رب شعبان هو رب رمضان .. بهجة الشهر غائبة عن المصريين بسبب كورونا

نحن في شعبان وأيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان الذي لا تخلو الأيام التي تسبقه في كل عام من صخب احتفالات واستعدادات المصريين في الأسواق لشراء الياميش والخشاف والعصائر  والفوانيس ثم يأتي الشهر ليمارسوا طقوسهم التي تعودوا عليها من بداية موائد الرحمن والعزائم إلى الخروج لصلاة التراويح في المساجد وتجمعات السحور وهذا العام يشهد المصريين أكبر أزمة في التاريخ الحديث تهدد احتفالاتهم ذات الطابع الخاص في رمضان وربما تستمر إلى عيد الفطر وهو تفشى فيروس كورونا  المستجد الذى أصاب أكثر من مليون شخصًا وقاربت أعداد الوفيات لـ60 ألفًا حول العالم.

رب شعبان هو رب رمضان

“رب شعبان هو رب رمضان” مقولة ألمح بها وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة ربما تعبر عن منع الظروف الحالية المصريين من الطقوس الرمضانية المتوارثة والمتعارف عليها والتي تتميز عن أي مكان في العالم فضلًا عن ما ألمحت به الوزارة بأن زوال العلة سيكون من خلال عدم تسجيل أي حالات إيجابية جديدة مصابة بفيروس كوفيد ـ19 الذي تشهد مصر إرتفاعًا في عدد الإصابات به الأيام الحالية ومن الصعب عودة الحياة إلى طبيعتها خاصة بعد تحذيرات وزارة الصحة المشددة بأن التجمعات تشكل خطرًا في انتشار العدوى بالفيروس التاجي بشكل واسع قبل وبعد أن تدلو  وزارة الأوقاف بدلوها بأن الساجد قبل المساجد وأن الحفاظ على النفس البشرية من أهم المقاصد العامة للشريعة الإسلامية.

ساحات المساجد في مصر خالية

للمرّة الأولى في التاريخ الحديث تخلو ساحات المساجد في مصر بالكامل من المصلّين وتعلق الشعائر الدينية والصلاة إلى أجل غير مسمّى وربما لم نشهد في مصر صلاة العيد أيضًا إذا استمر  الوضع على ما هو عليه وهو أمر غير معتاد في جميع الدول فيما يخص الشعائر الدينية الاسلامية و أبرزها المملكة العربية  السعودية التي دعت  دول العالم إلى التريث قبل القيام بأي خطط للحج حتى تتضح الرؤية بشأن وباء كورونا وطالبت الراغبين بالحج تأجيل حجوزاتهم لموسم الحج المقبل في الوقت الراهن.

العتبات المقدسة في العراق وإيران

وشهدت  الزيارات إلى العتبات المقدسة في العراق وإيران في شعبان توقفًا بسبب الفيروس الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحة  سيتأثر بها قطاع السياحة الدينية ويتكبد خسائر كبيرة كما أن إجراءات العزل لم تؤثر على شعائر المسلمين فقط ففترة الصوم الكبير لدى الكاثوليك المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي خلال شهر مارس المنصرم تأثرت بشكل كبير أيضًا.

أحكام الطاعون

غير أن هناك آراء قد تتشابه مع أحكام الطاعون ففي فتوى حول تأثّر الشعائر الاسلامية  بجائحة  كورونا استشهد  الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محي الدين  بحديث صحيح مسلم الذي يشير إلى تحريم دخول الأرض التي يحلّ بها الطاعون أو الخروج منها  ومن المتوقع  أن تقتصر موائد الإفطار على الأسرة فقط من دون اختلاط بالأقارب وعمل العزائم المتعارف كما أنّ مشاهد موائد الرحمة الشائعة في العديد من البلدان العربية وعلى رأسهم مصر لإطعام الفقراء والمحتاجين والمسافرين ستواجه المصير ذاته الذي تواجهه الشعائر الدينية في المساجد.

اقرأ ايضا

شخصيات تاريخية كررت إهمال مدير معهد الأورام “أحدهم وراء موت 61 ألف مصري“