خمسة أشياء يشترك فيها جمهور “محمد منير” مع جمهور نادي “الزمالك”
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لو أخذت عينة من جمهور الزمالك وسألتهم عن مطربهم المفضل، ستأتيك أغلب الإجابات “الملك محمد منير طبعًا” وأنه لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال فجمهور منير أغلبه زملكاوي والعكس صحيح ومادون ذلك فهو استثناء وليس قاعدة عامة، وهذا يحيلنا إلى نقطة اّخرى هي أن الجمهورين لديهم قناعة مؤكدة أنهم جمهورًا مميزًا، ويسير عكس السائد ويحلق خارج سرب القطيع وحلف البيب بيب، وأنه يدفع ثمن إختلافه وتمرده على الأغلبية.
لكن أغلب الظن أنها حيل دفاعية ومحاولة لإيجاد أسباب منطقية لتشجيع نادي بالكاد يحرز بطولة كل عام، أو مطرب يسير الأن في مفترق طرق مسيرته الفنية ويطيح بكل ما صنعه في السابق.
لا أومن أن تشجيع نادي أو الهوس بمطرب يعطيك صك الإختلاف أو التميز لكن الحقيقة المؤكدة أن هناك عدة أمور يتشابه فيها الجمهورين حان الوقت لكي نتعرف عليها.
الأولى / نادى الصفوة Vs مطرب المثقفين
في أحد المباريات كان المعلق معروف بانتمائه الزملكاوي، وبدلًا من أن يشرح لنا تفاصيل المباراة جلس يعدد لنا الشخصيات العامة ذات الوجاهة الإجتماعية المعروفة بتشجيع نادي الزمالك، وزاد الطين بلة بالسخرية من جمهور النادي المنافس، وأن مشجيعه غالبيتهم ينتمون إلى طبقات شعبية أقل في الوجاهة الإجتماعية، الحقيقة له كل العذر فهو لم يجد وقتها أي إنجاز للنادي يستحق الحديث عنه بالإضافة إلي الفقر الفني للمباراة التي يعلق عليها، فقرر أن يسرح بخياله قليلًا وأن يغازل الجمهور بذكره أن أهم إنجازاته هي أنه نادي صفوة المجتمع، ولم يفكر ولو لمرة أن يجلس على أي مقهى شعبي في ميت عقبة أو في التالتة يمين ليشاهد جمهور الزمالك الأصلي المنتمي لكل طبقات المجتمع .
جمهور منير هو الاّخر يرى فيه أنه مطرب الطبقة العميقة المثقفة وأن أغنياته بمفرداتها المختلفة يصعب على العامة و السطحيين فك ألغازها وتناسوا أن منير نفسه إتهم من قبل أحد شعراء تجربته بأنه لا يفقه شئ مما يغنيه وأنه مجرد صوت مرر أفكار اّخريين.
الثانية / عقدة الاضطهاد Vs ضد النظام
يؤمن جمهور الزمالك بنظرية المؤامرة وأن أسباب ابتعاده عن منصات التتويج ترجع لأن النظام الحاكم يضطهد النادي، وصدقوا الوثائق التي نشرت بعد إجتياح مكاتب أمن الدولة بعد الثورة والتي تأمر إتحاد الكرة المصري بمساندة النادي الأهلي للاستحواذ على أكبر عدد من البطولات إستنادًا لشعبيته الجارفة وإخماد ثورة جماهيره، ولم يلتفتوا إلى أن رئيسه الحالي ابن لكل الأنظمة التي حكمت مصر وأحد وجوه دولتنا العميقة، بالإضافة إلي أن أغلب الشخصيات النافذة في نظام مبارك على سبيل المثال معروفة بتشجيعها للزمالك فكيف كانت تصدر الأوامر لمساندة الغريم الأزلي له؟
وجمهور منير لديه قناعة أنه كان في صدام مع كل الأنظمة وعاني كثيرًا من تضييق الخناق عليه وأنه لازال يصطدم مع الرقابة بسبب أغنياته التحريضية وتمنع إقامة حفلاته، متناسين أنه غني في حفل خاص للمخلوع الراحل وحضر حفل تنصيب الرئيس الحالي وأن منع حفلاته كان سببه الرئيسي التدافع وانتشار المخدرات بين جمهوره.
الثالثة / مدرسة الفن والهندسة Vs الملك
يحفظ جمهور الزمالك بعض الاكلاشيهات الكروية مثل الأداء أهم من الفوز، وأن الفوز بأخطاء تحكيمية تجعله لا ينام الليل لأنه يشعر بأنه سرق الفوز من الفريق الاّخر، وأن الأهم هو عودة مدرسة الفن والهندسة ولو على حساب خسارة جميع البطولات، وهذه خيبة اّخرى يداري به الجمهور خيباته الكروية، فأخر مرة فاز بالدوري كان بأخطاء تحكيمية فاضحة على جثة عشرين شهيدًا من جمهوره، وبالطبع تناسي الجمهور كل هذا واحتفل بهذا الدوري المشبوه، وقرر أن يخلي مسئوليته تجاه الشهداء برفع هواتفه النقالة المنيرة في الدقيقة العشرين من كل مباراة .
ويتباهى جمهور منير بلقب الملك المستمد من مسرحية لعب فيها دورًا، وأن مايهمه هو القيمة التي يقدمها منير في أغانيه حتى لو حقق مبيعات أقل من المطربين جميعًا، وهذا ينم عن بعض جهل مشفوع بتعالي حيث أن منير لعب دور صغيرًا في المسرحية ولم يلعب فيها دور الملك من الأساس، وأن قيمة المطرب حاليًا تقاس بحجم المبيعات ومردوده على السوشيال ميديا ومواقع تحميل واستماع الاغاني.
الرابعة / ملوك الصالات Vs ملك الأغانى السياسية
مع كل فشل كروي متلاحق لنادي الزمالك لا يجد الجمهور أي شئ يتباهى به سوي التفوق في ألعاب الصالات سواء كانت كرة اليد أو كرة السلة أو الطائرة ويحتفظ الجمهور لنفسه ولناديه بلفب ملوك الصالات، وتصبح ظاهرة مع كل بطولة تقام داخل الصالات ليجدوا متسعًا للتحفيل على جمهور النادي المنافس، والحقيقة أن الزمالك بالفعل يملك بطولات كثيرة في ألعاب الصالات لكن تظل اللعبة الشعبية الأولي في مصر هي كرة القدم، وإلا كان من حق جمهور الشرقية للدخان للهوكي أن يعاير أفريقيًا كلها بأنه بطل القارة بأكثر من عشرين بطولة.
ويعزي جمهور منير تفوقه الفني وتجربته المختلفة بأنه يمتلك رصيد ضخم من الأغاني السياسية التحريضية، ولم يلتفتوا لأن منير نفسه لم يكن له أي رأي سياسي سواء في نظام سابق أو حالي بل أنه وقت الثورة ووقت كان جمهوره أغلبه يعتصم في ميادين مصر كان يجلس في بيته مفضلًا الصمت والتفرغ لجلسات الأنس والمزاج، و عندما قرر أن يصنع أغنيات وطنية خرجت منه أشبه بالطبيخ البايت بكلام مستهلك جدًا ولم تختلف كثيرًا عن أغنيات حمادة هلال.
الخامسة / لا مش متابع الصراحة Vs ماسمعتش إلا منير بس
يتجاهل جمهور الزمالك أي حدث كروي مهم غير مشارك فيه ناديهم كنوع من الترفع و التعالي والسخرية مستخدمين الإيفيه المشهور “لا مش متابع الصراحة” والحقيقة أن جمهور الزمالك يتحين الفرصة لهزيمة غريمه في أي بطولة حتى لو لم يكن الزمالك طرفًا فيها كنوع من التحفيل والسخرية من الغريم، والكارثة الأكبر هي أن حتى مع فوز الزمالك تتحول السخرية والتحفيل على الزمالك أكثر من حيث مقارنة بطولات النادي ببطولات لاعب في النادي الغريم.
ويحاول جمهور منير الترفع عن الحديث عن ألبومات المطربين الاّخريين، وأنه لن يضيع وقته في سماع أغاني المطرب الفلاني التافهة أو المطرب العلاني السطحية، وأنه ينتظر صدور ألبوم الملك ويعيش على أغنياته القديمة وتناسوا أن منير الحالي أصبحت تجربته عادية جدًا يصنعها نفس شلة السوبر ماركت الفني التي تصنع أغاني الاّخريين.
ليست محاولة للسخرية من جمهور الزمالك أو جمهور محمد منير ولكنها محاولة لإثبات حقيقة واحدة أن الجمهور بطبعه غير حيادي وغير منطقي ودائما ما يجد مبررًا لفريقه أو لنجمه، وأن معظم الجماهير مع اختلاف توجهاته هو أكثر الجماهير تلونًا وتناقضًا على الإطلاق.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يا اخي انت موضوعي لدرجة تضايق😂
بس كلامك مظبوط.