رسالة كل أب إلى أولاده.. أنا محظوظ

 كلمة من قلب أب “محدش حيحب يشوفك أحسن منه غير أبوك وأمك”

إكليشيه نسمعه جميعا، لا نلتفت إليه، نصدقه بنصف قلب ونصف أذن، في الطفولة نبتسم سعداء، في المراهقة نهز رؤوسنا راضين لينهي المتكلم حواره، وفي الشباب لا نسمعه غالبا، نتذكره فقط حين يكون لدينا أبناء، نكتشف للمرة الأولى أنه حقيقي، أنا أحب لابني وابنتي أن يكونا أفضل مني، والدي كان كذلك وأمي أكثر من ذلك، ولكن للأسف لم أصدقهما قط.

أسعدني الحظ أن أنجب بناتي قبل رحيل والدي، أدركت هذا فحاولت المكوث أسفل قدميهما أطول فترة ممكنة، أدركت كم فرطت في حقهما، ,اني مهما فعلت لن أوفيهما ربع حقهما، لكني أمر هذه الأيام بتجربة مختلفة للغاية.

ابنتي الكبرى ريم كاتبة، أتنفس مع كل حرف تكتبه، ما زالت ابنة العشرين عاما تملك موهبة طازجة قادرة على ابهاري في عالم نحمد الله فيه على نعمة الدهشة، تحتضنني فتعود أمي للحظات في حضنها، وكأن الله خلقها رحمة لي، تكتب أساسا بالإنجليزية فأحلم أن أراها يوما في أوروبا أو الولايات المتحدة كاتبة شهيرة بما يليق بموهبة كبيرة.

أما الوسطى فرح فهي قصة مدهشة في حد ذاتها، أفضل حارسة مرمى في الدور الأول من كأس العالم لكرة اليد مواليد 2000، أفضل حارس مرمى في الدوري المصري لكرة اليد للأنسات، تلك التي تحققت في سن المراهقة فأدهشني صفاءها ونقاءها وجمالها.

لكل امريء نصيب من اسمه، لكن فرح احتكرت الاسم كله فصارت فرحا لا ينتهي وأحد أهم دواعي فخري وسروري في زمان صعب، تألق بعد تألق وكأنها أدمنت إسعادي.

ويبقى علي صغيرا لم يتجاوز المرحلة الإبتدائية يملك بين دفتي حضنه نصف حنان هذا العالم.

رزقني الله كثيرا في أولادي حتى أخجلني، شكرا لوالدتهم شريكة هذا النجاح بالنسبة الأكبر، شكرا لله على وجودهم

أقنعني أولادي بالأسطورة.. محدش حيحب تبقى أنجح منه غير أبوك وأمك

“هي ريم مخدتش نوبل للأدب ليه بقى لحد دلوقتي”

إقرأ أيضا

“حول حديث اتركوا الحبشة ما تركوكم” نقد الاستدلال الجاهل الموجود في السوشيال ميديا

اقرأ أيضا

هدى شعراوي.. أكبر كذبة في تاريخ تحرير المرأة