بخلاف العالم..كيف استطاعت كوريا الجنوبية مواجهة جائحة كورونا؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
رغم بروز التجربة الصينية المنشودة في التعامل مع جائحة كورونا المُستَجَد كوفيد-19 على مستوى إعلامي دولي واسع الانتشار وبالتزامن مع زيادة مساحات الإشادة بالدور الصيني من مختصين وغير مختصين إلا أن هناك تجربة كبيرة ومتميزة عن تجربة الصين مع الفيروس في كوريا الجنوبية تجربة ربما تفوقت على تجربة بكين في العديد من النواحي لكن لم يحالفها الحظ في بروزها إعلاميًا رغم ان تلك التجربة تحتاجها جميع دول العالم.
الوقوف أمام الجائحة
مطلع مارس الجاري كانت كوريا الجنوبية معرضة لخطر تفشي الوباء وبقوة وبرزت أراء توقعت أن تكون الدولة الواقعة شرق آسيا البؤرة الثانية لهذا الوباء بعد الصين خاصة بعد أن أصبحت أعداد الحالات المصابة بها تتخطى ما يُقاربُ 1000 يوميًا لكن الدولة الواصل تعداد سكانها إلى 50 مليون نسمة والمعروف عن عاصمتها سيول بشدة الزحام إذ قطن في العاصمة الكورية الجنوبية حوالي 25 مليون نسمة أي نصف سكانها بحسب الإحصائيات على مؤشر البحث جوجل نجحت في أن تكبح الجائحة بكل صرامة.
وحسب موقع رويترز فإن عدد الحالات المصابة بالعدوى في كوريا الجنوبية إلى 7755 إصابة وسجلتها منظمة الصحة العالمية كرابع أعلى حصيلة في العالم على الرغم من ذلك لم تسجل سوى 60 وفاة وهذا الرقم يعد أدنى بكثير من المعدل العالمي الذي أعلنته المنظمة حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها.
كيف تعاملت كوريا الجنوبية مع خطر كورونا؟
في بدايات ظهور كوفيد ـ19 المصنف على انه جائحة من قبل منظمة الصحة العالمية في كوريا الجنوبية الأولى كانت ردة الفعل الكورية الشرسة جعلتها واحدة من النماذج التي يُحتذى بها في جهود مكافحة الوباء العالمي الذي يهدد البشر ويعود ذلك إلى التنفيذ السريع لنظام فحص واسع النطاق حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن كوريا الجنوبية تمتلك في الوقت الحالي القدرة على فحص ما يصل إلى 20.000 شخص يومياً في 633 مكان اختبار للفيروس في جميع أنحاء الدولة فضلًا عن العيادات الخارجية التي يستطيع من خلالها المواطن الكوري الجنوبي بتلقي الاختبار وهو جالس في سيارته حسبما عبرت الصحيفة الأمريكية في مقالًا مطولًا لها وأردفت وول ستريت جورنال بأن هناك منشآت مؤقتة شُيِّدت في أسرع وقت أمام المنشآت الصحية التي وُجِد بها إصابات. حيث نقلت العينات بالشاحنات وخزنت في درجة حرارة تصل إلى نحو 40 درجة في حاويات محكمة الغلق فضلًا عن خوالي 118 من المختبرات التي يواصل فيها الأطقن الطبية علمهم الشاق وهم حوالي 1200 متخصص طبي يعملون على تحليل النتائج”
فحص العدوى مجانًا
وبلغت تكلفة فحص العدوى حوالي 160 ألف وون كوري جنوبي حسبما أوردت وكالة فرانس 24 أي تعادل كلفة عمل الاختبار للمواطن حوالي 134 دولاراً أميركياً مع توفر إمكانية الفحث بالمجان لمن يُشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا كما ترفع التكلفة بشكل كامل على من هم خالطوا أصحاب الحالات المؤكدة أجرت كوريا الجنوبية اختبارات تشخيص بشكل أسرع من أي دولة أخرى – حوالي 10 آلاف فحص يومياً – ويقول الخبراء إنها ساعدت السلطات في الرصد المبكر للمرضى، وتتبع بؤر الوباء.
الشفافية والكفاءة
وتمكنت السلطات الكورية الجنوبية من الإسراع بعملية المواجهة بإجراء أكثر من 15 ألف فحص يوميًا بعد زيادة التعامل بشفافية وكفاءة و توافر الطريقة المثالية والإيمان بخطر الفيروس حيث قال توماس بايرن رئيس منظمة The Korea Society غير الربحية في مدينة نيويورك: “لم تتصف استجابة أية دولة بالفعالية الكاملة لكن الدرجة العالية من الشفافية والكفاءة للمسؤولين الصحيين الكوريين الجنوبيين تقدم دروساً مفيدة حول جهود الاحتواء للدول الأخرى وحول طبيعة هذا الوباء للمجتمع العلمي الدولي.
ذكاء الرئيس الكوري الجنوبي
وعلى خلاف حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتعامل مع الأزمة بشكل يدعو للسخرية فتارة يقول إنها مؤامرة صينية على بلاده وتارة أخرى يعلن عن علاج وهمي للفيروس التاجي ويعطي أرقامًا ومعلومات غير دقيقة لشعبه وللعالم حيث ظهر رئيس كوريا الجنوبية “مون جيه-إن” مع شعبه في الصفوف الخلفية فضلًا عن وقوف مسؤولو الصحة العامة في ظهر شعب بلاده بالحديث مرتين يومياً مع الجمهور عن مستجدات تفشي الفيروس وكيفية مواجهته.
الحالة 31
إن تجربة كوريا الجنوبية مع كوفيد- 19 الذي اقتحم البلاد منتصف فبراير الماضي امتازت بسيطرة لا مثيل لها في العالم خاصة بعد تحجيم إصابة الحالة رقم (31) التي لقبها الإعلام “ببطلة الانتشار Super Spreader حيث أكدت العديد من التقارير الطبية أن المريضة التي شعرت بالإعياء والبالغة من العمر (61 عاما) تسببت في تفشي الفيروس بين أكثر من 80% من الحالات في البلاد.!
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال