همتك نعدل الكفة
60   مشاهدة  

رجال الصف الثاني (5) سامي شرف .. كاتم الأسرار ورجل عبد الناصر الأقرب

سامي شرف


بأصوات دوي الانفجارات وصفارات الإنذار، دقت طلقات القنابل والرصاص الساعة إيذانا ببدء نهاية عصر الدولة الناصرية، دولة بناها جمال عبد الناصر ورجال ثورته، ولكن الغريب أنه في الخامس من يونيو عام 1967 لما يكن قد تبقى من رجال مجلس قيادة الثورة سوى 4 رجال، بينما تساقط باقي أعضاء المجلس طوال الرحلة من عام 1952 وحتى عام 1967، ولنكن منصفين فإن دولة عبد الناصر قامت على أكتاف رجال الصف الثاني من تنظيم الضباط الأحرار، هؤلاء الذين أصبحوا رجال الدولة الأقوياء ومن بينهم سامي شرف أقوى رجال عبد الناصر وأقربهم إليه وسكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات.

♦♦♦

من عنده يبدأ كل شيء، كان يحب جمال عبد الناصر أن يختار رجاله، وحتى إذا رشح أحدهم إليه أحد الرجال يصر على أن يلتقيه ويكتشفه بنفسه، ولكن الصدفة كانت سبب في لقاء جمال عبد الناصر بسامي شرف حينما كان عبد الناصر يعطيهم دورة في التحركات والمخابرات وهي إحدى المواد الاستراتيجية العسكرية، وفي تلك الدورة التقى بسامي شرف والذي كان حديث التخرج ومازال برتبة ملازم في سلاح المدفعية، ليقول له عبد الناصر أنه إذا ظل يعمل بهذه الكفاءة سيكون له مستقبل باهر.

رجل عبد الناصر الأقرب

سامي شرف
سامي شرف

وبالفعل عقب الثورة التحق سامي شرف للعمل بالمخابرات الحربية، والحقيقة أن دور المخابرات الحربية في تلك الفترة كان كبيرًا، لدرجة أنه تم إنشاء جهاز المخابرات العامة لتخفيف العبء عن المخابرات الحربية، وبالطبع كان سامي شرف أحد الضباط اللذين شاركوا في تأسيس المخابرات العامة ولكن الأهم أنه خلال الفترة من عام 1952 وحتى 1955، كان سامي شرف أقرب رجال عبد الناصر له فكان هو الرجل الأول للعديد من المهام واثبت سامي شرف كفاءة كبيرة خاصة في ظل الصراعات الداخلية بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر.

 تعيين سامي شرف وزيرًا
تعيين سامي شرف وزيرًا

في عام 1955 كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء قسم خاص لسكرتارية المعلومات لرئيس الجمهورية وأصبح سامي شرف سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات، ولكن العجيب والمثير في الأمر، أن سامي شرف لم يترقى سياسيًا على الإطلاق فظل في منصبه يحصل على الترقيات الوظيفية المعتادة مثل مدير عام فوكيل وزارة ثم نائب وزير حتى حصل على منصب وزير شئون رئاسة الجمهورية في أبريل عام 1970 أي قبل وفاة عبد الناصر نفسه بـ 5 أشهر فقط لاغير، واستمر في منصبه حتى 13 مايو 1971.

ولكن سامي شرف كان لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية المصرية، خاصة في جمع المعلومات فكان هو المتحكم الأول في وصول المعلومات إلى الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان يثق فيه ثقة مطلقة، والحقيقة أيضًا أن سامي شرف بخلاف ما حدث في عام 1971 لم توجه له تهمة فساد واحدة بل وظل ظاهريًا بعيدًا عن الصراعات السياسية.

صراعات خفية داخل الدائرة القريبة من الرئيس

سامى شرف
سامى شرف

ثقة عبد الناصر المطلقة وقرب سامي شرف منه الدائم كان الحائط الصلب الذي حال دون أن يجرأ رجال المشير على التصادم معه مثلما فعلوا مع زميليه شعراوي جمعة وعلي صبري، ولكن، وتلك الثقة نفسها التي جعلته أحد المؤسسين الدائمين لأي تنظيم سياسي أو استخباراتي يقوم به عبد الناصر.

فكان سامي شرف أحد 4 أسسوا التنظيم الطليعي عام 1963، وقبله كان من مهندسين عمليه إنشاء الاتحاد الاشتراكي، بالإضافة لمحاولاته المستمرة في تحقيق رغبة عبد الناصر في الحد من سلطات عبد الحكيم عامر ورجاله، والحقيقة أن ولاء سامي شرف المطلق لجمال عبد الناصر ربما كان السبب الرئيسي في الإطاحة به من قبل السادات، بعيدًا عن صراعات القوى السياسية.

 سامي شرف وشعراوي جمعة.
سامي شرف وشعراوي جمعة.

حتى داخل الدائرة المقربة من ناصر ومن بين رجاله الأقوياء كانت الكفة التي يكون فيها سامي شرف هي الأثقل بالتأكيد، فسامي شرف الذي تحالف مع شعراوي جمعة للإطاحة برجل السوفييت الأول في مصر علي صبري، كان يدير صراعته بحنكة شديدة ويتحين الوقت المناسب لنقل المعلومة لعبد الناصر، مثلما فعل واستغل فتور العلاقة بين عبد الناصر وعلي صبري.

كان سامي هو الأخر الرجل الذي يلجأ إليه في الملفات الشائكة او تبليغ أوامره العاجلة للمخابرات العامة، مثلما أدار سامي شرف أزمة محمد نجيب مع جمال عبد الناصر، وكذلك اختيار محمد نسيم ضابط المخابرات لتهريب السراج من سجن المزة في سوريا إلى مصر عقب الانقلاب الذي أطاح بالوحدة المصرية السورية.

سامي شرف
سامي شرف

في 1971 ألقى القبض عليه وحوكم وسجن فيما سمي بثورة التصحيح 15 مايو وظل في السجن حتى عام 1980 قبل أن ينقل إلى سجن مستشفى القصر العيني، وفي مايو 1981 فوجئ سامي شرف زملائه بأن السجن بلا ضباط أو حراس وأبوابه مفتوحة، فتشاروا واستقروا على أن يعودوا إلى منازلهم، وبالفعل هذا ما حدث واسمها سامي شرف انه إفراج دون أن يفرج عنهم.

إقرأ أيضا
شعراوي جمعة

♦♦♦

74 عامًا على ثورة يوليو، ومازال هناك الكثير من رجالها وأحداثها غير معروفة بالشكل الكافي، رجال لم نعرف عنهم غير وجه محدد تم انتقائه بعناية ربما ليظهر ملائكية بعض الوجوه الأخرى، أحداث ورجال تراكمت عليهم الأنظمة والحوادث ونساهم التاريخ أو خلدهم بشكل غير موضوعي، رغم انهم كانوا في يومًا من الأيام رجال صنعوا دولة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان