همتك نعدل الكفة
1٬224   مشاهدة  

رضوى عاشور ومريد البرغوثي .. قصة حب أسطورية هزمت حتى الموت

رضوى عاشور
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أنتِ جميلةٌ كوطنٍ مُحرَّر

وأنا مُتعَبٌ كوطنٍ مُحتلّ

أنتِ حزينةٌ كمخذولٍ يُقاوِم

وأنا مُستَنهَضٌ كحربٍ وشيكَة

علي سلم جامعة القاهرة وقف الشاب مريد البرغوثي يلقي قصيدته الجديدة على أحد أصدقائه، تسللت تلك الكلمات لشابة ترى ما لا يرى، تكشفت تفاصيل روحه بين كلماته، رأت رضوى عاشور ذلك النور المميز الذي يغشى القلب للحظات فيتغير العالم، توقفت عن كتابة الشعر بعدها وبدأت في كتابة سطور قصة حبها المدهشة، كان طبيعياً بعدها أن يتأمر العالم لتلتقي العيون ويتسامى العاشقان في قصة حبهما.

مع بعض العشاق لا يجوز استخدام لفظ “وقعا في الحب”، مع رضوى ومريد تسامي وطيران.

أنتِ مُشتهاةٌ كتوقّف الغارة

وأنا مخلوعُ القلب كالباحثِ بين الأنقاضْ

أنتِ جَسورةٌ كَطَيّارٍ يتدرّب

وأنا فخورٌ كجدّته

يحمل طالب الزواج الشاعر الفلسطيني إرث الأمة حين يرفضه أهل رضوى بحجة جنسيته، كانت القوانين الحكومية تصيب الأهل بالقلق على مصير ابنتهم وأطفالها المستقبليين، ليقول مريد: “طوال عمري منذ أن تعرفنا وإلى الأبد لم أشعر بأي لوم أو عتب علي موقف أهلها تجاهي”، ربما لأن من يملك عشقاً حقيقياً قادر على التماس كل الأعذار من أجل حبيبته ومن يحمونها حتى ولو على سبيل الخوف.

انتصر الحب في النهاية وتزوجا، لم ييأسا لحظة لأن مثل رضوى ومريد يتحدثان لغة لا يفهمها اليأس ويملكان روحاً واحدة يخشاها الإحباط والاستسلام.

أنتِ ملهوفةٌ كوالد المريض

وأنا هادئٌ كمُمَرِّضَة

كلانا جامحٌ كالانتقام

كلانا وديعٌ كالعفْو

يصدر قرار بابعاد مريد البرغوثي عن مصر عقب اعتراضه على اتفاقية كامب ديفيد، يفترق العاشقان، يبدو البعد ساذجاً أمام من حملوا روحاً واحدة وحباً حقيقياً، المسافات وهم هزمه العشاق، ظل ممنوعًا من دخول مصر لمدة 17 عامًا ، كان يلتقيان خارج مصر حتى سقطت رضوى فريسة للمرض اللعين، كان مريد يسبح بحبها قائلاً “عودي ياضحكتها عودي”، كان المقاتل ضعيفاً أمام مرض معشوقته، كان يبحث عن المدد في ضحكتها الجميلة، كان مرضها يقتله فيزداد صبراً وسنداً، ينتصرا سوياً على المرض.

وبعد سنوات في برنامج جمعهما سوياً مع أحد الإعلاميين المصريين، ينتهز مريد فرصة دخول رضوى للحمام ليهمس لطاقم الإعداد قائلاً،: “صوروا رضوى من الجانب الأيسر علشان أثر العملية ميبانش”.

هو يراها جميلة، لكنه يحب أن تكون الأبهى، هكذا هو الحب.

أنتِ قويّةٌ كأعمِدة المَحْكَمَة

وأنا دَهِشٌ كَمَغْبونْ

إقرأ أيضا
بابا جه

وكلما التقينا

تحدَّثْنا بلا توقّف، كمحامِيَيْنْ

عن العالَمْ

تقول رضوى عاشور عن الحب :”لا يمكن أن يكون الحب أعمى لأنه هو الذي يجعلنا نبصر”، أبصرت بمريد الذي عاش بها، وعندما رحلت بعيداً تذكر مريد حين كانت تحمل ابنهما ذو الشهور الخمس لتلتقي به بعيداً في المجر بعدما غادر القاهرة، ربما فكر في السفر إلى المجر مرة أخرى ربما تنتظره هناك، لكنه في ذكراها الأولى يدرك تماماً أن حتى الموت غير قادر على انهاء الحب، وأنه “لا وحشةَ في قبر رضوى”.

ولمثل رضوى ومريد نحني عشقاً.

الأبيات الشعرية من قصيدة “أنتِ وأنا …. إلى رضوى عاشور” التي كتبها مريد البرغوثي عام ٨٣.

إقرأ أيضاً

“رضوى عاشور” أديبة استثنائية سافرت بقراءها عبر سطور من الدهشة

الكاتب

  • رضوى عاشور أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان