إلى لجنة تحكيم “ذا فويس كيدز” .. أنتم السبب في ظهور حمو بيكا الجديد
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
(1)
قبلها بساعات
من قرية بسيطة، كانت هايدي محمد تجلس أمام التليفزيون أو الموبايل يوميًا لتشاهد ذا فويس كيدز وتسمع نجومًا مثل نانسي عجرم، أو عاصي الحلّاني، أو محمد حماقي .. نجومًا أقنعوها وأقنعونا طوال الوقت بأنهم كيف حفروا أسمائهم بالدم والحفر في الصخر، بالشقاء والعناء وطولة البال والتمسك بالحلم وكل هذه الكلام الذي صدقته هايدي وأصدقائها ومن ورائها كثيرين .. فدار بعقلها أن تصبح مثل هؤلاء، فذهبت إليهم .. ولكن …
(2)
بعدها بساعات
بعدما ذبحوها فنيًا في ذا فويس كيدز .. ترى ما نوع الحوار الذي دار بينهم، ماذا قالت نانسي لحماقي وما التعليق الذي اشترك به عاصي الحلاني .. هل قالوا : إننا ظلمنا هذا الصوت العبقري؟ هل قالوا إننا قمنا بذبح طفلة وكسر خاطرها وموهبتها ؟ هل قالوا أننا لم نصنع من أنفسنا جسورًا لمرور المواهب الجديدة لتفعيل دورنا الأساسي في المجتمعات بعد أن صنعتنا هذه الطفلة وأصدقائها نجومًا ؟ هل قالوا أن هذه الطفلة سوف تفقد الأمل منذ هذا اليوم وستتخلى عن موهبتها، ليمتلئ مكانها بأمثال حمو بيكا وشاكوش ؟ أم قالوا بأننا يجب أن نحضر ماذا سنقول للإعلام عن أسباب استبعادها ؟ أم قالوا بأننا يجب أن نعتذر على ما حدث .. لكن الإعتذار يحصرنا بين موقفين : إما نحن لسنا نجومًا بالقدر الكافي للحكم على الأصوات ، أو نحن قد استبعدنا هذه الطفلة بفعل فاعل ، فتزيد من حولنا الشكوك ؟! .
اقرأ أيضًا
لأن صوتها أفضل من اللجنة..“الهمة” ينتج أغنية لهايدي بطلة The Voice Kids
كل الكلام بالتأكيد قد قيل، لكن أسوأ شئ في تقديري أن الثلاثي من النجوم لعب في رفضهم على الذوق الموسيقي المتردي للجمهور في وقتنا الحالي، ففاجئهم الجمهور بوعي موسيقي مستيقظ، وخوف على الطفلة من الإحباط، كما سارع الجميع بتتطييب خاطرها، وتوج هذا إنتاج شركة “الميزان” لها بأغنية جديدة، ليثبت الجمهور بشكل قاطع أن لا نجم غيره.
(3)
فلاش باك
وقفت هايدي أمام المايك، كثيرين من ينتظروها بعد أن قطعت أميال وهي التي لم تتخيل في حياتها أن تخرج من قريتها إلا ساعات التدريب على الغناء ، زارتها صور أصدقائها الذين انتظروها كثيرًا أمام الشاشات ، ووعود من الأهل أن وفشخرة مستحبة ، وكلمات تطرأ على أذنيها مثل “النجمة” راحت ، والنجمة جات” … تعرّقت قليلًا قبل أن تسمع إشارة البدء three .. tow .. one .. ثم عزفت بصوت انسيابي أغنية يعرف الموسيقيين أنها شديدة الصعوبة ، ولا يقرر أن يغنيها إلا مطرب متمكن من صوته جيدًا ، وقالت:
هذه ليلتي وحل حياتي .. بين ماض من الزمان وآت.
فصفق الجمهور وتوقع أن ثلاثي (النجوم) سوف يدير الكراسي في الثانية الأولى، لكن أن الثلاثي يبدو أنهم قد اجتمعوا على عدم الاستجابة .. قام أحدهم بافتعال بعض الحركات التي تعطي شعورًا بأنه مبهورًا ومنسجمًا، لكنه أيضًا لم يستجيب .. استمرت الطفلة في عزف الصوت الساحر واستمر الجمهور بالإنبهار ، لكن أحدًا لم يستجيب ولم يكن ليستجيب لو أن فيروز وأم كلثوم بنفسها تقف أمام المايك ! … فتحطمت الموهبة في أعين نفسها وخرج أحدهم مفتعلًا حركة باردة معتذرًا لها !
(4)
الحقيقة
في تصريح مهم له بجريدة اليوم السابع، قال الموسيقار حلمي بكر : أن ثلاثي النجوم، ليس لهم قيمة في نتائج الفرز، وأن النتائج تأتي مسبقًا من إدارات البرامج … وهو التصريح الذي يجعل النجوم أمام ثلاث حلول، وهي :
1- إما أن تعلنون ضعف قدراتكم في تصنيف المواهب
2- أو تعلنون صحة كلام حلمي بكر وتلعبون على ضعف ذاكرة الجمهور فيما بعد
3- أو تعلنوها صريحة قبل كل برنامج “النتيجة محسومة لكننا نقضي وقتًا لطيفًا” وفي تقديري هذا أفضل حل للجميع !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال