رحل صاحب الشياه .. وداعا أيها الخالد خلقا وإبداعا ” رفعت سلام”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
رحلت عنا أيها الكبير رفعت سلام، لم أصدق هذا النبأ.. هزمك سرطان الرئة ..لما لم تُقاوم أكثر .. كنا ننتظرك و انتظرناك أن تأتي وتحكي لنا عن ديوانك « أرعى الشيان » .. كنا ننتظرك أن تأتي تحكي لنا هذا السحر ..هذا الإبداع، إن الحزن مضاعف، ماحجم الفراغ الذي ستخلفه بعدك ؟ ومن تُراه يشغله!!
بعد أن رحلت لا يسعنا إلا أن نضع إضاءات بسيطة على أعمالك، لتبرد قلوبنا بعد هذا الخبر الصادم رحلت وتركت لنا إبداعات لا يمكن أن ننساك وهي موجودة بيننا.
الشاعر الكبير رفعت سلام
رفعت سلام الشاعر الكبير ناقل الجمال والإبداع الاول، ذلك الذي مزج في كتاباته القديم والحديث .. مزج النور والظلام..الخير والشر.. الجمال والقبح، رفعت سلام المستغرق في تقديم إجابات كثيرة عن الحياة دون أن يوصي بها ، كما رسم الكبير “سلام” سياج عزة وكرامة المثقف المصري في زمن التحولات.
ولد الشاعر الكبير رفعت سلام بمدينة منيا القمح في محافظة الشرقية، التحق بجامعة القاهرة عام 1969، ودرس الصحافة فيها، ثم تخرج منها عام 1973.
كتب رفعت سلام أعمال شعرية كثيرة، وترجم كتب أكثر ومنها « وردة الفوضى الجميلة » الذي أصدره عام 1987 مرورا بآخر أعماله « أرعى الشياه على الماء» .
بالطبع لن أتوقف، فالشاعر لا يتوقف عن الإبداع إلا حين موته، أما سبب إقدامي على نشر جميع أعمالي في كتاب واحد فمن أجل توفيرها للقارئ، لاسيما بعد أن بيعت أغلب الطبعات السابقة منها، ورأيت أنه من الأفضل جمعها في إصدار واحد تسهيلًا على القارئ من البحث بين الإصدارات المتفرقة لأعمالي السابقة، ولهذا أسميتها «ديوان رفعت سلام» وليس «الأعمال الشعرية الكاملة».
خرج ” سلام “عن النمطية الشعرية، فهو لا يكتب وفق تصنيف، آمن بالطاقات الكامنة في كافة الأشكال الأدبية نثرا أو شعرا، بل وصل به الأمر إلى دمج الاثنين في بنية واحدة وهو ماحدث في « إشراقات رفعت سلام» الذي نشره عام 1992 .
ويمكن القول إن بداية سلام مع القصيدة العمودية، ثم قصيدة التفعيلة، جعلته مستفيدا منها إلى أقصى درجة فإنه دمج الشكلين في عمل شعري واحد حسب احتياجات العمل، ذلك الدمج مع الإيقاعات الموسيقية فتحت له آفاق النص الشعري ، بل دمج تلك الإيقاعات أيضا في عمل تشكيلي في ديوانه « حجر يطفوا على الماء” ، فالتحدي في هذا الديوان بمثابة حجر ضخم في البنية الشعرية المعاصرة، وهذا ليس بجديد على رفعت سلام.
رفعت سلام المترجم
ترجم” سلام” العديد من الأعمال، وأخرج لنا ما وراء النص وألقى ظلالا ظاهرة على ما امتلكه من خيال، ومنها الأعمال الشعرية الكاملة لبودلير ، والتي صدرت عن دار الشروق فى مجلد واحد يقع فى 920 صفحة من القطع الكبير، لأول مرة بالعربية الأعمالالشعرية الكاملة لبودلير، وتتصدر الترجمة ثلاث مقدمات مختلفة.
ومن أشهر ترجماته كذلك الأعمال الشعرية الكاملة لـ «كفافيس» ، والتي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2011، وهى الترجمة العربية الأولى لأعمال الشاعر اليونانى الشهير قسطنطين كفافيس الكاملة.
صدرت الأعمال الكاملة للشاعر بجزئيها الأول والثاني، حيث صدر الجزء الأول الذي يقع في 400 صفحة من القطع الكبير، ويضم 4 أعمال شعرية: «وردة الفوضى الجميلة» (1987)، «إشراقات رفعت سلام» (1992)، «إنها تومئ لي» (1993)، «هكذا قُلت للهاوية» (1993)، وهي الأعمال الأربعة الأولى من منجزه الشعري.
أما الجزء الثاني فيضم: «إلى النهار الماضي» (1998)، «كأنها نهاية الأرض» (1999)، «حجر يطفو على الماء» (2008)، «هكذا تكلم الكركدن» (2012)، فضلًا عن قصائد البدايات التي لم يسبق نشرها من قبل، وتسبق زمنيّا الديوان الأول «وردة الفوضى الجميلة»، أي النصف الأول من السبعينيات.
كما نشر أشعاره التي تؤسس للخروج على كل الأنماط، بلا سعي لتأسيس نمط جديد، خرج على ثنائية (التفعيلي) و(النثري)، وعلى كل الأعراف السابقة أو الراهنة، إنه (سِفر خروج) شعري، من المعروف إلى المجهول، وأخيرا خلتك أقوى من الموت أيها الخالد خلقا وإيداعا.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال