رحلات طيران للرجال فقط.. عندما احترفت أمريكا تسليع النساء
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يعتقد البعض أن المطالبة بحقوق النساء والتحدث عن تسليعهن هو أمر يحدث فقط في دول الشرق الأوسط أو العالم الثالث، ولكن للأسف فالنساء أيضًا في الولايات المتحدة وأوروبا كنا ومازلن يعانين من التسليع أيضًا، وإذا عرفنا أكثر عن رحلات الطيران الذكورية التي كانت تقوم بها بعض شركات الطيران الأمريكية في الخمسينات والستينات، سنعرف أكثر عن ذكورية المجتمع الأمريكي، وكيف كان يحقر من النساء حتى الستينات-وهذا على افتراض أن المجتمع الأمريكي تخلى عن ذكوريته- فيما عرفت بالرحلات الجوية المخصصة للرجال فقط.
حيث أنه في عام 1953 أعلنت شركة الطيران الأمريكية (يونايتد ايرلاينز) عن رحالات للذكور فقط من طبقة رجال الأعمال، على ألا تقبل الشركة وجود أي إمرأة على متن الطائرة باستثناء المضيفات فقط، وكأن الشركة والعاملين بها لا يريدون وجود النساء إلا في دور المضيفة أو الشخص الذي يقدم الخدمة!
وفي فترة قصيرة ذاع صيت الرحلات الذكورية، حتى أصبح البعض يتعامل معها كرحلة سياحية، وبالفعل كانت تضم الرحلة العديد من أشكال الترفيه التي ميزتها عن باقي رحلات الطيران، حيث كانت تقدم على متن الطائرة عشاء فاخر يتكون من شريحة لحم كاملة، بالإضافة على توافر سجائر الغليون مجانًا للركاب ويمكنهم تدخينها في مقاعدهم، وكذلك تهدي الشركة لكل راكب من عملائها رجال الأعمال زوج من النعال مجانًا.
وفيما يخص مباشرة العمل، كانت توفر هذه الرحلات الجرائد والمجالات الخاصة بالبورصة، وأيضًا توجد على متن الطائرة مساحة عمل شخصية يمكن لرجال الأعمال عقد الاجتماعات الصغيرة بها، وبعد النجاح الكبير الذي حققته هذه الرحالات الجوية، قررت شركة طيران (موهوك) الامريكية أيضًا إطلاق رحلات جوية “أكثر ذكورية” حيث أعلنت في عام 1960 عن رحلات للرجال فقط بطابع العصر الفيكتوري.
حكايات خالتي بمبة و3 قمرات في حياة “الريحاني”.. التالتة فراقها كان “نكبة”
وبسبب الصدى الكبير الذي حققته رحلات العصر الفيكتوري هذه، قررت الشركة تخصيص الجزء الخلفي من الطائرة ليكون مخصص للرجال فقط، فيما أتاحت الرحلات العائلية في مقدمة الطائرة.
ومنذ إطلاق هذه الرحلات في عام 1953 عارضتها بشدة المنظمة الوطنية للمرأة، وكذلك الطبقة المثقفة الذين رأوا في هذه الرحلات صورة فجة لتسليع النساء، وبالفعل استطاعت المنظمة أن تضغط على الحكومة لتتوقف هذه الرحلات في عام 1970.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال