“قصص من الرقائق إلى الواقع” (1) | خدعوك فقالوا الأخوة في الدنيا .. المعنى المجهول له أصل قرآني

حكمة قديمة في كتب الرقائق عن الأخوة في الدنيا تقول “الأخوة حدها الدنيا فارفق بأخيك فالله خلقك على الفطرة وهي حب الأخ”.

اقرأ أيضًا 
هل قيل للنبي صلى الله عليه وسلم خليك في البيت ؟

إضافة إلى تلك المقولة تم الاستدلال بآية قرآنية تشير إلى انتهاء معنى الأخوة يوم القيامة بدليل قول الله سبحانه وتعالى “يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ”، مما يؤكد أن الإخوة فقط في الدنيا أما في الآخرة فليس هناك أخوة.

الأخوة في الدنيا .. المعنى الخادع والتفسير الصحيح

قصة قديمة في كتب الرقائق تتكلم حول شابٍ مع شيخ كبير جاء لإتمام صلح بين أخوين شقيقين تنازعا على ميراث والدهما، وأخذ الشيخ يذكر فضائل الأخوة وكان مما قاله : المقصود من كلامي هذا يا أبنائي أن “الأخوة في الدنيا” فنظر إليه أحد الشباب وقال : يا شيخنا هذه مقولة خاطئة، فقال الشيخ لم يا بني ألم تقرأ قوله تعالى في سورة آل عمران ” فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا” ؟ قال الشاب : نعم أخوة الإيمان والدين وليست أخوة النسب.

اقرأ أيضًا 
المطربون وتلاوة القرآن الكريم “هل هي متوافقة مع أحكام التجويد”

قال الشيخ : ألم تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة”، قال الشاب وهذا الحديث أيضًا يدل على أخوة الإيمان والإسلام وليس إخوة النسب، فقال الشيخ : لقد حيرتني يا فتى فأين تكون الأخوة الحقيقية من وجهة نظرك ؟ فقال الشاب : الأخوة الحقيقية في الدار الآخرة كما جاءت في سورة الحجر وهي قوله تعالى : ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ”؛ فقال الشيخ : لقد غلبتني أيها الشاب ولكن ألا يوجد أخوة أشقاء يحب بعضهم بعضاً ويتمنى كل واحد منهم الخير لأخيه ؟ قال الشاب : بلى يوجد الملايين منهم ولكن أيضاً يوجد منهم من يغتصب حق أخيه ومن لا يسأل عنه ولا يصل رحمه، إلا من رحم ربي.