رجاء بلمليح .. شهاب ولد في المغرب وسطع في القاهرة وغاب فجأة
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في بداية الثمانينات وقفت فتاة شابة على خشبة مسرح بالمغرب لتشارك في مسابقة غنائية كان اسمها “أضواء المدينة” أطلقها المنتج المغربي حميد العلوي، وقفت الفتاة الشابة لتغني وتكسب حب وإعجاب الجمهور ولجنة التحكيم لتنتهي المسابقة باسم الفائز الأول والذي في حالتنا تلك كان فائزة وكان اسمها رجاء بلمليح.
في مدينة الرباط المغربية وفي يوم 22 أبريل عام 1962، ولدت رجاء بلمليح بعدها بما يقرب من عشرون عاما بدأت مسيرتها الغنائية الاحترافية في المغرب، حيث فازت بالمركز الأول بمسابقة “أضواء المدينة” لتطلق بعدها أول ألبوماتها بعنوان “يا جار وادينا” الذي أطلقته عام 1987.
بعدها بعام واحد كانت رجاء بلمليح في مهرجان الأغنية العربية ببغداد وهناك قابلها حميد الشاعري الليبي الأصل الذي أحدث ثورة في الموسيقى الغنائية المصرية، ليعرض عليها أن تنتقل للقاهرة حيث البناء الحقيقي لأي فنان وقتها، تستمع رجاء للعرض ولكنها لم تنفذه في حينه بل في النصف الأول من التسعينات حينما تعطلت مسيرة الأغنية المغربية قليلا قررت رجاء أن تنتقل إلى مصر وتقبل دعوة الشاعري.
في عام 1994 تطلق رجاء بالمليح أول ألبومها في مصر وهو رجاء بلمليح 1994، فيه إعادة تقديم عدد من الأغاني التي قدمتها في المغرب مع بعض الأغنيات الجديدة مثل صبري عليك طال وحبك قمر، لتنجح أغنية صبري عليك طال نجاحا كبيرا لم يتوقعه أحد وتصبح رجاء بلمليح أحد الأصوات المطلوبة في سوق الكاسيت المصري.
لتصدر بعد ذلك ألبومي اعتراف ويا غايب، وفي منتصف الرحلة تتعرف على المنتج المصري محمد شرف الدين ليتزوجها وتنجب منه ابنها عمر، ولظروف عمله تضطر رجاء للرحيل عن مصر والاستقرار في الإمارات والتوقف عن الغناء لمراعاة أسرتها الصغيرة، وفي عام 2003 أنجبت ابنها عمر، ومعه اكتشفت أصابتها بمرض سرطان الثدي.
رجاء بلمليح قاومت مرض السرطان رغم أن الأطباء قالوا إن حالتها متأخرة وميؤوس منها، قاومت بكل ما لديها من قوة وصبر وشجاعة لدرجة أنها وافقت أن تخضع لعلاج جديد لم يكن تم تجربته من قبل وبالفعل امتثلت للشفاء ورحل السرطان أو هكذا ظننا، وبدأت بلمليح ممارسة حياتها الفنية لدرجة أنها أطلقت ألبوم جديد بعنوان “حاسب” عام 2005.
وكلن فجأة عاودها السرطان وكان أكثر شراسة وخطورة وتمسكا فلم يرحل رغم جلسات العلاج المستمرة المؤلمة، وبدأت رجاء تعاني من مضاعفات المرض فتجمعت المياه على الرئة والقلب وأجرت عمله لغزالتها ولنها عادت مرة أخرى، وظلت رجاء تقاوم السرطان إلى انه تمكن تماما منها وفي 2 سبتمبر عام 2007 توفيت رجاء بلمليح وكان عمرها 45 عاما تاركه خلفها طفلها عمر بسنواته الخمس وجمهور بحجم الوطن العربي مازال على اليوم يستمع إلى أغانيها، ويستمتع بصوتها الرائع.
إقرأ أيضاً
آمال ماهر.. عفوا يا مطربة العرب أزمتك سوف تنتهي في دقائق
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال