رضوى الشربيني .. خالتي اللتاتة التي ضلت طريقها للتليفزيون
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ أن تصدرت رضوى الشربيني شاشة التليفزيون وقد نصبت نفسها متحدثة باسم بنات مصر ، مع إنها في الحقيقة -سواء عن قصد أو بدون قصد- قد استثمرت في الجهل العام المتجذّر في المجتمع المصري والمرأة المصرية في القلب منه ، وقد حصرت موضوعاتها في موضوع واحد لا بديل له ، وهو علاقة البنت المصرية بالرجل المصري ، وكيفية استدراجه إلى المنزل كي يتمم العلاقة حتى الجواز ، وكيفية إفطاره حتى لا تفطره السكيترية في مكتبة ، وكيفية لفت انتباهه بالميكب الفولاني .. وإليك عدة عناوين سوف تعثر عليها حينما تكتب “رضوى الشربيني” في سيرش جوجل :
- التقل صنعة .. ده اللي تعمليه لو عايزاه مايستغناش عنك
- مزعلني ومش بيصالحني .. أعمل ايه ؟
- دي الخطة لو بطل يهتم بيكي
- دي الصفة اللي تبعدي عنه فورًا لو لقيتيها
- هتحرقي دمه وتعلميه الأدب
- لا دا يتخلع عادي
- تعملي ايه لما يبتدي يتقل عليكي
وأنا اتحداكم ، إذا دخلتوا أحد الشوارع الشعبية التي تعج بالمصاطب التي تعتبر ساحة براح تمارس فيها النساء غية الرغي في الفاضية والمليانة ، أتحداكم أن تخرج موضوعاتهن عن هذه العناوين التي يعد لها استديو وكاميرات وإضاءة وإعلانات.
وكأن البنت المصرية لا يوجد في حياتها غير علاقتها بالرجل ، وكأن صحة البنات المصريات ومخطط تفريغ عقولهن على الفيس بوك ليست موضوعات مهمة للحديث عنها ، وكأن وجهة نظر المرأة المجتمعية ومشاركاتها في تغيير المجتمع للأفضل لم يعد مهمًا ، وكأن بنات مصر ولدن فقط ليتم خطبتهن ثم جوازهن ثم تخفي المرأة من سجلات الحياة ولا تستحق الحديث عنها .. وكأن سيدات مصر اللائي وصل عمرهن للخمسين وانت طالع لا يستحقون الحديث عن مشكلاتهن .. وكأن ثقافة وعقل البنت المصرية لا يستحقون خمس دقائق من وقت البرنامج .. وكأن العمر عند رضوى الشربيني قد انحصر في العشرين .. هكذا ركنت رضوى الشربيني أيضًا إلى الخلاف بين الرجل والمرأة وبالغت في الكلام عنه حتى يصبح (تيمة) للبرنامج أكثر منه قضية حقيقية .
لاحظت اليوم تريند عن الحجاب ورضوى الشربيني ..حدث هذا عندما أرسلت لها إحدى المشاهدات سؤالًا لملخصه أن جمالها قد قل بعد أن ارتدت الحجاب ، وقد أجابت رضوى الشربيني أن اصبري واحتسبي لانك ستدخلين الجنة ، وأنا (تقصد نفسها) سأدخل النار لو توفيت على هذا الحال . مره أخرى في حلقة أخرى كانت في تجربة لارتداء الحجاب أثناء الحجاب ودعت الله أن يثبتها على هذا .
ناهيك عن جدل الفتوى عن الحجاب ، وناهيك عن حلاله من حرامه ، لكني أريدك أن تلاحظ أن رضوى الشربيني لا تمتلك مقومات الثقافة ولا القراءة التي تمكنها من فتح قضية شائكة مثل قضية الحجاب ، فأخذتها من قصيرها وركنت إلى فتاوى قنوات الناس والرحمة كي تبعد عن هذه المسألة التي تحتاج إلى مرأة مثقفة ، وليست صانعة محتوى .
في البداية قلت لك أنني لا أريد أن أكون قاسيًا على رضوى الشربيني لأنها في النهاية غير مسؤولة عن كل هذا الحجم من الضجة .. لكن المسؤولات عن هذا هن القيادات النسوية المتعالية عن الاحتكاك بالواقع .. المختبئات في الندوات الثقافية .. المتحدثات بلغة لا يفهمها سوى رئيس جامعة كلية دار العلوم . تاركين عقول بنات مصر فريسة لمثل هذه البرامج.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال