“خطأ واحد رغم الإيجابيات” الأماكن التاريخية في بوسترات سره الباتع ورمزيتها
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أعطت الأماكن التاريخية في بوسترات سره الباتع إشارة إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ستنتج عملاً ضخمًا، ليس له صلة مباشرة بالتاريخ لكنه سيتطرق إلى أشياء تاريخية في ظل الحبكة التي تقوم عليها قصة سره الباتع التي تدور أحداثها في زمن الحملة الفرنسية، وكتبها يوسف إدريس في مجموعته القصصية حادثة شرف
علاقة الأماكن التاريخية في بوسترات سره الباتع بالحملة الفرنسية ؟
وصل عدد الأماكن التاريخية في بوسترات مسلسل سره الباتع إلى 3 أماكن تاريخية هي «قلعة الجبل، الجامع الأزهر، أسد كوبري قصر النيل» مع شخصية تاريخية هي نابليون بونابرت، وجميعهم على رسالة باللغة الفرنسية.
الجامع الأزهر
ظهرت مئذنة قايتباي في الجامع الأزهر ضمن الأماكن التاريخية في بوسترات سره الباتع، ويرتبط الجامع الأزهر ارتباطًا لصيقًا بتاريخ الحملة الفرنسية لأنه كان منبع ثورة القاهرة الأولى التي اندلعت أعمالها في 21 أكتوبر 1798م وكانت بزعامة الأزهريين ضد نابليون وأسفرت عن مقتل ديبوي حاكم القاهرة وقادة آخرين لتنتهي بقصف الأزهر بالمدافع ودخول الفرنسيين للجامع بأحصنتهم[1]، وتلك المقاومة الأزهرية موجودة في الرسالة المكتوبة باللغة الفرنسية بالأفيش وبتوقيع قائد فرنسي اسمه كليمنت.
أسد كوبري قصر النيل
جاءت صورة أسد كوبري قصر النيل وهو ينتمي إلى عصر الخديوي إسماعيل، ليرمز إلى العصر الحالي خاصةً وأن المسلسل يتكلم عن حقبتين مختلفتين، وربما سيتطرق إلى ثورتي 25 يناير و30 يونيو بدليل العلم المصري الحالي والتظاهرات.
قلعة الجبل وخطأ اختيار الصورة
ظهرت قلعة الجبل لتكون ثالث الأماكن التاريخية الموجودة في بوستر سره الباتع، وقلعة الجبل لها صلة وطيدة بتاريخ الحملة الفرنسية؛ إذ كانت مدافع الحملة الفرنسية التي قصفت الأزهر منصوبة من ناحيتها.[2]
غير أن هناك خطأ كارثي وقع فيه مصمم البوسترات وهو أنه جاء بصورة جامع محمد علي باشا الذي بات هو الشكل الرسمي للقلعة؛ ومكمن الخطأ أن جامع محمد علي بدأ بناءه بعد رحيل الحملة الفرنسية بـ 29 سنة.
وكان الأفضل للمسلسل الاستعانة بلوحات وصف مصر، المجلد السابع من لوحات وصف مصر للدولة الحديثة [3]، وكان بها 4 لوحات لقلعة الجبل وحدها؛ وتلك تفاصيلها مترجمة باللغة العربية[4]
اللوحة 67 (منظر لميدان الرميلة والقلعة رسمها دوترتر)
اللوحة 68 (منظر لقلعة الجبل من ناحية المقطم رسمها كونتيه)
اللوحة 69 (منظر داخلي لباب القلعة – رسمها دوترتر)
اللوحة 71 ذات الـ 8 أشكال (شكل 1 منظر خارجي لديوان يوسف – رسمه بلزاك، والأشكال الـ 7 للتفاصيل المعمارية وقد رسمها جومار وبلزاك ولانكريه وجولوا).
اقرأ أيضًا
“أحمد عبدالعزيز ومسلسل سره الباتع” صُدَف رمضانية بنكهة الحملة الفرنسية
وتكمن أهمية التركيز على شكل القلعة لكونها لها صلة بنابليون بونابرت وهو الشخصية التاريخية الوحيدة التي ظهرت في البوسترات، كون أن نابليون هدم قصر صلاح الدين المعروف باسم إيوان يوسف الموجود في القلعة؛ وقال الجبرتي عن ذلك «أمروا (يقصد الفرنسيين) سكان القلعة بالخروج من منازلهم والنزول إلى المدينة ليسكنوا بها فنزلوا، وأصعدوا إلى القلعة مدافع ركزوها بعدة مواضع وهدموا بها أبنية كثيرة، وشرعوا في بناء حيطان وكرانك وأسوار، وهدموا أبنية عالية وأعلوا مواضع منخفضة، وهدموا قصر يوسف صلاح الدين ومحاسن الملوك والسلاطين ذوات الأركان الشاهقة والأعمدة الباسقة».[5]
[1] عبدالرحمن الجبرتي، مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، تحقيق:- عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، ط/1، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 1998م، ص ص68-72.
[2] عبدالرحمن الرافعي، تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر، ج1، ط/4، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1374هـ / 1955م، ص282.
[3] Description de L’Egypte État Moderne 7
[4] لترجمة بيانات اللوحات، انظر:-
زهير الشايب، وصف مصر، اللوحات، ط/3، دار الشايب، القاهرة، 1415هـ / 1994م.
[5] عبدالرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، تحقيق:- عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، جـ3، ط/1، دار الكتب المصرية، 1998م، ص33.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال