذئاب الجبل ، ولابد أن ثمة شئ ما يقدمه خالد قادر على اكتساب كل هذه الجماهيرية في وقت ليس بالكبير ، شئ يجعل الغير متابع لأيًا من البرامج يتابع خالد عليش وبرامجه .. لكن هذا الجزء الجميل في الحكاية .. هناك وجه آخر وهو الذي لا يهم فئة كبيرة من المستمعين حاليًا .. لكنه بالتأكيد سوف يؤثر على المستوى الطويل

سحر الراديو يكمن في صوت رخيم ينسجم مع المايك بحيث يجعل المايك يبث الإحساس لا الصوت ، وهو ما لا يجيده خالد عليش للأمانة ، سحر الراديو يكمن في صوت انسيابي يبتعد بك عن واقعك مهما كنت في زحمة المرور أو في لحظة مزاج عكر ، وهو ما لا يجيده خالد عليش أيضًا .. سحر الراديو يكمن في شعور المستمع بحالة المذيع بسبب الصداقة الغير معلنه بينه وبين صوته .. أعرف أحد الأصدقاء الذي يجيد تمييز حالة مذيعه المفضل النفسية قبل الحلقة ، ذات مره قال لي : شكله متخانق مع مراته .. وهو الشئ الذي لا يجيده أيضًا خالد عليش .. إذًا .. ما الخلطة التي أكسبت خالد عليش كل هذا النجاح ما دام هو لا يملك مقومات مذيع الراديو التي تتلخص كلها في “جودة الصوت”؟

خالد عليش رجل شديد الذكاء، يستغل كل شئ حوله ليتميز عن الباقيين ، في فيديو شهير لخالد يرتدي فيه نظارة أطفال حمراء صغيرة أضفت عليه شكل يضحكك مهما كنت مهمومًا ، يصنع من الاستوديو الخاص به كابينة سائق في ميكروباص شبرا ، دباديب وأرانيب واكسسوارات في كل مكان ، شئ شديد البهجة ، لكنه يمتعك بمجرد النظر إليه ..  ما علاقة الاستماع بكل هذا ؟

YouTube player

حتى المحتوى الذي يقدمه ، ينتقي عناوينه بذكاء شديد ، فهي ليست مسائل جدلية ، ولا ضرر من الاختلاف فيها ، وهي نوعية من البرامج ليست الأولى في الراديو ، لكن معالجة خالد لها وقبوله عند الجمهور جعله الأول فيها ، لكن الحقيقة أيضًا أن كل هذا ليس معناه أن خالد مذيع راديو أكثر نجاحًا ، لأنه ببساطة .. هذا المحتوى سينجح إذا كان راديو أن تليفزيون أو يوتيوب أو غيرها من الوسائل ، خالد عليش سينجح بهذه الخلطة حتى لو وقف في الشارع دون مايك أو كاميرا ، وهو الحقيقة محتوى مطلوب أحيانًا لكن الكثير منه شديد الإضرار بفكرة الراديو .. هناك فارق كبير بين “الروقان” والفرهدة .. فارق كبير بين الضحك والتشنج .. بين الونس والضجيج .. فارق كبير بين الرقص في الاستوديو والتحكم في طبقات الصوت ، فارق كبير بين اللعب على وتر السمع واللعب على وتر النظر

في النهاية عليش شخص ناجح لكن فكرة الراديو بعيدة كل البعد عن ما يفعل ، هو أشبه بالفنان يوسف الشريف ، نجاح متكامل في الديكور والسيناريو والملابس والإخراج لكن الأداء شئ آخر غير التمثيل ..  شخص ذكي لكنه ليست برخامة صوت أسامة منير ولا حتى ببهجة زهرة رامي ، هو المحتوى ودعوة مستجابة في إن الله حبب فيه خلقه .. لكن علينا أن نذكر أن خالد عليش مثل الذي أنقذ رسام من الغرق في مقابل إجباره على العمل كرافع أثقال .

إقرأ أيضا
روبي

الكاتب

  • خالد عليش محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان