رأي أولاد الأدباء في آباءهم “بنت طه حسين تنتقده ونجلة المنفلوطي ترفض المجاملة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
زخرت كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) خلال الأربعينيات بعددٍ من أولاد الأدباء المشهورين، حيث درسوا أصول النقد وأساليبه وأعمال الأدباء ومؤلفاتهم في مختلف العصور.
لم يكن أولاد الأدباء في شهرة آباءهم لكن كانت الصحافة تهتم بهم من باب التعرف على مدى تأثير الأب في الأسرة ورأي الأنجال في إرثه الأدبي.
زينب مصطفى صادق الرافعي: نصحني باجتناب المظاهر
زينب مصطفى صادق الرافعي كشفت عن أن والدها في أواخر أيامه كان مصابًا بالصمم، لكنها أوضحت أنه شارك في كل أحاديث أسرته أواخر أيامه ولم ينعزل عنهم.
قالت نجلة مصطفى صادق الرافعي «كان أبي ملهمًا لا في أدبه فقط بل في كل نواحي حياته الأخرى، وقد تنبأ بدنو وفاته وهو سليم معافى، فصحت نبوءته، وكثيرًا ما كان يشترك في أحاديثنا العائلية كأنما يسمعها برغم الصمم الذي كان يشكوه».
وعن إرثه الأدبي قالت زينب «أما أدبه فهو ثمرة الموهبة النادرة مع البحث المنظم المتواصل والاطلاع الغزير وعنه ورثت الصبر والجلد والشغف بالأدب القديم الرصين وما تزال نصيحته لي باجتناب المظاهر والعمل لذات العمل ترن في سمعي فأعمل بها مطمئنة راضية البال».
أمينة ومؤنس طه حسين .. البنت تنتقد والإبن يكشف عن موقفه
تلقى الأخوين أمينة ومؤنس طه حسين دروسهما الثانوية بمدارس “الليسيه فرانسيه” فأتقنا اللغة الفرنسية إتقانًا تامًا يسر لهما سبيل التفوق في قسم اللغات القديمة بالجامعة حيث درسان، واعتنا بهما والدهما في تعليمهما دروس اللغة العربية.
اقرأ أيضًا
كان مع الله.. اللحظات الأخيرة في حياة طه حسين
في حديقة منزل طه حسين جلست نجلته أمينة الطالبة بالسنة النهائية بقسم اللغات القديمة في الجامعة، وعن يمينها شقيقها مؤنس الطالب بالسنة الثانية في القسم المذكور يتعاونان على درس إحدى اللغات القديمة، ثم أجابا على سؤال الصحف.
قالت أمينة «لست أخفي أنني لم أقرأ كتب والدي كلها، فما كنت لأستطيع مع اشتغالي بالدرس في قسم اللغات القديمة الذي هو أصعب أقسام كلية الآداب، ولكني أستطيع أن أزعم أن كتابه الأيام من أحسن الكتب وأمتعها وإن كان بالجزء الثاني منه لم ينل من إعجابي إلا بمقدار جزء يسير جدًا من إعجابي بالجزء الأول، بل تستطيع أن تذكر بصراحة أن هذ الجزء الثاني من الأيام لم يعجبني وقد تعجب لهذا الرأي تبديه فتاة في كتاب لوالدها، نال حظًا عظيمًا من الرواج ولكنه رأئيي الصريح وما كنت لأكتمه مهما تكن الدواعي إلى الكتمان».
أما مؤنس طه حسين اكتفى من إبداء رأيه في مؤلفات والده بأن قال «إن كتب البيه ـ يقصد والده بعدما نال البهوية ـ، كلها ثمينة جدًا ولا شك ولكني لم أقرأها كما أحب حتى الآن لإنصرافي إلى دراسة آداب اللغات الأخرى غير العربية، وسيأتي قريبًا ذلك اليوم الذي أستطيع فيه إرضاء رغبتي الشديدة في قراءتها ودرسها وحينئذ أحكم عليها حكما يطمئن إليه ضميري».
نجلي مصطفى لطفي المنفلوطي بين الإشادة بالنضج والتدين
كانت زينب بنت مصطفى لطفي المنفلوطي الطالبة بقسم الفلسفة في كلية الآداب، وشقيقها حسن الطالب بالسنة النهائية بقسم اللغة الإنجليزية في الكلية، فكان رأيهما ضمن آراء أولاد الأدباء في آباءهم عذبًا في إرث والدهما.
قالت زينب المنفلوطي وهي تشيد بكتابه «النظرات» «كانت أعم صور الأدب في حياة المرحوم والدي وفي مقالاته هي النظرات فبها طلاوة وبهاء وجمال أسلوب قلما تتوافر في مقالات غيره من الكتاب ولا عجب فقد كان يتوخى الصدق في التعبير ويتأنق في اختيار ألفاظه ومعانيه في غير تكلف، جامعًا بين رصانة القديم ورقة الحديث فضلا عما يجده قراؤه في كتاباته موسيقى عذبة ترتاح لها الأسماع والنفوس».
وأشادت زينب بكتاب آخر هو الفضيلة إذ قالت عنه «تجلت قوة أسلوبه في كتابه الفضيلة آخر ما كتب إذ كان قد وصل إلى نضوجه الأدبي، كما كان قد بدأ يصل إلى نضوجه الذهني وهذا ملحوظ في مقالاته الأخيرة النظرات، ولكن لم يسمح له الوقت بأكثر مما سمح فانتقل مبكرا إلى رحمة الله».
أما حسن مصطفى لطفي المنفلوطي فقال «إن الأثر الذي تركه أبي باعتباره أديبًا فنانا أقوى من أثره باعتباره مفكرًا أو لغويًا فهو لم يكن يعني بالتعمق في دراسة النفس ولا بأن يكون تفكيره منطقيًا كتفكير العلماء، ولكنه كان أديبًا موهوبًا لا يكتب إلا متى شاء، متأثرًا بإحساسه القاهري الرقيق، وإجلاله للتقاليد الإسلامية وتمكنه من اللغة العربية وما نقل إليها من آداب اللغة الفرنسية وقد عرف كيف يعبر عن هذا المزيج أصدق تعبير».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال