رحلة روبي من ركوب العجلة لـ ركوب التريند في 3 ساعات متواصلة

ملامح جسدية عادية نالت أكثر ما تستحق، صوت لا يملك الحد الأدنى للغناء السليم، تجارب تمثيلية بالكاد تلمح منها بذور موهبة متوسطة، وفي ظل ملل فني نعيشه لا توجد له قواعد واضحة للنجاح والانتشار، كان لابد للفنانة روبي أن تحاول إيجاد مساحة لها حتى لو استخدمت نفس الحيلة التقليدية السابقة وهي إثارة الجدل فمن ركوب العجلة بشكل مثير في كليب لأغنية عادية، لركوب التريند في أغنية “3 ساعات متواصلة” التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتعاطى مع كلماتها بنية صافية.

منذ عودتها إلى الغناء كونت روبي ثنائيًا ناجحًا جماهيريًا مع الملحن والشاعر “عزيز الشافعي” في أغنيات مثل “حتة تانية، نمت ننه” في محاولة لمحاكاة موجة الطقاطيق الخفيفة التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، تعامل الجمهور مع تلك الطقاطيق بخفة ولم يحملها أكثر ما يحتمل كونه يرى أن روبي محض صورة استعراضية لا أكثر، وهو يدرك أنها تتعامل وفق إمكانياتها الفنية المتواضعة متسلحة بكاريزما اخترقت صفوف المستمعين وأصبحت أيقونة للأنوثة والإغراء.

في آخر تعاون بين عزيز الشافعي وروبي صدرت أغنية “3 ساعات متواصلة” والتي حافظ فيها على نفس نسق الطقاطيق الخفيفة ولكن بجرأة أكثر في التناول، كلمات عزيز الشافعي وبرغم جودتها كصياغة إلا أنك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصفي النية خلف تلك المفردات التي كتبها بحرفية شديدة تظهر أنه كان حريص على مسك العصا من منتصفها بحيث ينجح في إثارة الجدل وفي نفس الوقت لن تستطيع إمساك أي شئ يدينه فالمفردات تأتي في إطار من الغزل الصريح بين فتاة وحبيبها مع استخدام بعض المفردات التي اختفت تقريبًا من الأغنية المصرية مثل “العزول، شمعدان” ودمجها مع بعض المفردات الفصحى “العناء، عندما يأتي المساء” ويبدو واضحًا أنه يمتلك حصيلة لغوية يستخدمها بشكل جيد في بعض الأغنيات.

“ما تيجي حبة نستخبى من البشر من السواد اللي انتشر من العزول اللي مزاولنا وياما في أمورنا اتحشر، ما تيجي حبة نستريح من العناء نطفي نار الاشتياق، عندما يأتي المساء يوحشني نورك يا قمر”

أما على مستوى اللحن فلم يجهد نفسه كثيرًا في استنساخ بعض الجمل من أغانيه السابقة مع روبي خصوصًا في البداية المتشابهة مع بداية أغنية “حتة تانية”، اللحن على مقام النهاوند بجمل تحمل بصمته حيث التقطيعات السريعة المعتادة جمل لحنية إيقاعية بسيطة مع جملة سينيو “ماتيجي نفصل فاصلة” اختارها بعناية كي تعلق في الأذن “Catchy” مع التنويع في كلماتها والتي كانت أكثر النقاط التي أثارت الجدل في الأغنية بالاخص في المقطع الثاني “تعالى نفصل فاصلة، 3 ساعات متواصلة أول ساعة هروقك تاني ساعة هشوقك تالت ساعة هدوقك إزاي قلبي بيعشقك” ولم ينسى المرور على الفلكلور في المقطع الذي بدا دخيلًا على الأغنية ” وعلى عيني يا ولا بس مكسوفة، على عيني يا ولا، عليك ملهوفة”

بدوره توما لم يبذل مجهودًا في التوزيع، دخول مباشرة من إيقاع المقسوم مع مزمار إليكتروني وكوردات خفيفة من الكيبورد  مع لزمة من الجيتار بدت خارج السياق قليلًا كون الأغنية شعبية الروح وكان من الأفضل الاستعانة بأي اّلة شرقية تناسب طبيعة الأغنية.

روبي عجبًا لنشاز قتال عجبا

إقرأ أيضا

مسرح عرائس غزة .. الفن كسلاح ردع لليأس

أثارت تلك الأغنية جدلًا كبيرًا وخرج عزيز الشافعي مدافعًا عن نفسه بالعودة إلى أرشيفنا الغنائي مستعينًا بنفس المفردات التي كتبها شعراء كبار مثل أحمد شفيق كامل في أغنية “أنت عمري” ومرسي جميل عزيز في “أنا بستناك” والتي لم تبتعد كثيرًا عن ما كتبه في “3 ساعات متواصلة” والحقيقة أنه حق يراد به باطل لسياقات كثيرة لكن بمفاهيم العصر الحالي الذي يلهث خلف أرقام المشاهدات فأغنية أم كلثوم لا زالت حاضرة في الأذهان حتى الآن؛ أما “3 ساعات متواصلة” فستدخل طي النسيان سريعًا مثلما دخلت أغنيات سابقة، وإذا أراد المقارنة فعليه العودة إلى بعض أغنيات نانسي عجرم مثل “اّه ونص، ماتيجي هنا وانا أحبك” وهنا تكون المقارنة منطقية بعض الشئ، وفي النهاية مبروك على روبي خطف التريند كعادتها وهي تدرك وعزيز نفسه يدرك أنه لن يستمر أكثر من أسبوع في انتظار تريند آخر فتلك سمة العصر الحالي.