دلال عبدالعزيز .. العزيزة على القلب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تواردت الأخبار عن إصابة الفنانة دلال عبدالعزيز بفيروس كورونا، مما أقلق جمهورها ومحبيها، فدلال فنانة من نوع خاص، حيث بدأت العمل في المجال الفني منذ أن تخرجت من كلية الزراعة جامعة الزقازيق، وجاءت إلى القاهرة تبحث عن فرصة، وبالفعل منحها “المخرج نور الدمرداش” الفرصة الأولى والظهور في مسلسل “بنت الأيام” من إخراجه، وبدأت دلال تشق طريقها من خلال الأدوار الثانية والتي كانت تقدمها في المسلسلات في أواخر فترة السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، حتى تزوجت من الفنان سمير غانم عام 1984، وبدأت تشارك في بطولة أفلامه مثل فيلم “نهاية رجل تزوج“، وأصبحت دلال اسم يعتمد عليه حيث بدأت تشارك في البطولات الجماعية مثل فيلم “يارب ولد” مع “سمير غانم” و”إسعاد يونس” و”فريد شوقي” و”كريمة مختار” والتي كانت تحبها بشكل خاص حيث أنها بدأت معها ومع زوجها “المخرج نور الدمرداش”.
دلال لها رصيد في المسرح، ووقفت أمام كبار النجوم مثل الفنان “فؤاد المهندس” في مسرحية “هالة حبيبتي”، وبعدها وقفت أمام زوجها سمير غانم في العديد من المسرحيات مثل مسرحية “أخويا هايص وأنا لايص”، وأمام الفنان يحي الفخراني في المسرحية العالمية “جوازة طلياني”.
واستمرت دلال تشارك في الأعمال الخفيفة والاستعراضية واستطاعت أن تثبت نفسها وكفاءتها، حتى وصل الأمر أن تحل محل “الفنانة نيللي” في مسرحية “حب في التخشيبة” والتي اعتذرت عن المسرحية قبل الافتتاح ب 10 أيام فما كان من “الفنان جورج سيدهم” إلا أن يطلب من دلال صديقته أن تنقذه وبالفعل قدمت دلال المسرحية وحققت نجاح كبير.
قدمت دلال نموذج الفنانة على طريقة المرأة العاملة، حيث أصرت أن تتزوج وأن تشق طريقها وهي زوجة وأم، وأصرت أن تكّون بيت مستقر وتربي صغارها حتى يشتد عودهن ثم تعود إلى عملها الذي تحبه وتعطيه بقوة، وهذا ما أكده “سمير غانم” في أكثر من لقاء أنها هي من تزوجته وبإصرار شديد.
وعندما أنجبت دلال ابنتيها دنيا وإيمي، ركزت في تربية بناتها، ولم تهتم كثيرًا إلا بفكرة التواجد فلم يكن همها أن تقدم الأدوار المهمة، أو التي تتطلب تركيز، فتركيزها كان في بناتها اللاتي تحتاجها وتحتاج تواجدها أكثر، وقد صرحت دلال إلى أنها جلبت والدتها لتعيش معها لتربى بناتها وتهتم بهن، وتستطيع دلال أن تستمر في عملها.
وبعد أن كبرت البنات، بدأت دلال تُغّير من نوعية أدوارها وتخرج من ثوب الفتاة الصغيرة الدلوعة، وبدأت تركز في الأدوار وتهتم بالقيمة والجودة، وفي عام 2001 جاء دورها في مسلسل حديث الصباح والمساء، وكانت صديقة “الفنانة عبلة كامل”، وقدمتا دورين رائعين وكانتا تمثلان بندية، وخرجت مشاهدهما مختلفة ولازالت تُشاهد، وجملهما الحوارية يُستشهد بها إلى الآن.
وفي عام 2003 فاجئتنا دلال عبد العزيز بدورها في مسلسل “الناس في كفر عسكر”، والذي كان مختلف تماما عما قدمته من قبل فالدور كان يحتاج تمثيل، وكانت دلال على قدر الدور والتحدي ونجحت في أداء دور السيدة المتجبرة، المليئة بالغل والتي تستغل الكل من أجل مصلحتها وعلى حساب أي شيء، وحصدت عليه جائزة أحسن ممثلة دور ثان، ومنذ هذا الدور خلعت دلال وجه الفتاة الدلوعة، وارتدت ألف قناع تستغلها في الأدوار التي تلعبها.
وكل مرة تشاهدها لا تستطيع أن تتنبأ ماذا سيكون الدور، فدلال تنقلت بين الأدوار فقدمت مثلًا السيدة الارستقراطية الضحية مثل دورها في مسلسل “لا” أمام الفنان يحي الفخراني، وبعد سنوات تقف أمامه في دور الزوجة الارستقراطية المتجبرة، الغبية التي تضيع زوجها وبيتها وابنتها، وكان المسلسل أول فرصة للفنانة دنيا سمير غانم والتي قامت بدور ابنة دلال ويحي الفخراني.
استطاع التليفزيون يشبع دلال فنيًا، وقدمت من خلاله الأدوار المختلفة واستعرضت قوتها التمثيلية، وأصبحت نجمة لها جمهور ينتظرها، وينتظر أن يشاهد الجديد الذي ستقدمه، بينما كانت أدوارها المهمة في السينما أقل بكثير، حيث قدمت أمام “الفنان يحي الفخراني” دور العاهرة الطيبة في فيلم “مبروك وبلبل” والتي يحبها مبروك “الفنان يحي الفخراني” وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويصر أن يعيش معها، فتحتويه وتأويه لأنه هو الوحيد الي أحبها دون أي أغراض، وكان الفيلم جميل ومختلف، وكان دورها إنساني، ووقفت امام “الفنان عادل إمام” في فيلم النوم في العسل، وقامت بدور زوجته، وقال “عادل إمام” أنه اختار دلال لأنها نموذج الزوجة المصرية الحنونة التي تقف لجوار زوجها في أزماته، ولا تعايره بضعفه.
من خلال تاريخ الفنانة دلال عبد العزيز ومشوارها الفني، نجدها احترمت نفسها وجمهورها واستطاعت أن تنتقل من مرحلة عمرية إلى الثانية دون معاناة ودون أن تُشعر جمهورها بأنها تعاني، فانتقلت بين المراحل العمرية المختلفة، والآن هي تقدم مرحلة الأم بمنتهى السلاسة واللطف، فجاء دورها في مسلسل سابع جار ليحبه الجمهور ويرتبط بها، حيث أنها كانت تشبه أمهاتنا في البيوت سواء في الملابس فقد ارتدت ملابس البيت التقليدية “الجلابية” ، وطريقة كلامها ووقفتها في المطبخ، وضحكها، وحتى الشتائم والدعوات والجمل الاستنكارية التي نسمعها من امهاتنا في البيوت.
ولا زالت دلال تقدم أدوار تبهجها وتبهجنا، وتحبنا ونحبها، ومع تعرضها لأزمتها الصحية لا نملك إلا أن ندعو لها ونتمنى لها الشفاء، حيث أنها أصبحت واحدة من الأسرة المصرية والعربية، فدلال عبد العزيز عزيزة على القلب.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال