شعب “دونت ميكس” بطبعه
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
“دونت ميكس” مش مجرد مصطلح بقى تريند كام يوم، إنما ينفع يكون عنوان لعيشيتنا.. كل حواراتنا وحواديتنا.. تصرفتنا واختياراتنا.. حتى الأمثال اللي بنقولها، بلا أدنى مبالغة إحنا شعب دونت ميكس في نفسه.
المجتمع المصري في تركيبته قايم على تناقضات فكرية وسلوكية كتيرة قوي، والموضوع مش خفي.. بالعكس سهل جدًا ملاحظة ده إن كان في أفعال معتادة أو أقوال شايعة، والتناقض ده قديم مش جديد علينا.. بالعكس ده قديم جدًا وراسخ لدرجة إن من السهل رصده في الأمثال الشعبية.
هاحاول أني أقفش حالة الدونت ميكس اللي إحنا غارزين فيها دي وأحطها ع الورق، يمكن لما نقراها بشكل واضح كده نلاقي حل أو نتعالج أو على أقل تقدير ناخد بالنا أننا مش ناس عادية زي ما متصورين.. ونستوعب إن إحنا ناس “دونت ميكس”.
عندنا أغاني كتير قوي كلامها حزين ومزيكتها أخر فرفشة.. وفي الأفراح والرحلات بنردد الكلام وإحنا متأثرين قوي.. بس وإحنا بنرقص ع المزيكا وعاملين قلق وحاجة كده أخر بهججة.
بنقول أن “الغايب حِّجّتُه معاه” و”كل تأخيرة وفيها خيرة”.. بس بعد دقيقة واحدة نقول “خير البر عاجله”، مصدقين أن “النار مابتحرقش مؤمن” وعلى يقين تام أن “المؤمن دايًما مَنصاب”، مقتنعين أن الستات كلهم شمال.. وعادي مؤمنين أن “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
إحنا اللي بنعطل المرور قدام محلات الخمرة وبنحجز الهاش من قبلها بيومين، وبعد سهرة الوقفة اللي كلها مليطة بنكون ماليين الساحات عشان نصلي العيد.. وبعدها بكام ساعة بتنطلق حفلات التحرش الجماعي.
نقول “الحلال مابيضعش”.. بس اللي يلاقي حاجة واقعة بيقفشها ويخلع هوا، عارفين أن مافيش أقوى من الكورة الأوربية.. ونسيب الريال وبرشلونة ونتفرج ع الأهلي والزمالك، أجدع ناس تدافع عن حقوق الأقليات في العالم كله.. وبينا وبين بعض نعنصر على أي حد مسرح شعره بطريقة مختلفة.
باختصار إحنا شعب “دونت مكس” بطبعه.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال