546 مشاهدة
دولا مين ودولا مين ؟ “عن طائفية العالم الافتراضي والنور القادم من العتمة”
منذ فترة تلازمني حالة من الاستياء والغضب تسببت فيها العالم الافتراضي عن طريق بعض الصفحات على الفيس بوك لتعمدها نشر البوستات التي تثير الثرثرة والتنازع بين الاخوة المسيحين والمسلمين في التعليقات، اثناء متابعتي للمشاجرات التي تبدأ بين الطرفين أشعر بغصة وغضب، هل تلك المشاحنات والضغينة حقيقية؟!
اقرأ أيضًا
عليكم اتخاذ القرار الآن.. احزموا امتعتكم واهربوا من الفيسبوك
كنت أتصور أن العالم الافتراضي هو نسخة مصغرة من العالم الواقعي في مثل هذه القضايا فشخوص العالمين (الواقعي/الافتراضي) واحدا، لكن زال هذا التصور داخل أتوبيس رقم 31 المنطلق من ميدان العباسية إلى منطقة الدراسة، قطع تفكيري صوت شاب ثلاثيني لفت نظري رسمة الصليب الواضحة على معصم يده، يسأل الركاب عن فكة مائة جنيه ليدفع ثمن التذكرة للسائق.
قاطعه صوت رجل جالس خلفي”لو سمحت وصل الخمسة جنية دي للسواق وحسابك وصل” شكره الشاب وأصر أن يدفع له الأجرة لكن الرجل رفض وقاله” يا حبيبي بسيطة أنت زي أبني كل سنة وانت طيب، مفيش بينا الكلام دا”.
انتابني الفضول لأرى ذلك الرجل فتلفت خلفي وجدته رجل ستيني ذو لحية طويلة ترتسم على وجهه عدد السنوات التي عاشها، تحركت بتلقائية وجلست بجواره، شكرته من داخل قلبي لأنه بدد ذلك الحزن الذي بداخلي.
أثناء حديثي معه حكيت له ما يحدث على السوشيال ميديا من مشاحنات، حزن وقال لي “كل دا مخلفات التشدد لكن يا بنتي إحنا منعرفش الكلام دا ولا تربينا عليه طول عمرنا من أول ما وعيت عنينا على الدنيا واحنا بنقول أخواتنا، جاري، صديقي، الفرح و الحزن بيتقسم بينا لكن عمرنا ما دخل بينا إلي بتحكيه دا، لان فطرتنا مش كده”.
نزل الرجل إلى وجهته التي يقصدها وبقيت أنا متساءلة، أحقًا لا زالت الدنيا بخير ؟ أحقًا هناك وسط العتمة نور ؟.
ما رأيته من الموقف الذي بدد حزني وضجري أشعل فتيل الأمل في داخلي، فكأن السوشيال ميديا في وادي والحقيقة على أرض الواقع في وادٍ آخر.
على السوشيال ميديا ينحرون بعضهم بعضًا، لكن في الواقع رغم قتامته هناك بعض التصرفات تعزز الإيمان بأننا لا زلنا كمصريين بيننا روح المودة والتآلف والترابط، وبيننا وحدة تجمعنا في الحياة والمصير والآمال والآلام.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
