دونًا عن أوروبا .. لماذا تتبنى الدول العربية إنتاج الهيدورجين الأخضر؟
اتجهت العديد من الدول العربية خلال الآونة الأخيرة إلى ملف إنتاج الهيدروجين الأخضر مستغلية ما تمتلكه من موارد طبيعية رخيصة من طاقة شمس وطاقة رياح، من أجل أن تصبح رائدة في هذا المجال لتصدر إلى الدول الأوروبية خاصة في ظل حاجاتها إليه بدلا من الغاز تزامنًا مع الأوضاع غير المستقرة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، ما زاد التوقعات بزيادة الطلب الأوروبي على استيراد الهيدروجين من الشرق الأوسط بما لا يقل عن 10 ملايين طن بحلول عام 2030.
وفقًا للدراسة الحديثة التي أصدرها المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، فإن الدول العربية التي تتسابق لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتطمح في تصديره هي مصر والسعودية والإمارات والمغرب وعمان والعراق والجزائر وقطر وموريتانيَا.
وأيضًا وفقًا لتقرير صادر عن شركة ديلويت للاستشارات، فإن دول شرق إفريقيَا ستكون مصدر رئيسي للهيدروجين الأخضر محققة أرباح تتخطى الـ 100 مليار دولار بحلول 2050.
استراتيجية وطنية مصرية
في منتصف العام 2021 أعد الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” اسراتيجة وطنية من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق تحديث استراتيجية الطاقة 2035 بحيث تشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر لها، لا سيما بعد اتجاه الأنظار من قبل المستثمرين للاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في مصر باعتبارها بوابة إفريقيَا نحو أوروبا.
وفي شهر أكتوبر من نفس العام، افتتحت مصر أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة العين السخنة، بعدما وقعت اتفاقية بين صندوق مصر السيادي وتحالف سكاتك النرويجية، وشركة فيرتيجلوب المملوكة لشركتي أرواسكوم الهولندية وأدنوك الإماراتية، لتوليد كميات من الهيدروجين الأخضر تبلغ من 50 إلى 100 ميجاوات، والتي سيتم استخدامها في توليد الأمونيا الخضراء.
وفي بداية العام 2022 وضعت مصر ملف إنتاج الهيدروجين الأخضر على رأس أولوياتها، لتوقع العديد من الشركات العالمية، الأمر الذي أكده المهندس حسين النويس، رئيس إحدى الشركات الإماراتية العاملة في مجال الطاقة الجديد والمتجددة أن مصر أصبحت من أكثر الدول الجاذبة للاستثمار في شتى المجاﻻت خاصة فى مجال توليد الكهرباء من الطاقات النظيفة سواء من الشمس أو الرياح.
وعلى هامش مؤتمر المناخ الذي عقد في شهر نوفمبر الماضي في شرم الشيخ، ابرام 9 اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بحجم استثمارات وصلت إلى 85 مليار دولار بقدرة تصل إلى 47 ألف ميجا وات فى عام 2026.
كما وقعت مصر على مذكرة تفاهم مع المملكة السعودية للتعاون بينهم في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
أكبر مشروع هيدروجين أخصر في العالم
أوضحت التقارير أن المملكة العربية السعودية تنفيذ أكبر مشروع هيدروجين أخضر في العالم، في مدينة نيوم شمال غرب المملكة، حيث تستهدف تنفيذ خطة طموح لتصدير الوقود النظيف في غضون 3 سنوات أي بحلول 2026.
ومن المتوقع أن تشحن الهيدروجين الأخضر من السعودية على شكل أمونيا، وهو أسهل في النقل من الهيدروجين بشكل غازي، حيث تستهدف المشروع السعودي إنتاج ما يقرب من 650 طنا من الهيدروجين الأخضر يوميًا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وفي شهر نوفمبر الماضي وقعت شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو) وشركات أخرى مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي من أجل بناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في السعودية.
على أن يقام المصنع الذي على مساحة 370 الف مترا مربعًا في مدينة ينبع بالسعودية ومن المقرر الانتهاء منه خلال من خمس لسبع سنوات وسيجري تشغيله مدة 20 عامًا، من المتوقع أن ينتج 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا سنويَا وتبلغ قيمته حوالي 6.5 مليار دولار.
ثورة الهيدروجين الأخضر
كما تمتلك الجزائر قدرات هامة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره نحو الخارج خاصة في ظل الاهتمام العالمي بهذه الطاقة النظيفة، وتُعد من أولى الدول في العالم التي بادرت للاستفادة من خطوط الغاز الطبيعي من أجل تصدير الهيدروجين للخارج.
ومؤخرًا أطلقت الجزائر مشروع تحت عنوان “ثورة الهيدروجين الأخضر” على غرار العديد من الدول.
محطة الوسطى الأضخم عالميًا
أما سلطنة عمان فعملت على الانتهاء من بناء مشروع محطة “الوسطى” بسعة 25 جيجا وات، وهو الأضخم عالميًا من حيث القدرة التخزينية، ليدخل حيز التشغيل عام 2038.
كما تعتبر المغرب من بين الدول التي تسعي للتخلص من الوقود الأحفوري والتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث تهدف إلى رفع اعتماده على الطاقات المتجددة إلى 52 ٪ بحلول عام 2030.