رغم الحظر .. شيشة ومخدرات ونكت عن كورونا في أحد مقاهي فيصل
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
واقفون على ناصية الشارع، عيونهم تترقب المارة وتفتشهم، خلفهم المقهى، مزدحمة عن آخرها، دخان الشيشة كثيف للغاية لا يمكّنك من تميز وجوه الزبائن، النادل يتحرك في مسافات ضيقة وملتوية للغاية بين الكراسي، و في ركن بعيد يجلس رجل مسن بسيجارة حشيش، صوته المحشرج وكحته الجافة يختلطان بصوت التلفاز، نكت متبادلة بين الزبائن عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
هذا الجو المثير في إحدى مقاهي منطقة فيصل “أبو قتادة”، الثالثة عصرًا، رغم قرار الحكومة المصرية بفرض الحظر تفاديًا لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي تعاني منه جميع دول العالم في وقتنا الحالي.
صدفة، أثناء مروري بمنطقة “أبو قتادة”، لاحظت مجموعة من الشباب واقفين (الناضورجية) أمام المقهى، قررت الدخول لتقصي الأمر، واستكشاف ما يدور بالداخل.
رغم أن صاحب المقهى الشاب يعرفني، لكنني شعرت بأنه يراني للمرة الأولى، لم أكن من زبائن المقهى الدائمين، كنت متقطع التردد عليها، أو بالأحرى انتظر عليها صديقي الذي يسكن في المنطقة “أبو قتادة”، لذا شعر “صاحب المقهى” من وجودي، فأغلب الموجودين من أبناء المنطقة، يدخنون الشيشة، ويلعبون الدومينو، تتعالى أصواتهم بالنكات البذيئة والشتائم، ويدخن بعضهم “الحشيش” في آخر ركن في المقهى.
صاحب المقهى يتبادل النكات عن “الكورونا” بعد أن أسماها “مكروونة”، مع أحد الزبائن الذي كان لتوه عائدًا من محافظة بني سويف بعد إنهاء مهمة عمل أجبره عليها صاحب الشركة، رغم أنه طلب التنازل عن راتبه مقابل الإجازة لكن الأخير لم يوافق على هذا الطلب.
لم يبدو الخوف أو القلق على صاحب المقهى أبدًا، رغم الغرامة الكبيرة التي أعلنتها الحكومة المصرية، لكني عندما تبادلت معه أطراف الحديث عن خطورة مخالفة الحظر المفروض، قال :”مظبطين مع الرجالة أول ما الحملة تطلع بيدونا تليفون على طول”.ثم أعقبها بـ”وربنا يسترها علينا”.
في واجهة القهوة التي تطل على الشارع يجلس الزبائن لتناول المشروبات، إما المدخنين للشيشة أماكنهم في الداخل، غرفة ضيقة لا تتسع لأكثر من 10 أفراد، لكن حُشر فيها أكثر من 20 شخصًا، جميعهم يدخنون الشيشة، ولا تخلو أيد بعض الجالسين من سيجارة “حشيش”.
قبل أن أنصرف بدقائق، جاءني صاحب المقهى وشدد عليّ بكلمات حاسمة:” إحنا هنقفل خمسة عشان الحظر، طبعا محدش تاني غيرك يعرف إننا فاتحين”، رغم أن كل المارة في الشارع يستطيعون مشاهدة الزبائن وسماع صاحب المقهى وهو يصيح بطلبات الزبائن!
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال