رشا الشامي .. الرب دفع سيسرا بيد امرأة
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد
إني أذهب معك، غير أنه لا يكون لك فخر في الطريق التي أنت سائر فيها. لأن الرب دفع سيسرا بيد امرأة.
هكذا تحدثت قاضية بني إسرائيل دبورة والتي تعد من أهم شخصيات التاريخ اليهودي إلي قائد جيش بني إسرائيل “باراق بن ابينوعم” المتخاذل في الحرب، والذي رفض الخروج لملاقاة قائد جيش الكنعانيين الذي أذل شعوبهم لعشرون عاما قائلاً لها لن أخرج إلا إن خرجتي معي للقائه، فما كان من تلك المرأة القوية إلا إنها خرجت علي رأس جيش لدحض العدوان، بنفس القوة التي تمتعت بها تلك المرأة عرفت امرأة أخرى يحاربها جيوش المدعين “عن بعد فقط” تدعى رشا الشامي.
رشا الشامي .. للحلم أنبياء كشجر الجوز
كما تحدث عنها أسامة الشاذلي مسبقاً صائغاً تلك الجملة الرائعة، والتي أقسم لك عزيزتي بأنها كلمة خارجة من أعماق قلب هذا الرجل، وكنت قلت له مسبقاً “انت احسن واحد يكتب عن اللي بيحبهم”.
مبدع وسيدة أعمال لا يختلطان إلا على يد رشا الشامي
تتكاثر الأقاويل حول السيدة المهيبة رئيسة تحرير موقع إخباري هام في مصر، تصنع به تجربتها الخاصة، أسمع عنها الكثير والكثير قبل بداية عملي في فريق المولد، ولم نكن تقابلنا قبل هذا الحين ولا مرة، بالسمع سمعت عنها فقط، ولي أن أبوح بسر لك يا عزيزتي لم يفلح أحد في إخافتي منك بالمرة علي الرغم من أن البعض صور لي لقاؤنا الأول في التعارف كم هو مهم وخطير.. أجبت بإبتسامة قائلاً يا أهلاً.
بطبيعة الحال تختلف شخصيات المبدعين عن الشخصيات العملية التي تقضي معظم أوقاتها في العمل والحركة وتقدر أهمية الوقت وتتابع كل ما هو جديد وكل ما هو ضروري وتقوم بأكثر من عمل في وقت واحد، في حين ان المبدعين حالمين تستفزهم الحيأة يتألمون فيخرجون الألم علي هيئة إبداعاً معيناً يسهرون يجمعون الحكايات من علي الأرصفة و الشوارع و الوقت بالنسبة لهم يقاس بالمتعة والألم وليس بالدقائق والثواني كغيرهم.
ولكن شيئا ما يبقي لم يقال ولم يعلن
في إحدي المرات التي شاهدتني رشا أجلس علي سور شرفة الموقع انتهرتني بشدة قائلة “انت بتستهبل، انت كدا هتقع” فرديت بإبتسامة قائلاً “لا ماتخافيش” لترد هي” أنا خايفة عليك “.
يومها انهارت كل فكرتي عن رشا سيدة الأعمال متجمدة المشاعر وعرفت ان دائماً شيئاً ما يبقي إن أردت أن تعرفه يجب أن تقف علي مسافة مناسبة للرؤية. إن كنت أجيد العزف علي آلات الإيقاع لكان لي شأن آخر الآن وقلمي هذا تنحي عن الكتابة لسنوات لأنني وجدت أنني لا أمتلك جديداً أقدمه للناس ولن أشوهه الآن بمشاعر مداهنة مزيفة أو نفاق.
وأقول بكل صدق إن المرأة التي لم أكن أفهمها يوماً واختلفنا كثيراً في الرأي يوماً والآن أتحدث عنها بصفة صديقة شخصية لم تكن أبدا تشبه المزيفين ولم يجرؤ أحد أعدائها علي الإقتراب منها، رشا الشامي في الحق لا تخشي لومة لائم.
هالين من ورا موج وبحار واجهوا وعدوا صحرا ونار
لم أكن يوماً جباناً إلا فيما يخص خطراً يهدد أحبابي، ولم أكن يوماً منافقاً أبداً، استمد قوتي دائما من حب الناس لي وأقولها بكل صدق إنني أحببت أسامة الشاذلي ورشا الشامي كثيراً، فهم اثنان من البشر لم ينسيا حقهم في الحياة وكانت تلك هي المسألة بالكامل اثنين من البشر واجهوا أعاصير المزيفين والمدعين ولازالوا وان كنت ألومهم أحيناً علي ذلك وأقول لهما إنها ببساطة حبكة الكون صنع الرحمن سبحانه وبعض الأعاصير مؤذي وبعضها تافه ومثير للضحك لكن أسامة ورشا بحق مثيرين للإعجاب أحبكما كثيراً يا أصدقائي.
اه بالمناسبة قد كتبت عن رشا الشامي مثلما كتبت عن أي فرد في الميزان ولم أعدد إنجازاتها ولم أتغزل في سيرة حياتها كما يفعل التافهون في مباريات التحذلق والمداهنة مع رؤسائهم ورشا الآن رئيسة مجلس إدارة الموقع الذي أعمل به.
الكاتب
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد