رحلة وضع تمثال محمد علي باشا في الإسكندرية “تكلف 200 ألف فرنك”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عشق الخديوي إسماعيل جده لدرجة الاقتداء، فأراد تكريمه من خلال نُصُبٍ يحمل اسم تمثال محمد علي باشا في الإسكندرية والذي لا زال موجودًا.
مراحل التحضير لعمل تمثال محمد علي باشا في الإسكندرية
منذ عام 1865، والخديوي إسماعيل يفكر في إقامة تمثال لجده محمد علي باشا، وقد كان من المقرر في البداية إقامته في مدينة الإسماعيلية، ثم قرر أخيرا إقامته بميدان محمد علي بالإسكندرية.
اقرأ أيضًا
“ثورة قمولا في الصعيد” قادها الشيخ أحمد ضد محمد علي باشا فسحقها بلا رحمة
بدأ العمل في 7 إبريل 1869، عندما كتب الكونت نیودركيك إلى وزير الشئون الخارجية المصري يبلغه أن تكلفة التمثال ستبلغ حوالي مائتي ألف فرنك ستدفع إلى صانع التمثال المسيو جاكمار، وفي 17 مايو 1869 م تم إحالة مبلغ ثمانية آلاف جنيه إلى أحد المصارف بباريس باسم المسيو لوكونت “نيودركيك” ناظر مدرسة الفنون والصنائع بباريس للصرف على صنع هذا التمثال، وتم تكليف المثال جاكمار بهذا العمل.
انتهى جاكمار من عمل التمثال في يوليو 1872 وتم عرضه لمدة شهر في شارع الشانزاليزيه بالقرب من قصر الصناعة، وأرسل جاكمار صديقه المعماري “امبرواز بودري” إلى مصر ليؤكد للحكومة المصرية أن التمثال قد أنجز بالفعل، وقام بودري بتصميم قاعدة التمثال من الرخام وعلى جانبيها كتفان صغيران من الرخام بينهما وحدة زخرفية من المعدن على هيئة هلال ونجمة، وقد وصل التمثال إلى الإسكندرية، وفي أغسطس من نفس العام كان التمثال قد وضع على القاعدة المخصصة له، حتى تم الاحتفال به في 19 ديسمبر عام 1872 م.
صانع تمثال محمد علي باشا
دخل ألفريد جاكمار التاريخ بصفته أحد أشهر المثالين الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وقد تلقى تعليمه في مدرسة الفنون الجميلة في باريس ثم أخذت شهرته في الازدياد حتى أصبح عضوا في مجلس العلوم في باريس، ويرجع إليه الفضل في إقامة عدد من التماثيل في مصر في عهد الخديوي إسماعيل منها تمثال محمد علي بالإسكندرية، وتمثال سليمان باشا الفرنساوي وتمثال محمد بك لاظوغلي، وتماثيل أسود كوبري قصر النيل.
فلسفة نحت تمثال محمد علي
قامت فلسفة جاكمار على أن يتجلى محمد علي باشا في هذا التمثال كفارس مهيب يمتطي صهوة جواده ويضع يده اليمنى على خاصرته القوية وكأن النصر قد بات طوع بنانه وأنه واثق من قوته، بينما يمسك بيده اليسرى بلجام الفرس، ويرتدي قميصًا يعلوه جبة فضفاضة وحزام عريض، ويرتدي فوق رأسه عمامة كبيرة ذات طيات متعددة.
أما الفرس فقد مثله جاكمار يخطو ثقة وزهو رافعا قدمه اليمني عن الأرض وقد بدت عضلات بطنه وقدميه، كما نجح الفنان في تمثيل شعر رأس الفرس وذيله بواقعية شديدة وأسفل رقبة الحصان يوجد رسم هلال بداخله نجمة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال