دليل شراء الهاتف الذكي الحلقة الثانية .. أنواع شاشات الهواتف الذكية وتفاصيل مواصفاتها

في الحلقة الأولى من دليل شراء الهاتف الذكي تناولنا تعريف ما يتعلق بالمواد المستخدمة في تصنيع الهواتف الذكية بمختلف فئاتها، كما تعرفنا على مختلف أنواع الحماية التي تتمتع بها الهواتف بداية من الفئات الاقتصادية وصولًا إلى الهواتف الرائدة مرتفعة الثمن، واليوم نستكمل هذا الدليل المتكامل بالحديث عن شاشات الهواتف الذكية وهي ثاني العناصر الأساسية التي تظهر لنا حين استعراض مواصفات أي هاتف.

دليل شراء الهاتف الذكي الحلقة الأولى .. مواد التصنيع وأنواع حماية الهاتف

اليوم نتحدث عن شاشات الهواتف الذكية ونتعرف على أنواعها وتفاصيل مواصفاتها وكذا الفرق بين فئات الجودة والدقة المختلفة وأيضًا معدل تحديث الشاشة وأنواعه.

دليل شراء الهواتف الذكية (2) … شاشات الهواتف الذكية

الشاشة هي أحد أبرز العناصر الأساسية في تكوين الهاتف الذكي، وهي العنصر الأساسي في التعامل مع الهاتف، فمن خلال الشاشة يُفتح لنا العالم الكامل لتقنيات الهواتف الذكية من مشاهدة واستخدام وممارسات وغيرها، ولذلك فإن شاشات الهواتف الذكية من أهم المكونات التي يجب علينا فهمها جيدًا ومعرفة تفاصيلها.

بالنظر إلى مواصفات شاشات الهواتف الذكية سنقف أمام عناصر أساسية وعناصر أخرى فرعية، تتكون العناصر الأساسية من نوع الشاشة نفسها والتي تتضمن OLED وAMOLED وLCD وهي الأنواع الأكثر شيوعًا في الهواتف الذكية، والجودة والتي يشار لها بأسماء مثل HD أو FullHD أو 4K والتي تتضمن الدقة والكثافة، والقطر والذي يمثل حجم أو مقاس الشاشة، وأيضًا معدل التحديث والذي انضم حديثًا إلى العناصر الأساسية المكونة للشاشة.

أما العناصر الفرعية فهي التقنيات التي تدعم شاشات الهواتف الذكية أو تدعمها تلك الشاشات، مثل تقنية HDR والتي تعني أن الشاشة تدعم عرض محتوى الفيديو الداعم لهذه التقنية، وأيضًا نطاق ألوان DCI-P3 وغيرها من التقنيات الأخرى التي تدعمها الشاشات والتي نجدها على الأغلب في الهواتف الذكية المتوسطة إلى الرائدة.

أنواع شاشات الهواتف الذكية

هناك العديد من أنواع الشرائح المستخدمة في صناعة الشاشة، أبرزها في عالم الهواتف الذكية LCD، OLED، AMOLED، Super AMOLED وTFT وIPS، وتعتمد مختلف الهواتف حاليًا على هذه الأنواع أو على خليط منها مثل IPS LCD المنتشرة في الفئات الاقتصادية والمتوسطة، وبعضها لم يعد مستخدمًا بكثرة مثل TFT.

شاشة LCD

يعني اختصار LCD جملة Liquid Crystal Display أي شاشة الكريستال السائل، وتعني وجود خطوط أو صفوف من الكريستال السائل يتم إضاءتها من خلال إضاءة خلفية، ولأن هذا النوع منخفض السعر وسهل التصنيع فهو حاليا الأكثر شيوعًا واستخدامًا في الهواتف الاقتصادية في المجمل وأغلب الهواتف المتوسطة.

يمتاز هذا النوع بقدرة على تقدم أداء أكثر من مقبول إلى جيد على مستوى الاستخدام أسفل إضاءة الشمس المباشرة حيث تعتمد الشاشة بالكامل على إضاءة خلفية، ولكنها تعاني في الكثير من الأحيان من ضعف دقة إنتاج الألوان مقارنة بالشاشات التي لا تحتاج إلى إضاءة خلفية.

في الهواتف لا يتم الاعتماد على شاشة LCD بصورتها الأولية، بل تستخدم بإضافة من اثنتين، الأولى وهي الأقل شيوعًا حاليًا وهي TFT والثانية وهي الأوسع انتشارًا حاليًا وهي IPS، وتشير كلمة TFT إلى Thin Film Transistor، وفي هذا النوع المتطور من شاشة LCD يعني أن كل بيكسل في الشاشة مربوط بمحول ومكثف مفرد، وهو ما يُعرف باسم Active Matrix، ويمتاز هذا النوع كونه رخيص وأعلى على مستوى التباين، أما عيبها فهو استهلاكها الكبير للطاقة كما أنها أقل على مستوى زوايا الرؤية وإنتاج الألوان، ولهذا لم يعد ذلك النوع مستخدم حاليًا في الهواتف.

أما النوع الثاني IPS LCD فتشير فيه IPS إلى In-Plane Switching وهو تطوير أعلى لنوع TFT LCD، ويقدم هذا النوع إنتاج ألوان أفضل وأيضًا زوايا رؤية محسنة مقارنة بالنوع الأول، ويمكنها تحقيق هذا من خلال استخدام محولين لكل بيكسل في الشاشة مع الاعتماد على إضاءة خلفية قوية، ويعيب هذا النوع أنها يحتاج إلى طاقة أعلى من الشاشات الأخرى من غير نوعية LCD ولكنها أقل مما تستهلكها شاشات TFT LCD.

شاشة AMOLED

تخصر كلمة AMOLED كلمة Active Matrix Organic Light-Emitting Diode، وعلى الرغم من تعقيد المصطلح إلا أنه فهمه ليس معقدًا بالمرة، فاختصار AM أو Active Matrix تعرفنا عليه بالفعل منذ قليل، أما كلمة OLED فهي إشارة إلى نوع آخر من شاشات الفيلم الرقيق أو Thin Film.

تشير كلمة OLED إلى مادة حيوية يمكن إضاءتها من خلال تمرير تيار كهربي بها، وعلى عكس LCD والتي تعتمد على إضاءة خلفية، فإن شاشات OLED تبقى مطفأة دائمًا حتي يتم تمرير التيار الكهربي في كل بيكسل فردي، يعني هذا أن هذا النوع من الشاشات يمكنه إنتاج لون أسود حقيقي، حيث ينتج اللون الأسود من البيكسل المطفأ، وهو ما يعني أيضًا توفير كبير في الطاقة في حالة عرض صورة تتضمن اللون الأسود أو الألوان الداكنة، ومع التطور المتمثل في شاشات AMOLED تستهلك الألوان الفاتحة طاقة أعلى من LCD، اما عن تكلفة إنتاج تلك الشاشات فهي أعلى من شاشات LCD.

لان البيكسل الأسود يعني أنه مطفأ في شاشة OLED فإن معدلات التباين عالية للغاية مقارنة بشاشات LCD، كما تمتاز شاشات AMOLED بمعدلات تحديث أعلى، ولكنها على الجانب الآخر أقل من حيث قوة الرؤية في الإضاءة المباشرة في الشمس في مقابل LCD ولأنها حيوية فإنها أكثر عرضة للتلف أو الاحتراق في ظروف معينة بالطبع، ومن بين مميزاتها أيضًا أنها أكثر نحافة وأكثر مرونة.

الفارق بين شاشات OLED وAMOLED وSuper AMOLED

عرفنا تعريف شاشات OLED وعرفنا أنها مكونة من شريحة نحيفة أبرز مميزاتها أنها تنتج إضاءتها بشكل داخلي دون الحاجة لإضاءة خلفية وهو ما يقلل من استهلاك الطاقة، ويشار إلى هذا النوع باسم AMOLED في الهواتف والتليفزيونات للتفرقة بينها وبين نوع P-OLED أو Passive Matrix OLED والمستخدم بصورة اقل في الهواتف.

أما Super AMOLED هو الاسم الذي أطلقته سامسونج على تطويرها لشاشات AMOLED والمستخدمة في هواتفها الرائدة، ويمتاز هذا النوع بمعدل حساسية لمس أفضل حيث تعتمد على شريحة لمس مدمجة لا مضافة أعلاها كما هو الحال في شاشات AMOLED العادية، كما تمتاز بقدرتها على التعامل مع ضوء الشمس المباشر بشكل أفضل مع تقليل استهلاك الطاقة أيضًا، ولهذا تعتبر شاشات Super AMOLED هل الأفضل حاليًا من بين مختلف الشاشات وهو ما ينطبق على ما تبعها من أنواع أخرى مبنية عليها مثل Fluid AMOLED أو Dynamic AMOLED.

تعرف على دليل اختيار التليفزيون المناسب لاحتياجاتك خطوة بخطوة

الجودة والدقة

القاعدة الأساسية في حساب الجودة أو الدقة هي أنه كلما زادت الرقم كلما كانت جودة الشاشة أفضل وأعلى، وترتبط دقة الشاشة بقطرها والذي يقاس بالبوصة مع الآخذ بالاعتبار الجودة نفسها وهو ما سنشرحه بعد قليل، أما الكثافة والتي يشار لها باختصار ppi أو البيكسل لكل بوصة فيعني كثافة البيكسل في كل بوصة أو عدد البيكسلات في كل بوصة من بوصات الشاشة، وبمعرفتك لجودة الشاشة وقطرها يمكنك حساب كثافتها، كما يمكنك حسابها من خلال تطبيق حساب كثافة الشاشات.

هناك العديد من أنواع الجودة والدة في الشاشات بشكل عام، ولكن الهواتف الذكية تبدأ من جودة HD إلى أعلى، ولهذا سنتعرف على الجودة والدقة بداية من هذه الجودة، كما يجب الانتباه أيضًا إلى مصطلح يعرف باسم nits والذي يشير إلى معدل السطوع في الشاشات حاليًا.

إقرأ أيضا

غروب  و إسكندرية .. ملامح تغيير في مشروع حمزة نمرة الغنائي

جدول الجودة والدقة

• جودة 720p تترجم إلى دقة 1280 × 720 بيكسل وتعرف بأسماء HD أو High Defination
• جودة 1080p تترجم إلى دقة 1920 × 1080 بيكسل وتعرف بأسماء Full HD، FHD أو HD High Definition
• جودة 2K تترجم إلى دقة 2560 × 1440 بيكسل وتعرف بأسماء 2K أو Quad HD أو QHD
• جودة 4K Ultra HD تترجم إلى دقة 3840 × 2160 وتعرف بأسماء 4K، Ultra HD أو 4K Ultra HD
• جودة True 4K تترجم إلى دقة 4096 × 2160 بيكسل وتعرف بأسماء 4K أو Cinema 4K او True 4K

نظرة عامة على الجودة والدقة

كما عرفنا منذ قليل إنه كلما زادت الجودة والدقة كلما كان الأمر أفضل على مستوى الرؤية وعلى مستوى عرض محتوى الفيديو والصور والألعاب، ولكنه أيضًا بما يتوافق مع قطر الشاشة، فلو شاشة الهاتف يبلغ قطرها 5 بوصات على سبيل المثال، قد تكون فيها جودة HD كافية، اما في حالة الشاشات الضخمة فستظهر عيوب جودة HD بشكل واضح، أما عن قياس الدقة فتعني عدد البيكسل طولًا وعرضًا وهو ما قد يختلف قليلًا باختلاف معدل الشاشة لا قياسها ولكنها في النهاية يشر إلى الجودة ذاتها.

هل ننصحك باختيار الجودة الأعلى إذًا؟ نعم، ولكن فقط في حالة الشاشات الكبيرة وفي حالة رغبتك في التمتع بمشاهدة أفلام وألعاب عالية الجودة، مع العلم أن الشاشات بجودة HD منتشرة في الهواتف الاقتصادية وعدد قليل من الهواتف المتوسطة، بينما جودة FHD منتشرة في الهواتف المتوسطة وفوق المتوسطة وبعد الهواتف الرائدة منخفضة السعر، أما جودة Ultra HD أو 4K فمنتشرة فقط في الهواتف الرائدة مرتفعة الثمن.

تعرف على دليل المبتدئين لكيفية احتراف التصوير بالموبايل

معدلات التحديث

بنهاية عام 2019 ظهر في عالم الهواتف الذكية ما يُعرف باسم معدل تحديث 90 هيرتز وهي التقنية التي بدأ بها هاتف OnePlus 7 Pro قبل أن تظهر في العديد من الهواتف وتتطور في هواتف أخرى إلى معدل تحديث 120 هيرتز والمنتشرة أكثر للهواتف المخصصة للألعاب، أما قبل هذا العصر فكانت مختلف الهواتف الذكية تعتمد على شاشات بمعدل تحديث 60 هيرتز، ولكن هل هناك فارق فعلي بين هذه المعدلات، نعم بكل تأكيد.

معدل التحديث يعني عدد المرات التي تقوم فيها الشاشة بتحديث بياناتها في الثانية الواحدة وهو ما ينطبق على مختلف أنواع الشاشات وتحديدًا في شاشات التليفزيون في البداية، ففي حالة الشاشة بمعدل تحديث 60 هيرتز تقوم الشاشة بتحديث بياناتها 60 مرة في الثانية الواحدة، وفي حالة معدل تحديث 90 هيرتز يرتفع الرقم إلى 90 مرة في الثانية الواحدة وهكذا، ويعني هذا أنه كلما ارتفع معدل التحديث كلما كانت الشاشة أكثر مرونة ونعومة في التعامل مع الحركات السريعة وهو ما يعني تقليل ضبابية الحركة، هو الأمر المثالي للهواتف المخصصة للألعاب بشكل خاص وللمستخدمين الذين اعتادوا التمرير السريع في القوائم أو منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

العيب الرئيسي في ارتفاع معدلات التحديث في الشاشات هو استهلاكها لمزيد من الطاقة، فكلما ارتفعت معدلات التحديث كلما ارتفعت معدلات استهلاك البطارية، لذا في حالة شرائك لهاتف بمعدل تحديث شاشة عالي يجب عليك النظر أولًا إلى سعة البطارية وقدراتها وسرعة الشحن أيضًا وهو ما سنتعرف عليه بالتفصيل في الحلقة الخاصة بالحديث عن بطاريات الهواتف الذكية.

في الحلقة المقبلة من هذا الدليل المتكامل نتوغل أكثر إلى داخل الهواتف الذكية حيث سنتعرف على المكونات الداخلية المسؤولة عن الأداء وتحديدًا المعالجات المركزية والذاكرة العشوائية.