خليفة عطوة المتهم باغتيال جمال عبدالناصر “اشتغالة وقع فيها الإعلام المصري”

مع كل يوم 26 أكتوبر يكون خليفة عطوة المتهم باغتيال جمال عبدالناصر ضيفًا على كافة وسائل الإعلام المصري بصفته المتهم الثالث في حادث المنشية وصدر بحقه حكم بالإعدام إلى أن عفى عنه الرئيس عبدالناصر ثم عينه في سكرتارية الرئاسة.

اقرأ أيضًا 
عندما انجذب رئيس الاتحاد السوفيتي إلى القرآن في مصر بحضور جمال عبدالناصر

لكن أغلب إن لم يكن كل من تعاملوا مع خليفة عطوة المتهم باغتيال جمال عبدالناصر لا يدرون أنه نصاب وليس فقط كذاب.

كيف ظهر خليفة عطوة المتهم باغتيال جمال عبدالناصر ؟

بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم 2012 م ظهر خالد عودة نجل المحامي عبدالقادر عودة عبر برنامج 90 دقيقة الذي كان يقدمه وقتها المذيع سيد علي، وطالب نجل عبدالقادر عودة قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتقديم اعتذار لأسرته لأن والده بريء من حادث المنشية.

بعدها بساعات استضاف سيد علي المدعو خليفة عطوة بصفته المتهم الثالث في حادث المنشية ليؤكد أن الجماعة الإرهابية شاركت في حادث المنشية، وراح يحكي (كل ما هو مشهور أصلاً)؛ من وقتها وحتى الآن كان خليفة عطوة هو الضيف المعزز المكرم في كل وسائل الإعلام لكشف تاريخ الإرهاب الإخواني فلم يترك برنامج توك شو أو فيلم وثائقي إلا وظهر فيه، وكذلك الحال بالنسبة للصحف والمواقع.

في حوارٍ مع المصري اليوم عام 2014 قال خليفة عطوة أنه من مواليد 1933 والتحق بجماعة الإخوان منذ صغره ولما شب اشترك معهم في حرب فلسطين وصار كادرًا في التنظيم السري إلى أن جاءت الخمسينيات واشترك في حادث المنشية، فصدر بحقه حكم بالإعدام ثم قضوا 21 يومًا في سجن القلعة ليتم اصطحابهم بعدها لمقابلة عبدالناصر والذي تكلم معهم ثم عفى عنهم وليس هذا فحسب بل عبدالناصر قرر أن يعمل خليفة عطوة في مكتب الرئاسة.

كان سؤال محرر المصري اليوم كيف يسمح عبدالناصر لكم بالعمل فى مكتبه؟ فأجابه خليفة عطوة بقوله «بعد الإعلان عن نتيجة بكالوريوس التجارة فوجئنا بسيارة من مؤسسة الرئاسة تصطحبنا، لنفاجأ بالرئيس عبدالناصر مرة أخرى يسألنا عن نتيجة الامتحانات ليطلب من علي صبري أن يصطحبنا للعمل فى مكتب السكرتارية لتوثيق المعلومات، وكان سؤالنا له يا سيادة الريس هاتشغل معاك رد سجون وظللت معه حتى وفاته ولم أستطع تحمل العمل مع أنور السادات خاصة بعد حرب أكتوبر، حيث أصابه الغرور وسمح لنا بترك العمل معه، فذهبت للعمل مديرا للتخطيط والمتابعة بمحافظة الشرقية حتى خرجت على المعاش».

لماذا خليفة عطوة اشتغالة ؟

ليس صعبًا على الإطلاق أن يتم نسف أسطورة الإخوان التي تقول أن حادث المنشية تمثيلية، فأسهل ما في تاريخ عبدالناصر هو إثبات أن حادث المنشية حقيقي، لكن ليس عن طريق خليفة عطوة لأنه نصاب وكاذب والكاذب يترك وراءه ما يثبت كذبه ومن كلامه، لكن لن ندقق في كلامه لكننا سنتكلم من المصادر الرسمية.

إقرأ أيضا

“تاريخ البصمات في مصر” تفاصيل عمل البحث الجنائي وأول الجرائم المكتشفة؟

أولاً فإن المتهمين الأساسيين باغتيال جمال عبدالناصر كانوا 20 شخصًا ولا يوجد فيهم واحد اسمه خليفة عطوة، ودليل ذلك محاضر المحكمة التي نظرت قضية الاغتيال (عدد صفحاتها 1400 صفحة) وطبعتها وزارة الإرشاد في 6 أجزاء على مجلدين أولهما من 3 أجزاء وثانيهما من الجزء الرابع وحتى السادس.

ثانيًا صدر الحكم بالإعدام على 7 أشخاص هم «محمود عبد اللطيف، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وهنداوي دوير، ومحمد فرغلي، وعبدالقادر عودة، والمرشد العام وقتها حسن الهضيبي» وكان الأخير هو الوحيد الذي خُفف عنه الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

وقضت المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة على كل من «محمد خميس حميدة، حسين كمال الدين إبراهيم، محمد كمال خليفة، منير أمين الدلة، صالح أبورقيق، محمد أبوالنصر، عبدالعزيز عطية»؛ كما قضت المحكمة بالسجن 15 سنة لكل من: أحمد شربت وعمر التلمساني، وبرأت المحكمة 3 متهمين هم «عبدالرحمن البنا، عبدالمعز عبدالستار، والبهي الخولي»؛ والصفحة الأولى من جريدة الأهرام عدد 5 ديسمبر سنة 1954 م نشرت أسماء المتهمين والعقوبات.