رحلتي من أنتِ غبية وحتى كل شيء وله علاج

الصوت الوحيد الذي لا يسمعه سوانا هو صوتنا الداخلي، الأفكار التي نحدث بها أنفسنا، وحديث النفس الذي لا ينقطع سوى بنوم عميق.

وهناك من يعاني من تسارع هذه الأفكار الداخلية فتتسارع وتقفز في الرأس حتى تسيطر على الإنسان كحشرة فرقع لوز الذي تقفز بلا هدف، ومن هؤلاء مثلا مرضى اضطراب القلق العام.

يقول الطبيب النفسي أحمد الأعور في حلقة من حلقاته القصيرة عن الصحة النفسية بقناته على موقع يوتيوب: أن علاقتك بنفسك هي ما تحدد صحتك النفسية.

كم مرة قلت لنفسك في موقف أخطأت فيه يا غبي، أو يا غبية؟…بداية محاسبة نفسك فور الخطأ تبدأ بسبة لنفسك ثم تتوالى أفكار العتاب حتى تصل لشعور سلبي وسيء بالذنب تجاه من أخطأت أو حتى تجاه نفسك.

هذا الأسلوب يجعل علاقتك بنفسك من سيء إلى أسوأ، تخيل أن نفسك طرف آخر في العلاقة دائم لومك ودائم توجيه العتاب لك بشكلٍ مهين، ماذا ستفعل حيال علاقتك به؟..أسمعك تقول على الفور أقطع هذه العلاقة  وأبتعد حتى أحافظ على صحتي النفسية وكرامتي.

هذا ما يحدث بالتحديد بعلاقتك بنفسك لو كنت دائم إلقاء اللوم والجلد لها فور الوقوع في الخطأ، مع الوقت ستشعر أنك تريد التواجد وسط الزحمة، ستهرب دائما لجلسات الأصدقاء، وتكره لحظات جلوسك مع نفسك

 أقرأ أيضا وسط ما نعاني من جنون حولنا..ما هي علامات الصحة النفسية؟

ومن علامات الصحة النفسية التوافق الذاتي، أن يستأنس الإنسان بتواجده مع نفسه ويعرف كيف يتأقلم مع ظروف الوحدة لو اضطرته الحياة لذلك، ويخلق لنفسه جوا مناسبا للاستمتاع بالحياة مع نفسه، ويخلق مع نفسه حوارًا من وقت لآخر كي يستكشف معانٍ جديدة بالحياة تعينه على ضغوطها.

بل أن القلق يتغذى دائما على الشعور بالذنب، فستجد نفسك مع الوقت تتوتر فوق الوقوع في خطأ ما، وربما هذا يقودك لتعويض الآخرين عن أخطاء بسيطة بصورة مبالغا فيها تفقدك ثقتك بنفسك وتسمح لأي مستغل بقيادة العلاقة بينك وبينه والسيطرة عليك.

كنت هناك في هذه المنطقة التي أجلد  نفسي فيها طوال الوقت، حتى تدربت على كيفية التفكير الإيجابي بعد الوقوع في مشكلة.

تعلمت الإصغاء لصوت الضمير لا صوت الشعور بالذنب؛ الضمير الذي يعرفه دكتور فيكتور فرانكل مكتشف العلاج بالمعنى أنه ((القدرة القصدية للإنسان على أن يجد المعنى لموقف من المواقف))

فضميرك يرشدك للتصرف الصحيح بعد الخطأ، بينما الشعور بالذنب يجعلك تجلد ذاتك حتى يتغلب عليك الحزن والقلق والطاقة السلبية التي تعيق عنك البصيرة الصحيحة لتصحيح مسار ما فعلت.

خطوات تغيير سلوكك من جلد الذات إلى إعلاء صوت الضمير

إقرأ أيضا

قطة مي كساب وعصر طقاطيق عزيز الشافعي

عليك فور الوقوع في خطأ ما تفعيل نقطة مهمة من التفكير الإيجابي، وهي التفكير بعيدًأ عن مشاعرك السلبية، وتجريد الموقف من هذه المشاعر. على سبيل المثال: نسيت زيارة عمتك المريضة وكانت تنتظرك، صوت الشعور بالذنب يقول: أنت أناني وغبي فضلت راحتك على زيارة عمتك المريضة، فيما إعلاء صوت الضمير الواعي يقول: أنت لست غبيًا ولا أنانيًا، فقط تناسيت من الضغوط، والحل في هذا الموقف الاعتذار لها بهدية تحتاجها وزيارتها بيوم آخر.

درب نفسك على هذا التمرين كتابة أو في عقلك كلما سمعت صوتًا يقول  يا غبي.

تذكر دائمًا أن لكل مشكلة علاج، وعلاج الشعور بالذنب ومعاتبتها بمهانة إعادة التفكير دائمًا فيما تقوله لنفسك. علاج هذا النمط من التفكير هو التدريب، والعقل يستوعب  السلوك الجديد مع التدريبات.  ويعتبر التواصل بشكل فيه جلد للذات صورة من أشكال التواصل العنيف مع النفس كما قال عالم النفس الشهر مارشال روزنبرج.

وتذكر أن خطورة الفكرة المستمرة هي تأثيرها عليك حتى تتحول لمشاعر سلبية (معطلة عن الإنجاز) لا تستطيع التخلص منها.