رجاءًا عبد الله رشدي إخرس.. ربما كان الصمت أفضل لك

أعتذر عن كتابة مقدمة لهذا المقال الكافي الوافي الذي كتبه الزميل وسيم عفيفي عن المدعو عبد الله رشدي ورده على انتماء الأخ العربي الإسلامي نازعًا عن مصر فرعونيتها وقبطيتها وتاريخ يمتد لأكثر من ٥٠٠٠ عام بعيدًا عن جهل الأخ أبو عضلات الذي قرر بعد عرض مصري عظيم في موكب المومياوات أن ينفث عن سمومه باعتبار سيادته عربي إسلامي فقط وكذلك بلده مصر.

في الحقيقة عبدالله رشدي أنت لا تشرف بلدًا بانتمائك لها ويسعدنا أن تتخلى عن جنسيتك المصرية الفرعونية القبطية الإسلامية لأن مثلك المتخصصون في أحكام المرأة والفرج والطلاق والدبر لا يمثلون سوى بقايا المتخلفين الذين نحلم بالتلخص منهم.

شكرًا وسيم عفيفي وسحقًا لعبد الله رشدي

أسامة الشاذلي

يمسك عبدالله رشدي بلواء تراث علماء المسلمين مع هاشتاج الأزهر قادم في كل شاردة وواردة تحدث داخل مصر بعدما تتكون في جنين الترند، وكان آخر صولاته مشاركته في حفل المومياوات الملكية .

ما قاله عبدالله رشدي

كتب عبدالله رشدي «فرحانين بحضارة 7 آلاف سنة .. فرحانين بعراقة تاريخنا .. بس دا مش هيغير من هويتنا شيء، هويتنا العربية .. هويتنا الإسلامية .. فأنا فخور بوطني .. فخور بعراقة تاريخي .. مستمسك بعروبتي وإسلامي .. يعني لن نترك تاريخنا بلا عناية ولننا لن ننفصل عن هويتنا بحالٍ من الأول وإذا غضب بعضهم فمعلش .. هي مصر العربية الإسلامية .. هذه هويتنا .. شاء من شاء وأبى من أبى».

الرد على عبدالله رشدي

من المستحيل أن يتم الاعتماد على كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية في الرد على عبدالله رشدي، فميلاد حنا (بالنسبة له) سيكون ليس حجة، كذلك من المستحيل أن نتكلم عن مصر وحضارتها لأنه (صايع صياغة) ألمح للعراقة لكنه وضع (التاتش الخاص) في غير محله.

اقرأ أيضًا 
“القائمة كاملة” أسماء فنانين حفل المومياوات الملكية موسيقيًا وأثريًا

لكن نرد على عبدالله رشدي بمدرسة عبدالله رشدي لنكشف زيف متاجرته بالترند، والمدرسة التي (أزعم) أن عبدالله رشدي يتبناها هي مدرسة العقل والنقل.

نبدأ أولاً بالرد النقلي من تراث علماء المسلمين، فعبدالله رشدي الذي يرفع لواء تراث علماء المسلمين والذي نشر في 9 فبراير 2018 فيديو من فيلم أجنبي عن الحضارة الإسلامية (التي لا يعترف بها التنويريين ـ حسب رؤيته ـ في عيون الغرب)، لا يعرف أن علماء المسلمين والعرب اهتموا بتاريخ مصر القديمة ولم يخافوا أن يتركوا المسجد ويذهبوا للمعبد القديم ليؤدوا العبادة لرع.

ترضى عبدالله رشدي عن سادته آل عثمان أثناء عرض مسلسل ممالك النار، ولا يعرف أن سادته آل عثمان أخذوا مخطوطات عربية بها جداول فيها ترجمه عربية لـ 10 علامات هيروغليفية.

لا يعرف عبدالله رشدي أن أوروبا في القرون الوسطى كانت تعتبر أن اللغة المصرية القديمة مجرد رسومات لرموز سحرية، وفي نفس ذات التوقيت كان علماء المسلمين يعملوا على شرح الكتابة الهيروغليفية ووضع المبادئ الأساسية لها صوتيًا ومعنىً.

أبرز هؤلاء العلماء المسلمين من العرب هو أحمد بن أبي بكر بن وحشية العراقي وهو من مواليد القرن التاسع الميلادي ووضع كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام وقد اهتم علماء أوروبا بهذا الكتاب فترجموه سنة 1806 إلى الإنجليزية، يعني قبل عمل شامبليون على حجر رشيد، وبالتأمل في كتاب بن وحشية فالعالم المسلم لم يعتبر اللغة الهيروغليفية رسومات كما كان يعتقد مستشرقين الغرب وإنما قال أنها كلمات.

وتتسع قائمة علماء المسلمين الذين اهتموا بالتاريخ المصري القديم فكان منهم ابن فاتك والذي عاش في القرن العاشر الميلادي ودرس مخطوطة كليمنت السكندري في اللغة الهيراطيقية والهيروغليفية والديموطيقية.

إقرأ أيضا

خالد ونور وولده نور خالد….نهاية جيدة رغم البداية السيئة

كذلك جابر بن حيان الذي وضع كتاب كشف الرموز، ومنهم أيوب بن مسلمة الذي صحب الخليفة المأمون في القرن الثامن واهتم بالنقوش اليونانية والسريانية ووضع كتاب اسمه أقلام المتقدمين.

كذلك ذو النون المصري الإخميمي وهو رمز صوفي كبير عاش في القرن السابع الميلادي ووضع كتاب بعنوان حل الرموز وبرأ الأرقام في كشف أصول اللغات والأقلام، وكتب 300 كتابة قديمة من الهيروغليفية والديموطيقية والقبطية وسبق المستشرق لاينير في معرفة القيمة الصوتية للحروف.

كذلك هناك أبو القاسم العراقي المصري الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي ووضع كتاب الأقاليم السبعة، وفيه لوحات لنقوش ورسومات مصرية قديمة وأيقونات قبطية ورسم جدول للحروف الهيروغليفية وترجم لوحة تعود لعهد الملك أمنمحات الثاني من الأسرة الثانية عشر.

معلومة أخرى لـ عبدالله رشدي في يوم 15 نوفمبر 1902 م حضر حفل افتتاح المتحف المصري (لما كان اسمه متحف الآثار المصرية) شيخ الأزهر سليم البشري ومفتي الديار المصرية محمد عبده، والأخير ربما ستكون عليه ملاحظات بالنسبة لرشدي، لكن لو أنك تعرف تاريخ الأزهر الذي تقول عنه  أنه قادم ستعرف أن الشيخ سليم البشري معروف بأنه كان لا يتهاون مع أي شيء يمس هوية مصر الإسلامية بدليل معارضته للخديوي واللورد كرومر في مسائل التعليم والقضاء الشرعي.

أما الرد العقلي في مسألة هوية مصر لا تستحق عناء الرد أصلاً لكن نطرح 3 أسئلة
ـ هل جاء أحد وأعلن أن المصريين سيكونوا على عقيدة إخناتون في التوحيد ؟
– هل جاء أحد واقترح أن تكون المادة الثانية من الدستور هي أن نصوص الأهرام المصدر الرئيسي للتشريع ؟
– هل حدثت فتنة دينية أو عقائدية في دين الناس من الحفل حتى يقول عبدالله رشدي ما قاله ؟.
إجابة الأسئلة الثلاثة: لا .. لكن عبدالله رشدي عاشق ترند

سيقول: كل الناس على الفيس بوك يتكلمون عن الحضارة المصرية القديمة وكأن مصر هويتها فرعونية، ناسين أن هويتنا عربية إسلامية من 1300 سنة.

والرد على هذا اللغط عقلاً: حفل المومياوات الملكية انتهى عند متحف الحضارة في الفسطاط ومن مكونات متحف الحضارة في الفسطاط آثار تنتمي للعصور الإسلامية بشتى أنواعها.