خطاب الملك جورج السادس الصراع والحبكات بالفيلم

 فيلم “خطاب الملك” هو من أفضل الأفلام التي يمكنك التعرف على الحبكات الرئيسية والفرعية من خلاله، وكذلك هو يمثل سيناريو كما قال الكتاب إذا كنت تريد تعلم فن السيناريو.

ويبدأ الفيلم بصورة آخاذة عندما يحاول ابن الملك دوق يورك قراءة رسالة على الجمهور في المذياع بستاد ويمبلي بالمعرض الإمبراطوري، وأهمية الرسالة أنها من الملك جورج الخامس أبيه، ولكن يفشل في قراءة الرسالة ويتلعثم بالكلام، وهنا تظهر عقبة أمام البطل رئيسة بالفيلم؛ وهي لعثمته بالكلام، ونعرف من أول خمس دقائق دقائق طبيعة الطبقة الاجتماعية للبطل ووظيفته وموقعه الهام بالمجتمع.

بالفصل الأول من الفيلم  يكتسب البطل (دوق يورك) هدفا ،هو الشفاء من اللعثمة الكلامية، ولكن يستخدم طبيبه لتكنيك غبي يثير غضب الدوق، فيأخذ على زوجته عهدا بألا تحاول معه مرة أخرى. 

الحبكة الرئيسة الأولى تظهر من إصرار برتي على العلاج وذهابه للمعالج لاينول، بالدقيقة ١٧ اقنع زوجة دوق يورك (برتي) بالمحاولة مرة أخرى للعلاج مع طبيب جديد يدعى لاينول، يستسلم الدوق لرغبتها ويذهب إليه ويقوم الرجل باسئلته اسئلة شخصية مما يثير غضبه، ثم يطلبه منه تسجيل كلمات يقرأها من كتاب على إسطوانة مع سماعه لموسيقى عالية، ويراهنه أنه يستطيع القراءة بشكل طلق. 

ينتهي المشهد باستسلام الدوق ولكن هذه المرة يستسلم لعدم العلاج ويرفض سماع كلماته على الأسطوانة المسجلة، ولكن يصر لاينول إعطاؤه الأسطوانة معه.

هنا تتحرك الأحداث بشكل متصاعد، حيث يتوقع المشاهد ان يكون الدوق قد تكلم بطلاقة مع سماع الموسيقى التي كانت بالخلفية ولم نستمع كمشاهدين لكلمات الدوق معه، ولكن من إصرار لاينول وحركة شفاه الدوق أثناء القراءة نتوقع فوز لاينويل للرهان.

ينتهي المشهد بالدقيقية التاسعة والعشرين، فيما بانتهاء الفصل الأول  باصرار الملك جورج الخامس الضغط على الدوق كي يتدرب على التحدث بالراديو، ويضعه في صراع وضغط كبير أن مصير البلد بين يديه خاصة مع استهتار أخيه، فهنا تظهر عقبة لعثمة الدوق برتي بالكلام مرة أخرى أمامه خاصة بعد استسلامه بعدم الخضوع للعلاج.

وهناك علاقة  مهمة ظهرت بالفصل الأول وهي علاقة الدوق ببناته الصغيرات والذي يخاف أن يهابوه لو أصبح ملكا بيوم من الأيام.

وتعتبر العقبة الأساسية  أمام البطل بالفيلم مشكلته مع التلعثم، بجانب عقبة طبيعة البيئة الملكية التي نشأ فيها والتي تعيق بينه وبين التواصل مع لاينويل بالطريقة الحميمية التي يريدها في العلاج.

التشويق:

والتشويق هو إبقاء الجمهور في وضع توتر وانجذاب مستمر وانتظار للإجابة عن أسئلة في ذهنه، و هنا الجمهور أصبح في انتظار  حتى يسمع بيرتي صوته على هذه الاسطوانة وهو يتحدث بطلاقة ويتسائل ماذا سيفعل بعد معرفته بحقيقة صدق لاينول. 

طبيعة العلاقات بالفيلم وأبعاد الشخصيات:

نتعرف بالفصل الاول على طبيعة العلاقات بين الشخصيات وبعضها البعض، فمن أول مشهد بالفيلم نستطيع معرفة طبيعة العلاقة بين الدوق وزوجته وكيف تدعمه وتحاول تخفيف توتره قبل الخروج للجمهور، وتظل العلاقة بهذا الشكل طوال الفيلم دون تغيير لأهمية هذه العلاقة في التصدي للعقبات التي سيواجهها البطل.

وعلى صعيد آخر نعرف طبيعة علاقة الطبيب (لينول) بزوجته وأولاده وهي علاقة مليئة بالدفء مثل علاقة دوق يورك بزوجته وأولاده.

فيما نتعرف على أبعاد شخصية الدوق الذي يتمتع بعيب كبير وهو عصبية المزاج بجانب التلعثم في الكلام، وتأثير البيئة التي نشأ فيها على شخصيته من شعوره بالكبر والضغط الذي يتعرض له مع التعامل مع كل شيء بحساب، فيما نرى المفارقة بين حياته وحياة لاينيل الذي يتصرف ببساطة ويحب التمثيل ويقدم في المسرح من أجل النيل بدور من الأدوار ويتمتع بثبات انفعالي في تصرفاته بالبيت والعمل.

وتتطور الأحداث بالفصل الثاني من الفيلم وحدة الصراعات أمام البطل، وتظهر الحبكة الثانية حيث يموت الملك جورج الخامس وتبدأ الأحداث في التصاعد من حيث تولي أخو برتي الحكم، ويبدأ الضغط على برتي من أجل تولي بدلا من أخيه المستهتر

فيما يظهر نوع جديد من الصراع بين بيرتي وأخيه ديفيد الذي أصبح ملكًا ويتعامل باستهتار مع أمور الحكم يعد من الحبكات الفرعية ، المؤثرة على الأحداث ..

إقرأ أيضا

مروان في امبراطورية ميم..معرفة الحقوق لا تعني قلة الأدب

يتولى برتي حكم البلاد بدلا من أخيه ديفيد،  والذي يزيد من حدة الأزمة الواقع فيها برتي (جورج السادس) ومن هنا تتصاعد الأحداث. 

ينتهي الفصل الثاني عند حبكة أساسية أخرى والتي بدأت مع الحدث بالدقيقة ٨٦ عندما اكتشف الملك جورج السادس أن طبيبه ليس بطبيب ولكن مجرد معالج نفسي بالتجربة، ويحدث صراع بينهما إلى أن يحل سوء التفاهم.

وبالفصل الثالث والأخير تزداد حدة أزمة الملك جورج السادس، فتندلع الحرب العالمية الأولى وتتعرض البلاد للخطر فيما عليه إلقاء خطابا للجمهور في هذه الأوضاع  وقد ترك علاجه مع لاينول بنهاية الفصل الثاني، وهذا حبكة أخرى محركة للأحداث.

نهاية الفيلم :

ينتهي الفيلم بحل أزمة الملك جورج السادس  في التلعثم بعد تطور العلاقة بينه وبين لاينول الذي ساعده  على تخطي عقبة البطل وأصبح من المقربين إليه.

الفيلم دراما تاريخي من انتاج عام 2010 وإخراج توم هوبر، وبطولة كولين فرث وهيلينا بونهام وجيفري راش وحاز الفيلم على أربعة جوائز أوسكار.