دعم برعاية سوزان من أجل جمعية جيل المستقبل “ما بين جمال مبارك وبوش الأب”

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

مهدت جمعية جيل المستقبل الطرق بين جمال مبارك ورجال البيت الأبيض منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وظلت هكذا حتى نهايتها بعد ثورة 25 يناير.

جمعية جيل المستقبل .. البداية بحضور بوش الأب

خبر حضور بوش الاب افتتاح جمعية جيل المستقبل

كان شهر نوفمبر من العام 1998 هو البداية الفعلية لجمعية جيل المستقبل التي كانت تهدف بحسب تعريفها عن نفسها إلى تطوير قطاع الموارد البشرية، وبدأت شكل أسر طلابية داخل الجامعات، خصوصًا جامعة القاهرة التي اتخذ منها مقرًا رئيسيًا بهدف استقطاب الشباب الذي يمثل ما يقرب من 45 مليون شاب من المجتمع المصري لحزب نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ضمن خطة التوريث المعدة سلفًا، واحتلت الجمعية مبنى معهد الدراسات التربوية في الوقت الحالي بجامعة القاهرة، بناءًا على بروتوكول للتعاون تم توقيعه في 2002م.

أقيم في 27 نوفمبر 1998 عشاء افتتاح الجمعية والذي تم برعاية سوزان مبارك وحضره بوش الأب كضيف شرف، وجمال مبارك بصفته رئيسًا للجمعية إلى جانب الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس إدارة الجمعية برئاسة الدول.

ألقت سوزان مبارك كلمة ألقاها نجلها جمال وقالت سوزان «إنه لمن حسن الحظ أن توجد جمعية جيل المستقبل التي تتركز مهمتها الأساسية في تقديم الحلول المناسبة، من قبل مؤسسات القطاع الخاص غير الهادفة للربح، لتوفير المساكن لذوي الدخل المحدود بالمجتمعات العمرانية القائمة أو الجديدة وأن جمعية جيل المستقبل مؤسسة رائدة ذات رئاسة مخلصة تستحق كل تأييد ومعاونة لتحقيق أهدافها الطموحة في تطوير وتنمية أمتنا».

أما بوش الأب فألقى كلمة جامل فيها النظام المصري من الناحية الاقتصادية وأكد على دور مصر من الناحية السياسية لما لها من دور محوري في عملية السلام بالشرق الأوسط.

بهذه الجمعية بدأت العلاقات بين جمال مبارك ورجال البيت الأبيض في بداية الأسبوع الأول من شهر مايو سنة 2006 م صرح فريدريك جونز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض بأن جمال مبارك زار البيت الأبيض والتقاه الرئيس الأمريكي بوش الابن

كانت زيارة جمال مبارك لفترة قصيرة من أجل أعمال خاصة، وخلالها طلب مقابلة مستشار الأمن القومي ستيف هادل ثم ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي في مكتبه، ولكنه لم يكشف عن تفاصيل ما نوقش خلال الاجتماع حتى الآن.

نهاية جمعية جيل المستقبل

بعد ثورة 25 يناير قام الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي بإصدار قرار ينص على حل جمعية “جيل المستقبل”، وذلك لمخالفة الجمعية لقانون الجمعيات الأهلية، لكون جمال الذي كان يشغل منصب أمين السياسات بالحزب “الوطني” المنحل اتخذ مقرها داخل الحزب منذ تأسيسها عام 1998 بالمخالفة للقانون، كما لم تخضع حساباتها للمراجعة خلال 13 عامًا من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات.

جريدة الأهرام بعد ثورة يناير كشفت قصة المبنى الذى اغتصبه جمال مبارك لمدة 11 سنة لجعله مقرًا لجمعية جيل المستقبل وهو مبنى معهد الدراسات التربوية التابع لكلية التربية جامعة القاهرة، منذ عام 2002، بعد إرغام الجامعة فى عهد الدكتور نبيل الهلالى على توقيع بروتوكول مع الجمعية – برغم أنها أهلية – يسمح لها بالحصول على المبنى نظير تقديم دورات تدريبية للطلاب.

إقرأ أيضا

“في مواجهة المتشددين” أسامة الأزهري وزيرًا لتجديد الخطاب الديني وتنقيح التراث

خلال تقرير الأهرام ذكر الدكتور سامى نصار عميد المعهد الطريقة التى استولت بها الجمعية على مبنى المعهد، قائلاً إنه فى عام 2003، وبعد بناء المعهد على أحدث الطرز، فوجئ الجميع بأن الجمعية حصلت عليه من خلال بروتوكول بينها وبين رئيس الجامعة، وبعد مناوشات ومشاحنات بين المعهد والجامعة من ناحية، والجمعية من ناحية أخرى، أعطوا للمعهد ربع المبنى، والمساحة المتبقية بالكامل، آلت للجمعية “فجأة”.

ووصف عميد المعهد بأن ماقامت به الجمعية- ممثلة فى جمال مبارك- بأنه نوع من الاستيلاء على مبنى المعهد، استمر لمدة 11 عاماً، وبرر ذلك بقوله إن الجامعة لاتقدم مبانى لجمعيات أهلية، لماذا يتم حرمان مؤسسة تعليمية لصالح جمعية أهلية؟، واعتبر نصار أن البروتوكول كان “أمرًا صوريًا أمام الرأي العام”، وقال مبتسماً:” وقتها مكنش يقدر يقول لابن رئيس الجمهورية لأ..ولما طالبت الجامعة باسترداد المبنى قالولى اطلب حاجة نقدر نتكلم فيها”، ومع نجاح الثورة تقرر نهائيًا في شهر إبريل 2011 إخلاء المبنى وإزالة بقايا جمعية “جيل المستقبل”، ونزع لوحات الجمعية من داخل المقر.