رحيل الفنان المنتصر بالله وظاهرة رفض الترحم على غير المسلمين “دين السوشيال ميديا غير الحقيقة”

جددت وفاة الفنان المنتصر بالله ظاهرة تحريم الترحم على غير المسلمين فبمجرد أن أُعْلِن عن رحيله وجنازته، خيم على الناس حزن عبروا عنه بالدعاء له والترحم عليه، مما أثار حفيظة بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بحجة أن غير المسلم مثل الفنان المنتصر بالله لا يجوز الترحم عليه.

أحمد كريمة: غير المسلم ليس بكافرٍ وهناك فهم لمغلوط لآية إن الدين عند الله الإسلام

قال الشيخ أحمد كريمة «أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر» أن أهل الكتاب ليسوا بكفار لأن الله سبحانه وتعالى قال «وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ»، مشيرًا إلى أن له كتاب كامل في هذا المبحث اسمه «أهل الكتاب في التشريع الإسلامي».

اقرأ أيضًا 
المنتصر بالله .. صانع الألعاب الحريف

وحول مسألة عقيدتهم وتناول المسلمين لها، أكد أحمد كريمة في تصريحٍ له أن المسلمين الذين يكفرون غيرهم بسبب عقيدتهم نسوا آية هامة جدًا في سورة الحج تقول «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»، وهذا معناه أن الفصل في صحيح العقيدة يوم القيامة أمر يخص الله وحده ولا يشترك معه سبحانه، شيخ أو بابا أو حاخام لأن الخلق خلق الله.

اقرأ أيضًا 
عن المنتصر بالله.. هذا هو سر صداقة بفاروق الفيشاوي وقصة طلبه الذي لم يحققه مبارك

وعن دليل الرافضين للترحم بأن الله سبحانه وتعالى قال «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ»، قال أحمد كريمة «الدين الوارد في هذه الآية وهو الإسلام المقصود به المعنى العام اللغوي وهو إسلام الوجه والعقل لله سبحانه فكلمة الدين هنا عامة أي أن الدين هو إسلام الوجه والعقل والقلب لله سبحانه وهذا الدين موجود منذ آدم وحتى البعثة المحمدية، وليس المقصود هنا الإسلام كعقيدة نزل بها سيدنا محمد».

واختتم أحمد كريمة حديثه قائلاً «الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضمن لنفسه أنه سيدخل الجنة بعمله وأن رحمة الله هي الفيصل، فكيف يقوم هؤلاء بتأكيد أن غير المسلمين لا يستحقون الترحم ولن يدخلوا الجنة».

علي جمعة: الله أعلن أن رحمته وسعت كل شيء بما في ذلك الإنسان

تناول الدكتور علي جمعة «مفتي الديار المصرية السابق» ظاهرة الترحم على غير المسلمين عبر لقاء تلفزيونيٍ له قال فيه «الذي تلقيناه من مشايخنا أن رحمة الله وسعت كل شيء كما قال سبحانه وتعالى وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، والإنسان من الأشياء التي تدخل في حيز كلمة (شيء)».

وساق الدكتور علي جمعة دليلاً عقليًا على ذلك وهو أن الله سبحانه وتعالى من عظيم شمولية رحمته أنه رحم الجبال والأنهار ورحمته طالت كل شيء فبالتالي أي إنسان يندرج تحت كلمة شيء التي شملتها الرحمة.

إقرأ أيضا

بعد برونز البرالمب الأسطوري نادية فكري توليفة مصرية ملهمة

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن ما يحدث في السوشيال ميديا يشبه إلى حدٍ كبير ما جرى في مطلع السبعينيات حين حدثت وفاة البابا كيرلس السادس وترحم عليه الشيخ محمد الفحام شيخ الأزهر قائلاً «كان البابا رجلاً طيبًا .. رحمه الله»، ورفض بعض المنتسبين للعلم قيام الإمام الأكبر بذلك، فتولى علماء الأزهر الرد عليهم.

دار الإفتاء المصرية: الدعاء واسع وله ضوابط

من جهتها فإن دار الإفتاء المصرية أصدرت بيانًا في وقتٍ سابق عن الترحم على غير المسلمين ومسألة الدعاء لهم فقالت «الدعاء الأمر فيه واسع لأن الله سبحانه وتعالى يقول ورحمتي وسعت كل شيء، والدعاء للميت فيه تفصيل ويرجع في هذا التفصيل إلى ما يصلح لكل دين، فالإسلام له فلسفة في الدعاء غير فلسفة الديانات الأخرى، ففي الإسلام توجد مصطلحات غير موجودة في الديانات الأخرى، وعندهم في الأديان الأخرى ليست موجودة في ديننا».