“رد عليها صحفيًا” قصة اتهام سمير خفاجي بسرقة فكرة أنا وهو وهي الفيلم والمسرحية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حققت مسرحية أنا وهو وهي سنة 1963م نجاحًا كبيرًا دفعت الفنان فريد شوقي لإنتاجها سينمائيًا، وكانت الفكرة مقتبسة وقد سببت مشكلةً بين سمير خفاجي والصحفي عبدالله أحمد عبدالله الشهير بميكي ماوس.
أنا وهو وهي المسرحية وكواليس كتابتها واتهام سمير خفاجي بسرقتها
كان سمير خفاجي قد أنهى نص مسرحية أصل وصورة ولم يصله رد بشأن عرضها على مسرح التلفزيون، فبدأ على قهوة وديع في كتابة مسرحية أنا وهو وهي، ثم جاء عبدالمنعم مدبولي وطلب منه المسرحية لتقديمها على المسرح ولم يكن سمير خفاجي قد انتهى من وضع اسمها النهائي فقط وضع لها اسم مؤقت بعنوان أنا وهو وهي.
شاهد أيضًا
الفيلم الوثائقي سمير خفاجي جاب الديب من ديله
عُرِضَت مسرحية أنا وهو وهي وحققت نجاحًا كبيرًا وتقاضى سمير خفاجي 300ج أجر مؤلف، إلى أن قام الصحفي عبدالله أحمد عبدالله برفع شكوى ضد سمير خفاجي اتهمه فيها بسرقة المسرحية منه ومن المترجمة سالي عبدالحميد؛ وأكد أن المسرحية كان سيخرجها عبدالمنعم مدبولي للمسرح الحر لكنه لطشها مع سمير خفاجي.
رفع الأمر إلى التحقيق وتولى الفنان حمدي غيث بصفته وكيل المسرح التحقيق في الأمر، فأخذ نص عبدالله أحمد عبدالله ونص سمير خفاجي وانتهى التحقيق بأن سمير خفاجي لم يسرق الفكرة من الصحفي عبدالله أحمد عبدالله، وأن نص عبدالله نص شديد الرداءة.
بينما نص سمير خفاجي في رأي حمدي غيث جيد لكن سمير ليس المؤلف وإنما هو اقتبسها من نص أجنبي، وأجر المقتبس 200ج فعلى سمير رد 100 جنيه، ولكن سمير خفاجي لم يكن يمتلك الـ100 جنيه حينها فقرر حمدي غيث خصمها من المسرحية القادمة التي سيكتبها.
في مذكراته لم ينفي سمير خفاجي أنه اقتبس المسرحية من نص أجنبي لكنه بذل مجهودًا في التمصير وقال في ذلك «لما سألوني عند التعاقد هل المسرحية تأليف أم اقتباس، وكنت أخذ فكرتها فعلاً من نص أجنبي لكني أخذت الفكرة وغيرت القالب تمامًا بما يتماشى مع تقاليدنا، فلما سألوني أجبت بسؤال آخر عن مسرحية السكرتير الفني وهل اعتبروها تأليف أم اقتباس فقالوا إنها تأليف بديع خيري ونجيب الريحاني، ولما كنت أعرف أصل المسرحية وتكاد تكون ترجمة حرفية للنص الأجنبي، قلت عاملوا أنا وهو وهي مثل السكرتير الفني».[1]
اقرأ أيضًا
ممرض سمير خفاجي يروي سنوات القسوة والمرض في حياة الأدب الروحي للفن
الصحفي حسين عثمان في مجلة الكواكب أراد النبش في الماضي بعد سنوات من عرض المسرحية فقام بعمل تحقيق صحفي عن الأمر سنة 1967م وأجرى حوارًا مع الصحفي عبدالله أحمد عبدالله والذي قال «لقد قام القاضي الفني (يقصد حمدي غيث) بسبي وشتمي وأظهرني أنا وزميلتي المترجمة غلطنانين، وقد التقيت مع فريد شوقي والسيناريست عبدالحي أديب، وطلبت من فريد شوقي أن يشتريها مني رأسًا فقال إنه ينتظر حكم القضاء، فذهبت لفؤاد المهندس لأقول له فأخبرني أنه يبحث عني من أسبوع ليراجع مسرحية سيمثلها ويريد التخفيف من دمها مثل أنا وهو وهي».
أراد الصحفي حسين عثمان أن يعطي حق الرد لسمير خفاجي خصوصًا فاتصل به لمعرفة رده فقال له سمير خفاجي نصًا « هذا الموضوع قديم ومضى عليه 3 سنوات وقد أثبت برائتي عندما قدمت الأصل الأجنبي وهذا الأصل موجود عند الزميل فؤاد عوف الذي استعاره مني ويبدو أن هذه القصة وقت في يد ابنة أخته سالي عبدالحميد ففكرت في ترجمتها وقبل أن تنتهي من الترجمة كانت المسرحية أمام الجمهور، ومن يكون عبدالله أحمد عبدالله حتى يتهمني بسرقة مسرحية منه، أنا سمير خفاجي الذي قدم للمسرح أعمالاً مسرحية ناجحة، أما هو فلا توجد له أية أعمال مسرحية حتى يصدقه الناس في هذا الإدعاء».[2]
إنتاج أنا وهو وهي سينمائيًا
بعد نجاح المسرحية قرر فريد شوقي أن يحول أنا وهي وهي لفيلم سينمائي يقوم ببطولته وتولى عبدالحي أديب كتابة السيناريو فيما يقوم سمير خفاجي كتابة الحوار نظير 400 جنيه، لكن سمير خفاجي لم يقتنع أن يكون بطل الفيلم لأنه وحش الشاشة وملك الترسو ولا يمكن أن يخشى النمساوي؛ فحاول إقناع عبدالحي أديب بالأمر وأن يكون الفيلم من بطولة فؤاد المهندس لكن عبدالحي أديب رفض وقال له: إنت مالك ؟ مش انت خدت أجرك، مالكش دعوة الفيلم ينجح أو يسقط؛ وطبعًا لم يقتنع سمير فذهب إلى فريد شوقي وعرض عليه وجهة نظره، فقال له فريد شوقي معاك حق، خلاص هنتج الفيلم بفؤاد المهندس؛ وقد كان.
[1] أحمد طه، “إيلاف” تستعرض مذكراته في سلسلة حلقات (12): سمير خفاجي يستذكر انطلاقة عادل إمام السينمائية، موقع إيلاف، 21 نوفمبر 2018م
[2] حسين عثمان، أنا وهو وهي مسروقة وليست مقتبسة !، مجلة الكواكب، عدد 31 يناير 1967م، ص32.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال