خرج ولم يعد .. أزمة تجنيس الرياضيين وانقسام آراء الشارع المصري

ظالم هو أم مظلوم؟ .. بطل مصر الذي رفرف علمها على يده عاليًا، بعد فوزه بعشرات البطولات، وتربعه على قمة هرم لعبة الاسكواش طويلًا .. محمد الشوربجي، يعرف القاصي والداني هذا الاسم، حتى ممن لا يتابعون تلك اللعبة التي هي ليست صاحبة شعبية كبيرة، لكن الفخر بها ذو خصوصية مصرية وذلك لأن الرياضيين المصريين بتلك اللعبة هم أصحاب أعلى الأرقام بعدد الفوز بالبطولات، مثل محمد الشوربجي وأخيه مروان الشوربجي، وعلى مستوى السيدات : نور الشربيني ورنيم الويلي.

استيقظت منظومة الاسكواش المصرية بالأمس على خبر صادم .. محمد الشوبجي سيمثل منتخب انجلترا في بطولات الاسكواش وسوف يتخلّى في المقابل عن تمثيل منتخب مصر للاسكواش .. وهنا انقسمت الآراء في ردود الأفعال على المستوى الجماهيري بالتعليق على هذا الحدث، وعلى مستوى الإعلام وبرامج التوك شو المصرية، سواء كانت الرياضية منها أو العامة . هل ما حدث ما هو إلّا طمعًا من الشوربجي وتخطيط مُسبق منذ سنوات سلفًا، أم تقصيرًا من الاتحاد المصري للاسكواش دفعه للهجرة إلى دولة أخرى؟

بين تعليق ميدو وعمرو أديب

اختلفت الآراء بين الإعلامي عمرو أديب، والذي يقدم برنامج”الحكاية” على شبكة قنوات “mbc ” .. واللاعب الدولي السابق والإعلامي الحالي، العالمي، أحمد حسام ميدو والذي يقدم برنامج “الريمونتادا” على قناة “المحور” ، بين مبرر لما فعله “الشوربجي”، ومنتقد لفعلته .. حيث قال الإعلامي عمرو أديب : أعرف أن ما سأقوله سوف يغضب كثيرين لكني لم أرى فعل الشوربجي فيه شئ من الخطأ .. والرجل دفع الثمن لأنه أعاد لمصر الريادة في رياضة الاسكواش .. والاتحاد المصري للاسكواش لم يقدم شئ يذكر للشوربجي، مالكم غاضبون مما فعله الرجل؟، والمردود المادي الذي يقدمه الاتحاد ضعيف جدًا لا يكفيه حتى الذهاب والعودة من إنجلترا للتدريب .

بينما قال الإعلامي أحمد حسام ميدو:  يبدو أن الإدارة الإنجليزية الرياضية كانت على علم بما سيفعله الشوربجي وذلك لأن الجنسية الإنجليزية لا تُمنح إلا بعد ترتيبات تستغرق من ستة إلى سبعة سنوات .. و محمد الشوربجي تم تقديره على مستوى التكريم الرياضي على أعلى المستويات، ومصر لها أيادي بيضاء وخير علينا جميعًا، وأنا أرى أن ما فعله “الشوربجي” قرار خاطئ للغاية، وهذا القرار شديد الصعوبة، حتى لو أن نوايا الشوربجي هي العيش داخل المملكة المتحدة في الباقي من عمره.

ليست المرة الأولى

لم تكن المرة الأولى التي يختار بها لاعب مصري جنسية أخرى لتمثيلها في المحافل الرياضية .. حيث عض كثير من الإعلاميين أصابع الندم على الهواء مباشرًة بعد أن توّجَ الرباع المصري فارس حسونة بذهبية دورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2021 لرفع الأثقال، ولكن تلك المرة تمثيلًا لدولة قطر بعد تجنيسه،  حيث كان السبب الرئيسي خلافات داخلية مع والده مدرب رفع الأثقال إبراهيم حسونة ، وقال الإعلامي نشأت الديهي في برنامجه “بالورقة والقلم” على قناة “Ten ” : لابد من محاكمة المسؤولين عن اتحاد رفع الأثقال بسبب هذه الحالة، ولا عتاب على فارس حسونة ولا أبيه بسبب ما حدث، فساد الوسط الرياضي هو السبب، والبيئة الرياضية غير ملائمة لإنتاج أبطال أولمبيين.

طارق عبد السلام من الإصابة إلى الشاورما إلى البطولة

بعد إصابة لاعب المصارعة طارق عبد السلام في رقبته، تخلى عنه الاتحاد المصري للمصارعة ولم ينفق على علاجه بل وقال عنه حسن الحداد رئيس اتحاد المصارعة عنه “لاعب فاشل”، قرر أن يعمل في محل شاورما للإنفاق على علاجه، ثم قبل عرض للتجنيس من دولة بلغاريا، ثم قام بحصد الميدالية الذهبية في بطولة أوروبا تحت العلم البلغاري عام 2017، وقال : اتحاد المصارعة أذلني من أجل الحصول على حقي في العلاج، وكنت أتمنى الحصول على البطولة تحت العلم المصري .

محمد فوزي .. مصارع مصري ارتدى العلم الأمريكي بسبب الواسطة

اشتكى من الضطهاد، فقوبل بالتجاهل من ناحية اتحاد المصارعة المصري، اللاعب المصري محمد فوزي، حيث صدم الجميع عندما نشر صورة لها بالعلم الأمريكي، وكتب عليها : “معادنا أولمبياد طوكيو إن شاء الله”، وكان ذلك عندما نشر اللاعب مقطعا لفيديو يشكو فيه من تعرضه للاضطهاد من الاتحاد المصري من أجل مجاملة فرج عامر رئيس نادي سموحة ، ووضّح المصارع محمود فوزي في ذلك الفيديو أنه أفضل لاعب في عام 2017 ورغم ذلك لم يستطيع المشاركة في بطولة العالم بسبب مجاملة اتحاد المصارعة لرئيس سموحة بتسجيل اسم نجل أحد أصدقائه.

بلاش تطفشوفهم .. وسم نشط على مواقع التواصل الاجتماعي

شارك الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا”، هاشتاج باسم “بلاش تطفشوهم” وفيه يتم سرد أسماء الكثير من الرياضيين تم تجنيسهم في السنوات الماضية، بسبب عدة أسباب، من ضمنها الفشل الإداري في الاتحادات الرياضية، وفساد الوسط الرياضي، وفيه مطالبات للمسؤولين في الأوساط الرياضية بالاهتمام بأبطال الألعاب الفردية، وذلك لأنها ألعاب شديدة التكلفة المادية ويعتمد البطل على نفقات أولياء أموره، ومن ثَم ينتظر تعويضًا عما أنفقه في السنوات الكثيرة قبل البطولة من جهدًا ومال.

إقرأ أيضا

حكاية أول مصورة كفيفة في عالم البصر