همتك نعدل الكفة
987   مشاهدة  

رحلة مصطفى أمين في السجن.. يد الله أنقذته من شرب ماء البول وبقرة السبب في نجاته

مصطفى أمين


مصطفى أمين إحدى العلامات الراسخة في الصحافة المصرية، ويُعد مدرسة صحافية بذاته، أفنى حياته في خدمة صاحبة الجلالة، وتتلمذ على يده العديد من الكُتاب والصحفيين الذين اصبحوا أعلامًا بارزة في عالم الصحافة، ولا تزال كتبه ومقالاته من أهم مراجع تعليم فنون وأسس الكتابة الصحفية حتى وقتنا هذا.

ولكنه مر بتجربة قاسية للغاية في عام 1965م، حيث تم إلقاء القبض عليه وصدر ضده حُكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، وقد سجل “مصطفى أمين” تجربته القاسية في المعتقل السياسي في تسعة كتب، أشهرها كتاب “سنة أولى سجن”، وهو عبارة عن مجموعة رسائل كتبها وهو خلف القضبان إلى زوجته وشقيقه علي أمين وعدد من أصدقائه، ووصف فيها المعاناة التي عاشها داخل محبسه.

يد الله تنقذه من شرب ماء البول

مصطفى أمين
مصطفى أمين

وحكى “أمين” أنه كان من بين وسائل التعذيب التي استخدموها معه في السجن السياسي، صدور قرار بمنعه من الطعام والماء، وكان ألم الجوع مُحتمل، ولكن ألم العطش لمريض السكر في أواخر شهر يوليو عذاب لا يُحتمل، وفي البداية حاول التحايل على ذلك عندما دخل إلى دورة المياه ووجد فيها إناء للاستنجاء فشرب منه، ولكنهم كشفوا أمره وفي اليوم التالي وجد الإناء خاليًا، فاضطر أن يشرب من ماء البول حتى ارتوى.

وظل هكذا لمدة ثلاثة أيام متتالية كان العطش يضرب كالسياط، وكان يسير في زنزانته كالمجنون ما بين عذاب حرارة شهر يوليو، ونار العطش، وكان يقوم بلحس الأرض لعل الحارس نسى نقطة ماء أثناء غسل الأرضية.

وفجأة وأثناء دورانه حول نفسه في زنزانته فوجئ بباب يُفتح في هدوء ورأى يد تمتد في الظلام تحمل له كوب ماء مُثلج!
بالطبع سيطر عليه إحساس الفزع، وهُيأ له أنه بدأ يرى أشباحًا وأن كوب الماء ليس حقيقيًا ولكنه سراب، ولكنه مد يده ووجد أن الكوب حقيقي فعلًا، وقبض عليه بأصابع مرتعشة ورأى حامل الكوب يضع اصبعه على فمه في إشارة للصمت، وعن احساسه بعد الماء المثلج قال مصطفى أمين :” عادت الروح إلي مع هذا الكوب، عاد الدم يجري في عروقي، عاد عقلي إلى رأسي، هذا الماء غسلني من الداخل، أعاد البصر إلى عيني، أغناني الماء عن الطعام، بل أغناني عن الحرية، أحسست بسعادة لم أعرفها طوال حياتي، كل ذلك من أجل كوب ماء مثلج”.

 

إقرأ أيضًا…قدم عمر فتحي ومحمد العزبي .. محمود رضا لا يقدم الرقصات فقط

بعد ذلك اختفى الحارس المجهول وأغلق باب الزنزانة بهدوء، ويقول “أمين” : “رأيت ملامحه، شاب أسمر قصير، ولكنني أحسست أنه ملك الجمال، أو أحد الملائكة، شعرت في تلك اللحظة أن اليد التي حملت الكوب ليست يد بشر، أنها يد الله، أحسست براحة غريبة، أنني رأيت الله في الزنزانة، لعل هذا هو السبب الذي جعل احد الزبانية يقول أن الله مسجون في الزنزانة المجاورة لي، لا أن الله في زنزانتي أنا”.

بقرة تنقذه من الموت عطشًا

إقرأ أيضا
محمد رشدي

مصطفى أمين
مضت عدة أيام وانتهى وقته في غرفة التعذيب، وتم نقله إلى صالون ملحق بها في سجن المُخابرات، وكانوا يُغيرون حراسه كل يوم، وذات يوم رأى الحارس المجهول وكانوا على انفراد فهمس له سائلًا عن السبب الذي جعله يساعده، وتعريض حياته للخطر؟، فرد عليه الحارس قائلًا :”منذ تسع سنوات أرسل فلاح في الجيزة خطابًا لك يقول فيه أن أمنية حياته أن يشتري بقرة، وبعد ذلك بفترة دق باب البيت ودخلت محررة من “أخبار اليوم” تجر ورائها بقرة، حيث كانت أخبار اليوم قد اعتادت أن تحقق أحلام المئات من قرائها في ليلة القدر من كل عام”.

وختم الحارس كلامه قائلًا :”هذا الفلاح الذي أرسلتم له البقرة هو أبي”.

المصدر: كتاب سنة أولى سجن

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان